رمضان في البرازيل 2020، رغم التغييرات التي طرأت على طبيعة استقبال والاحتفال بشهر الصوم في هذا البلد على خلفية تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد 19) الذي ألقى بظلاله على المظاهر والتقاليد الرمضانية المعتادة، والتي منها إقامة موائد الإفطار وأداء صلاة التراويح بالمساجد وتبادل الزيارات وإعداد الولائم، إلا أن مسلمي هذا البلد متمثلين في مديري المراكز الإسلامية والقائمين على المساجد استعاضوا عن النمط التقليدي في إقامة هذه الطقوس بنمط آخر مغاير وتوفير بدائل تتناسب مع الظرف الحالي الذي يمر به العالم عامة والبرازيل خاصة.
وبدأ شهر رمضان 2020 في البرازيل بالتزامن مع معظم الدول الإسلامية، يوم الجمعة 24 أبريل الماضي، وذلك في وقت وصل إجمالي عدد الإصابات بالفيروس المستجد في هذا البلد إلى أكثر من 102 ألف إصابة، وأكثر من 7 آلاف حالة وفاة.
رمضان في البرازيل (أرشيفية)
وأعلن اتحاد الجمعيات الإسلامية في البرازيل (فامبراس) أن جدول رمضان 2020 في البرازيل تغير بالكامل تماشيا مع الظروف الراهنة، وعليه فقد أغلقت المساجد أمام المصلين لمنع حدوث أي تجمعات قد تضر بصحة الإنسان في ظل تفشي الفيروس التاجي.
رمضان في البرازيل (أرشيفية)
وحث "فامبراس" المسلمين على التحول إلى التفكر والتأمل ومراجعة تصرفاتهم وإعادة تقييمها والاستغفار والتوبة وطلب المغفرة عن الخطايا، إذ يمكنهم تطهير أنفسهم في هذه الأيام والظروف الصعبة وبدء مرحلة جديدة.
رمضان في البرازيل (أرشيفية)
وبدلا من التجمع في المراكز الإسلامية والمساجد من أجل الإفطار الجماعي، سيتم توزيع سلاسل غذائية ووجبات الإفطار على المسلمين كل في منزله، ومع منع الزيارات الاجتماعية يلجأ المسلمون في البرازيل إلى وسائل التواصل الاجتماعي للاتصال بأقربائهم وأصدقائهم والاطمئنان عليهم.
رمضان في البرازيل (أرشيفية)
أما صلاة التراويح والصلوات الأخرى خلال رمضان 2020 في البرازيل، فيقيمها الأئمة من المساجد وتكون متاحة عبر خدمة البث الحي على الإنترنت، ويمكن للعامة التواصل مع الشيوخ عبر موقع "فيسبوك" أو تطبيق "واتساب" لأخذ المشورة منهم، وتختلف طريقة التواصل من مسجد لآخر، إلا أن أغلبها يحرص على التواصل عبر الانترنت.
ومع بداية رمضان 2020 في البرازيل، لم تنس الأقلية المسلمة الطواقم الطبية التي تبذل قصارى جهدها لمحاربة الفيروس التاجي؛ إذ تزينت قبة مسجد عمر بن الخطاب بصورة ضوئية لأطباء وممرضين، تعبيرا عن امتنان المسلمين في هذا الشهر المبارك وشكرهم لكل جنود الجيش الأبيض.
وفي الظروف الطبيعية قبل تفشي كورونا، كانت البرازيل ورغم أنها دولة بعيدة عن العالم الإسلامي إلا أنها كانت تبتهج بشهر الخير وكانت تتميز بطابعها الخاص وتقاليدها المميزة خلال الشهر الكريم.
رمضان في البرازيل (أرشيفية)
حيث كان مسلمو هذا البلد، الذين يمثلون نسبة 1 % من عدد السكان أو ما يعادل مليون ونصف المليون نسمة، يقيمون كل عام احتفالات مع اقتراب قدوم رمضان. وكان من عادات مسلمي البرازيل قبل الإفطار أن يزيد الازدحام أمام محلات الحلويات اللبنانية والسورية القريبة من المسجد أو التابعة له، ويكثر الطابع السوري والشامي على موائد الإفطار في شهر رمضان نظرًا إلى العدد الكبير للمهاجرين السوريين واللبنانيين بين الأوساط الإسلامية في البرازيل.
وتتعدد مائدة رمضان في البرازيل بين مزيج من الأكلات من حول العالم، ويُعد المطبخ البرازيلي مزيجًا من المأكولات الأوروبية والإفريقية والبرتغالية والعربية.
وفي الوقت الذي يحرص كل مواطنو هذا البلد حاليا على الالتزام بالتباعد الاجتماعي ومنع أو تقليل الزيارات بين الأقارب للحد من تفشي الوباء، كانت منازل المسلمين منهم في الأعوام السابقة خلال رمضان تميل إلى أن تكون بها تجمعات كبيرة من العائلة والأصدقاء، للإفطار معًا، وتكون وجبة خفيفة على الإفطار، ثم الذهاب لأداء صلاة التراويح، وبعد الانتهاء من الصلاة يتناولون الوجبة الرئيسية.