الوحدة الوطنية والشهامة المصرية.. عنوانان لحقيقة واقعة وليسا مجرد شعارين يترددان فى وسائل الإعلام، وتظهر المواقف المختلفة دروسا كبيرة تؤكد ترابط نسيج الشعب المصرى الأصيل الذى لا ينسى قيم الأخوة والمواطنة فى وقت الشدائد، حتى رغم اختلاف الأديان.
بدأت الحكاية عندما تدهورت الحالة الصحية للقبطى "القمص بيشوى ويا" من محافظة قنا، والذى دخل الحجر الصحى بمستشفى أسوان التخصصى بتاريخ 26 أبريل الماضى، بعد إصابته بفيروس كورونا.
حاول الأطباء إنقاذ القمص بيشوى بطريقة العلاج المستحدثة وهى "بلازما الدم"، والتي تحتاج إلى متبرع، فكان على إدارة المستشفى التواصل مع شخص تتطابق فصيلة دمه مع فصيلة دم القمص بيشوى، وتتوصل إدارة المستشفى إلى الشاب الأسوانى محمد عبد الفتاح، المعالج من فيروس كورونا هو وعائلته وخروجهم منذ أيام قليلة من مستشفى أسوان التخصصى، حيث شاء القدر أن تتطابق فصيلة دمه مع فصيلة دم القمص بيشوى، لتقوم إدارة المستشفى على الفور بالتواصل معه.
طلبت إدارة المستشفى من "محمد" التبرع بالدم لإنقاذ القمص بيشوى، الذي تدهورت حالته الصحية بعد إصابته بفيروس كورونا، ولأنه مر بنفس الظروف لم يتردد الشاب الأسوانى في إنقاذ أخيه حتى وإن كان مسيحيا، وعلى الفور توجه إلى مستشفى أسوان الجامعى لسحب العينات والتبرع، ثم نقل الدم بعد التأكد من صلاحيته إلى مستشفى الحجر الصحى.
الأطباء من جانبهمن قدموا الشكر للمتبرع، لأن نتائج تبرعه نجحت فى إنقاذ القمص، ليعبر الشاب عن سعادته بعد أن مر هو وأسرته بنفس التجربة وعاشوا فترة صعبة داخل الحجر الصحى، وخرجوا من المحنة بسلام، وبالتالى لم يكن يتأخر عن أى طلب يطلبه منه الأطباء.
من ناحية أخرى، تعد تلك هى أولى التجارب داخل محافظة أسوان لعلاج البلازما، ونجحت تماماً مع المريض الأول "القمص بيشوى"، ومن جانبها، تؤكد مديرية الصحة بأسوان بإشراف الدكتور إيهاب حنفى، وكيل وزارة الصحة، أنها تبذل قصارى جهدها لتقديم الرعاية الصحية لمرضى كورونا المستجد كوفيد 19، وبشتى السبل الممكنة، كما أن تجربة البلازما تم تطبيقها فى عدد من مستشفيات الحجر الصحى بأنحاء الجمهورية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
