يسعي الكثير من الناس إلى تنمية رأس المال المادي، ولكن هل تعرف أنه يوجد نوع جديد من رأس المال؟، يُعرف برأس المال النفسي الإيجابي، وهو يتجاوز رأس المال المادي، أي ما نملك من خبرات مكتسبة من التعلم والتدريب والمهارات.
فراس المال النفسي هو تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك والنجاح، والتمسك بالتفاؤل، وستوضح السطور القادمة استراتيجيات لتعظيم رأس المال النفسي، لتحقيق النجاح والسعادة سواء في أماكن العمل، أو على مستوى الحياة عموماً.
كشفت دكتور أمينة التيتون أكاديمية من البحرين ومؤلفة لعدد من الكتب مثل الذكاء الروحي وكيف نكتب، أن رأس المال النفسي هو بحالة الإنسان النفسية الإيجابية التي من ملامحها التمتع بالثقة بالنفس والكفاءة الذاتية بالقدر الذي يشجع الإنسان على بذل الجهد اللازم لأداء مهمات مثيرة للتحدى والنجاح فيها والتمسك بالتفاؤل، وتوقع النجاح في الحاضر والمستقبل، والتسامح مع الماضي وتقدير الحاضر والسعي وراء فرص المستقبل والتسلح بالأمل القائم على تحديد أهداف محددة.
ووضع استراتيجيات لتحقيقها، ثم تحفيز الذات للمبادرة بالعمل والاستمرار في ذلك حتى بلوغ الأهداف، والتحلي بالمرونة والقدرة على التأقلم عند مواجهة الصعاب عن طريق النجاح ومواجهة مواقف اليأس وخيبة الأمل، وإيجاد طرق جديدة للوصول للهدف، إضافة إلى تقدير الذات والشعور بموفور الطاقة، وجميعها عناصر أساسية للشعور بالسعادة في العمل.
وأكد التيتون في دراسة لها، أن المنظمات تتمتع بأداء أفضل، إذا كان لدى موظفيها مشاعر إيجابية تجاه أنفسهم وتجاه زملائهم، ومثل أى رأس مال، يتطلب رأس المال النفسي الكثير من الوقت والجهد لبنائه وتعزيزه.
وخرج مفهوم رأس المال النفسي من مظلة علم النفس الإيجابي، وهو أحد من فروع علم النفس الجديدة التي تركز على مساعدة الناس على عيش الحياة بصورة صحية سعيدة، وأول من ناقش مفهوم رأس المال النفسي مارتن سليجمان الذي اهتم بموضوع التشاؤم والشعور بقلة الحيلة، ودرس التفاؤل في عام ١٩٩١.
السعادة في العمل
تعني السعادة في العمل، امتلاك عقلية تسمح للمرء بتعظيم أدائه وإظهار إمكانياته، وذلك بإدراك الإنجازات والاحباطات أثناء العمل منفردا أو مع مجموعة، ومن مفاتيح السعادة في العمل طريقة العمل والوعي بها،حيث من المهم الوعي بالإنجازات ونقاط القوة لدى الفرد أو المجموعة تماما كالوعي بالاحباطات الواضحة ونقاط الضعف.
عناصر السعادة في العمل
وفقا لجييسكا بريس جونس في كتابها "السعادة في العمل، لتعظيم رأس مالك النفسي من أجل النجاح"، بينت دراسة أجريت على آلاف المشاركين في ٧٩ دولة، أن السعادة في العمل تقوم على عناصر مثل المساهمة التي تتعلق بالجهد المبذول وإدراكه، القناعة وما يتعلق بالدافعية بغض النظر عن الظروف، والثقافة التي تعني اتساق الموظف وتوافقه مع بيئة العمل.