مبادرة شبابية لخدمة الفئات الأكثر احتياجًا لإسعادهم ورسم البسمة على وجوههم، فكر فيها 4 من شباب محافظة قنا، مع حلول شهر رمضان الكريم، حيث طرح أحدهم الفكرة تحت عنوان "قناع الخير في شهر الخير" وذلك لتأثره ب "غيث الإماراتي" صاحب برنامج "قلبي اطمأن" والذي يعرض حالات اجتماعية واقعية، وتعتبر شخصية "غيث" مجهولة للعالم، وذلك للتركيز في المقام الأول على عمل الخير وليس على الشخص الذي يقوم بهذه المهمة، لذلك فكر شباب قنا في تدشين مبادرتهم حسب استطاعتهم لمساعدة الآخرين وهم يرتدون الأقنعة.
شباب قنا ينفذون برنامج قناع الخير في شهر الخير
نفذ المبادرة كل من "س.ع"، و"ا.ع"، و"ا.س"، و"ا.ح" من مركز قفط جنوب محافظة قنا، وكانت فكرة المبادرة عبارة عن التقصي والبحث عن الحالات الأكثر احتياجًا ليخرجوا لها في سرية تامة لمساعدتهم، متخفين وراء القناع ويقومون بتصويرهم أثناء عرض مشاكلهم واحتياجاتهم، ثم بعد ذلك ينشرون هذه الحالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون الكشف عن هويتهم، فقط يقومون بعرض العنوان على برنامجهم،أو تقديم مشاكلهم للمسئولين والجمعيات الخيرية، لتقديم يد العون لهم في أسرع وقت، وبالفعل نجحت المبادرة وحققت شهرة في أرجاء قنا، بعد كثرة الإقبال على الاستجابة لمتطلبات المحتاجين.
تنفيذ برنامج "قناع الخير في شهر الخير"بقنا
قال "أ.ح" إنه اختار ارتداء القناع أثناء تصوير الحالات الأكثر احتياجًا، لبث الاطمئنان لديهم، ولأن غرضهم الوحيد هو مساعدتهم وليس للظهور إعلاميًا أو للتباهي، وفي ذات الوقت لا تظهر وجوه أصحاب الحالات بل يظهر فقط بث صوتي لتوصيل معاناتهم للمسئولين وفاعلي الخير، وأن لا يتم عرض حالة إلا إذا قامو بحل مشكلة الحالة الأولى وتلبية متطلباتها، لذلك حقق برنامج "قناع الخير في شهر الخير" نجاحًا لمدى الثقة فيه من قبل المواطنين.
تنفيذ برنامج "قناع الخير في شهر الخير" بقنا
وأضاف أن كافة المستلزمات التي يستخدمونها في الوصول إلى هذه الحالات وتصويرهم على نفقتهم الخاصة، حيث يقومون بتأجير كاميرا، وتخصيص وسيلة مواصلات حتى لا يعلم جيران الحالات بهم، وقبل ذهابهم يتم دراسة الحالة والبحث عنها فعليًا، كما أن معظم الحالات التي تصل إليهم تكون عن طريق أصدقائهم فكل من يعرف حالة يتصل بهم لمساعدتها.
كما أوضح أيضًا أن برنامجهم بدأ من مركز قفط لمعرفتهم أكثر بحالات بلدهم، وبعد ذلك سوف يتطرقون لكافة المراكز بمحافظة قنا، إضافة لاستمرارها بعد رمضان وأنهم لن يتوقفوا لما لمسوه من مأساة المحتاجين، مشيرا إلى أن آخر حالة تدخلوا لمساعدتها قام فاعل خير بالتبرع لها بالأسرة والمراتب، وآخر تبرع بدفع إيجار المسكن لمدى لا نهائي لما تعانيه هذه الأسرة من ألم الحاجة، دون أن يعلم الآخرين بها.