البكاء ضعف أم تعبير عما بالداخل.. معلومات لا تعرفها عن الدموع

الدموع
الدموع
كتب : سيد محمد

يعتقد بعض الناس أن البكاء دليل ضعف فى الشخصية أو خلل فى النفسية، هناك من يقول "أنا أذرف الدموع إذا أنا ضعيف" والآباء والأمهات فى تربيتهم لأبنائهم يقولون لهم لا تبكي أنت رجل، فمن قال بأن البكاء يتنافى مع الرجولة، هذا المعتقد توارثته الأجيال القديمة، وأثبتت الدراسات أن المرأة تبكي أكثر من الرجل، من ٣٠ إلى ٦٤ مرة فى السنة، مقابل ٦ إلى ١٧ مرة فى السنة، وسنتعرف فى السطور القادمة عن أهمية البكاء وفوائدها.

أثبتت العلم أن ذرف الدموع ليس مؤشر لا ضعف ولا فرط انفعال، حتى ولو كانت سمعة البكاء سيئة بسبب معتقد خاطئ توارثته الأجيال القديمة، فالدموع صمام أمان ووسيلة ناجحة فى تحرير الكبت وكل ما هو سلبى كما وهى أداة تواصل.

الدموع دوما حاضرة

الجميع يبكى وبدون استثناء، يؤكد العلم بأن الدموع فى الأيام العادية دوما موجودة ولكنها شبه خفية يقتصر دورها عادة على تزييت وترطيب عيننا كما وحمايتها من التعديات الخارجية، إنما متى تعلق الأمر بالدموع النفسية "أي تلك التى تذرفها بغية التعبير عن الانفعالات"، برزت نقاط اختلاف بين شخص وآخر.

أولا وهذا واقع، لا يبكى الرجل بقدر المرأة، وهذا فى مجتمعاتنا حيث تعتبر الدموع دليل ضعف أو هشاشة، فالبكاء ليس من شيم الرجال على الأقل، تلك هى الفكرة المتوارثة عن صواب أو خطأ، فمثلا عند الشعوب الآسيوية فى القرون الوسطى أو فى بلاد الإغريق القديمة، كان الرجال يبكون بدون تردد وكان الأمر مقبولاً لدى الجميع.

" البكاء مناف للرجولة"

لم يعاني رجل هذا العصر من جفاف فى الدموع؟، تلك أولا مسألة تربية منذ الطفولة، يميل المرء إلى كبح انفعالاته وتحديدا جنس الذكور، الفتى لا يبكى أو لايجوز أن يفعل، فهذه ردة فعل نسائية، وإذا دليل نقص فى الرجولة، وإذا ما فاجئ أحدهم الصبى وهو يذرف الدموع فى ملعب المدرسة، بات أضحوكة وضحية سخرية رفاقه..

بالنهاية الظروف الوحيدة التي يسمح فيها للرجل بأن يكون وبالكاد "دامع العين" هى المناسبات الرسمية، كالجنازات أو مباريات كرة القدم.

الدموع على صلة بالهرمونات

ثمة اختلاف آخر لهذا الاختلاف بين الذكر والأنثى، الهرمونات عند الرجل يبقى خلالها التستوستيرون بمعدل ثابت أو مستقر ما يسهل استقرار المزاج، فى حين أن التقلبات الهرمونية عند المرأة، تشجع وتناسب الأكثر، التنوعات والتقلبات فى الحالة النفسية والمزاج والمعنويات، هذا لا يعنى بالمقابل، بأن كل النساء من أكبر الباكيات، لكل امرأة نمطها وتواترها، بادئ ذى بدء حسب حساسيتها الخاصة كما والتربية التى تلقتها.

قل لى من رباك وكيف؟ أقل لك لم تحبس الدموع

فى الواقع، الطريقة التى استقبلت فيها الدموع فى المنزل العائلي، هى ما تؤثر لاحقاً على أسلوبنا فى البكاء أو عدم البكاء، على سبيل المثال، أن أثارت الدموع عبارات شديدة اللوم كـ "كفى بكاء، هذا يحزن ماما" أو "هل ستبكى لأجل أمر تافه كهذا؟"، تنمى الولد لا محالة نوعا من الخجل ومال الأكثر إلى حبس دموعه متى بات راشدا.

في المقابل إن قبلت الدموع كتعبير طببعى عن الانفعالات، وكظاهرة جسدية قائمة إنما بدون المبالغة فى محضها الأهمية، جعلها الولد إحدى طرق التواصل، ما بين الآخرين، وتعلم لاحقا كيف يستعملها بكل اعتدال، قد يحدث أيضاً أن يحاول الأهل جاهدين توقيف بكاء الولد وبشتى الوسائل، "إلغاء العقاب، تقديم هدية، قبول النزوة، توبيخ الشقيق (أو الشقيقة) الأكبر المسؤول"، هنا يلاحظ الولد بأن الدموع خير وسيلة فعالة للحصول على كل ما يحلو له وعندها قد يستعملها لاحقا للتلاعب بنده حتى ولو فى سن الـ ٥٠ عاما.

WhatsApp
Telegram