يقول المولى سبحانه وتعالي في كتابه العزيز : وقالت اليهود يد الله مغلولة ۚ غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا ۘ بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ۚ وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا ۚ وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلىٰ يوم القيامة ۚ كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ۚ ويسعون في الأرض فسادا ۚ والله لا يحب المفسدين ، وهذه الآية الكريمة تكشف جانبا خطيرا من جوانب النقص في العقيدة عند اليهود، ذلك أن اليهود قد زعموا أن الله يمكن تشبيه وتجسيمه ويمكن وصفه مثل البشر، وزعم أحبار بني إسرائيل أن الله له أبيض الرأس واللحية.
يد الله مغلولة .. ماذا قصد بها اليهود وكيف وصفوا الله بأن له وجه ولحية بيضاء
وفي تفسير قول الله تعالى: يد الله مغلولة جاء في تفسير الطبري : أن هذا خبر من الله تعالى ذكره عن جرأة اليهود على ربهم، ووصفهم إياه بما ليس من صفته، توبيخا لهم بذلك، وتعريفا منه نبيه صلى الله عليه وسلم قديم جهلهم واغترارهم به، وإنكارهم جميع جميل أياديه عندهم، وكثرة صفحه عنهم وعفوه عن عظيم إجرامهم، يد الله مغلولة "، وأن أحبار بني إسرائيل عندما قالوا يد الله مغلولة إنما يقصدون بهذا أن خير الله مُمْسَك وعطاؤه محبوس عن الاتساع عليهم.