من الفيوم إلى بورسعيد يأتي "عم ربيع"، صاحب الـ 60 عامًا، ليروج بضاعته المصنوعة من "الخوص"، ليقف على ناصية شارع بحي المناخ،
ويعتبره ربيع رفاعي مصدر رزقه، وكأنه "مول"، وينام بجوار بضاعته كل يوم، وفي نهاية كل أسبوع يعود إلى بلدته ليقضي مع زوجته وأولاده يومًا واحدًا، ويعاود الذهاب إلى مدينة بورسعيد.
منتجات الخوص التي يصنعها عم ربيع
هكذا قال "عم ربيع" لـ أهل مصر "أقف على ناصية هذا الشارع، لا أحاول أن أكون مصدر قلق لأي شخص، اعتبر نفسي حرًا فقمت بتربية أولادي "8" و تعليمهم من مصدر دخلي "بيع المنتجات الخوصية"، ويقول عم ربيع إن السيدات هن الأكثر إقبالًا على منتجاتي "بتعجبهم" الشنط والطواقي الحريمي"، وخاصة في فصل الصيف علشان "يصيفوا" بها، لأنها خفيفة وشكلها "حلو" هم اللي بيقولوا كده.
أهل مصر تحاور عم ربيع
واستكمل "طوال اليوم أقف بجوار "منتجاتي" لغاية ما يجيني ابن الحلال علشان "ارزق"، وأسعاري بسيطة جدًا، ده حتى الطاقية الحريمي بـ 20 جنيه، وعلشان كده بقول إن معظم زبايني من الحريم وبعض احتياجات المنزل أيضًا أطباق من الخوص لوضع الفاكهة بها، وكذلك وضع الخبز
وكلها حاجات متينة وألوانها جميلة "الحمد لله"، وعلى فكرة المنتجات الخوص موش موضة قديمة ولا حاجة فهي لها ناسها، ومع تجديد الأشكال
والألوان "بتصاحب موضة العصر"، يعني بتمثل كل العصور علشان ما فيش حد يقول عليها "موضة وانتهت"، ده الأجانب كمان بيحبوها ولما بيكون فيه سفينة بميناء بورسعيد بقف هناك على رصيف الميناء، والأجانب بتحب تشتري مني، وبتاخد هدايا كمان لأصحابهم "تذكار من مصر"، أنا بفهم كده من ابتسامتهم، لإني موش بعرف أتكلم لغة أجنبية".
عم ربيع ومنتجاته الخوصية تفتح باب رزق للغلابة في الفيوم
وتابع "زوجت جميع أولادي، وسترتهم من شغلي لسه اتنين بس منهم ولد عنده 27 سنة و بنت لسه في تانية ثانوي، ويسرح عم ربيع بخياله و يتذكر من بعيد أثناء طفولته، عندما أراد أن يعمل مع والده بنفس العمل الذي يقوم به الآن، ويقول كان عندي في ذلك الوقت 7 سنوات، لم أكن أرغب في الذهاب للمدرسة، ومن هنا كانت بداية عملي وطفولتي، وعلى الرغم من عدم اهتمامي بالعلم، فكنت طفلًا مطيعًا، يبحث عن مصدر الرزق الحلال
منتجات الخوص التي يصنعها عم ربيع
و الحمد لله ربيت أولادي جميعهم على هذا المبدأ "الحلال"، أيوه هو مبدأ لأنني آمنت بمبدأي منذ الصغر، و لم انحرف، والإيمان بالمبدأ يقويه عند صاحبه.
فعم ربيع الذي لم يتعلم، تعلم من الحياة الكثير هذا يقول وعن مشاكله مع حملات الحي، يقول بيعاملوني برفق يعيى موش بيبهدلوا حاجاتي وبلمها بسرعة وأمشي، لكن بعد انتهاء الحملة أعود لمكاني "أعمل إيه ما هو ده مصدر رزقي"
أهل مصر مع عم ربيع صاحب المنتجات الخوصية
و يروي عم ربيع لـ أهل مصر "حكاية" عمل مشترك بين مجموعة تسعى على "رزقها" ولا تمد يدها لمخلوق من خلق الله، وتبدأ الحكاية في مكان صغير بالفيوم تعمل به المرأة المعيلة، "المطلقات و الأرامل"، و يقوم بتصنيع المنتجات الخوصية لعم ربيع، ويأتي هو إليهن "بالخوص" و هن يتفنن بتصنيعه بأشكاله وألوانه و ينتظرونه كل أسبوع ليعود إليهن "بحلاوة اجتهادهن و عملهن".
منتجات الخوص التي يصنعها عم ربيع
هكذا يرى عم ربيع أن منتجاته تفتح بيوتا كثيرة لسيدات ترفعن عن "الاحتياج و الحوجة"، وقامن بعمل شري، يدر عليهن رزقا ربما يكون صغيرا لكنه "حلال"، و الحلال ربنا بيكتره .
يأتي عم ربيع كل أسبوع إلى بورسعيد، و يحمل معه عبأ كبير رزق لا يعلمه إلا الله و يعود إلى الفيوم، وهو معه رزق بل أرازق للأيتام وغيرهم ممن يساعدونه في خروج بضاعته إلى النور، وأنهى عم ربيع حكاياته بأنه حزين جدا بأنه لا يوجد ابن من أبنائه يعمل في هذا المجال "علشان لما أموت يفضل رزق الغلابة موجود"، بس أكيد ربنا موش ها يسبهم.
منتجات الخوص التي يصنعها عم ربيع