تفشت ظاهرة ضرب الزوجات في المجتمع المصري بشكل غير مسبوق، إذ أصبحت تنهش في قلب الأسرة المصرية، ونسمع يوما بعض يوم عن قصص ضرب الزوجات، الذي وصلت إلى ذروتها وتعددت أشكالها، وأصبحت أكثر دموية عن ما كانت في السابق، واحتد الأمر إلى عاهة مستديمة، وتقطيع جسد وتعذيب في أبشع صور للعنف الموجه ضد المرأة والزوجة، ودائما ترجع النساء أسباب ضربهن إلى جبروت الرجل، وسوء أخلاقه، ويبرر الرجال ضرب الزوجات بسبب عند النساء وتمردهن على أزواجهن، والخلاف دائم ومستمر وتتصاعد وتيرة العنف كل يوم في تزايد، دون نهاية، سوى هدم الأسرة المصرية.
وعلينا أن نقف على أسباب زيادة ظاهرة الزوجات، كمحاولة لإنقاذ الأسرة المصرية، فهل الرجال السبب أم النساء من يدفعهم لذلك أو هؤلاء أبرياء وهناك أسباب أخرى تسببت في تفشي العنف ضد الزوجات، لذلك تفتح ' أهل مصر'، ملف ضرب الزوجات من خلال سلسلة من الموضوعات للوقوف على أسباب هذه الظاهرة التي تنهش في نسيج الأسر المصرية، وتنقلها من البيوت الآمنة إلى محاكم الأسرة.
المستشار وليد عبد المقصود
في بداية سلسلة موضوعتنا توجهنا إلى المستشار وليد عبد المقصود، رئيس مبادرة 'معا لإنقاذ الأسرة المصرية'، للوقوف على أسباب زيادة ظاهرة ضرب الزوجات والعنف ضد الزوجة، في البيوت المصرية، والتي أوضحها في الأتي:
- المخدرات الجديدة
أكد عبد المقصود، أن ظاهرة العنف وضرب الزوجات متفشية في مجتمعنا لعدة أسباب، إذ تأتي المخدرات التخليقية الجديدة في المرتبة الأولى، بالفعل المخدرات موجودة من السابق، لكن نوعية المخدرات الجديدة، مثل: 'الإستروكس والفودو'، التي تدمر الجهاز العصبي، وتدفع الإنسان ليكون عنيفا مع مزيد من الاستثارة العصبية، فتلك العقاقير تدمر الأجهزة العقلية والعصبية ما ينعكس في التعامل مع الأسرة والزوجة.
السوشيال ميديا
وأرجع رئيس مبادرة إنقاذ الأسرة المصرية، أسباب ظاهرة العنف ضد الزوجات، إلى ظواهر العنف الكثيرة التي نشاهدها على مواقع التواصل الاجتماعي، والجميع أصبح يقلد مشاهد العنف ويتأثر بها خاصة الأزواج الشباب الذي ليس لديهم وعي بمفهوم الزوجة والأسرة، حتى الأطفال أيضا أصبحوا أكثر دموية.
الدراما
وأشار أنه من أكثر الأسباب التي أدث إلى زيادة ظاهرة ضرب الزوجات، هي المسلسلات الدرامية التي تضم جرعة كبيرة من العنف والقتل والتعذيب والمخدرات والسلاح، وتعذيب الزوجة وتصدير صور ذهنية مغلوطة، تؤدي إلى خلق جيل أكثر دموية وأكثر عنفا، واقتباس صور ذهنية عن الزوجت يتم التعامل معها في الواقع كما هو في الدراما.
اقرأ أيضا بعد انتشار قصص الزواج المرعبة.. استشاري: "متتجوزوش إلا بهذه الشروط"
الأحداث السياسية
وتابع عبد المقصود، أن الأحداث السياسية التي مر بها المجتمع المصري، منذ 2011، وسماع أخبار التفجيرات والإرهاب والعنف والقتل كل هذا أدى إلى مزيد من الدموية، وأصبحنا نسمع جرائم غير مسبوقة من قبل في نسيج الأسرة وبين الأزواج، وللأسف هذا العنف الذي يحدث في الأسرة أمام الأطفال يخلق جيلا جديد أكثر شراسة وسلبية الذين يصبحوا أزواج المستقبل.
أزمة كورونا والأوضاع الاقتصادية
وأكد أن الاضطرابات التي حدثت بسبب جائحة أزمة كورونا، تسببت في نوع من الاضطراب النفسي لدى قطاع كبير من المصريين والمجتمعات العربية، لأننا في الأساس نمر بأحداث كبرى أخرى وأزمات أثرت نفسيا وسلوكيا على الاشخاص، فضلا عن ارتفاع الأسعار وتردي الأوضاع الاقتصادية، جعلت الجميع في حالة زهق ونفور من الأخرين ليس بين الأزواج فقط بين الناس جميعا حتى في المواصلات العامة، فما بالك الأزواج مع كل هذا الضغط المادي، فلغة العنف أصبحت لا صوت يعلو عليها في التعاملات بين الناس وبعضهم.
حملات توعية لإنقاذ الأسرة من االعنف
وقال:' أتمنى يكون هناك حملة توعية كبيرة تشارك فيها مؤسسات، مثل: الأزهر ودار الأفتاء، والإعلام الهادف، ومنظمات الصحة النفسية، وخبراء علم النفس و تقديم برامج سلوكية عن خطورة العنف'.