هل خلق الله آدم من تراب أم من طين ؟ وكيف خرج عيسى من رحم مريم ؟

قرآن كريم
قرآن كريم

يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ( الإسراء - ) ويقول المولى سبحانه وتعالى في سورة آل عمران : إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ( آل عمران -59). فهل خلق الله سبحانه وتعالى آدم من تراب أم من طين؟ وكيف يكون خلق عيسى من تراب وهو ولد من رحم امرأة من لحم ومن دم ؟ وكيف يمكن تفسير هذا وفهمه في سياق قرآني لا يتصادم مع العقل ؟ حول هذه الأسئلة ذهب جمهور من مفسري القرآن الكريم إلى أن إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب هو نوع من أنواع القياس اللغوي الذي عرفه العرب في لغتهم ، والتشبيه في الآية واقع على أن عيسى خلق من غير أب كآدم ، لا على أنه خلق من تراب . والشيء قد يشبه بالشيء وإن كان بينهما فرق كبير بعد أن يجتمعا في وصف واحد ; فإن آدم خلق من تراب ولم يخلق عيسى من تراب فكان بينهما فرق من هذه الجهة ، ولكن شبه ما بينهما أنهما خلقهما من غير أب ; ولأن أصل خلقتهما كان من تراب لأن آدم لم يخلق من نفس التراب ، ولكنه جعل التراب طينا ثم جعله صلصالا ثم خلقه منه.

وذهب جمهور من مفسري القرآن الكريم إلى أن هذه الآية التي تؤكد أن الله سبحانه وتعالى حول عيسى حوله من حال إلى حال ، ثم جعله بشرا من غير أب . ونزلت هذه الآية بسبب وفد نجران حين أنكروا على النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله : ( إن عيسى عبد الله وكلمته ) فقالوا : أرنا عبدا خلق من غير أب ; فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( آدم من كان أبوه أعجبتم من عيسى ليس له أب ؟ فآدم عليه السلام ليس له أب ولا أم ) . فذلك قوله تعالى : ولا يأتونك بمثل أي في عيسى إلا جئناك بالحق في آدم وأحسن تفسيرا وروي أنه عليه السلام لما دعاهم إلى الإسلام قالوا : قد كنا مسلمين قبلك . فقال : ( كذبتم يمنعكم من الإسلام ثلاث : قولكم اتخذ الله ولدا ، وأكلكم الخنزير ، وسجودكم للصليب . فقالوا : من أبو عيسى ؟ فأنزل الله تعالى : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب إلى قوله : فنجعل لعنة الله على الكاذبين .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً