يغفل كثير من علماء المسلمين عن مسألة تاريخية تتصل بسيرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وهى مسألة يتحرج من ذكرها كثير من المحدثين ومدوني السيرة النبوي الشريفة، وهي ما يتعلق بخطبة عائشة من جبير بن مطعم وهو على شركة قبل أن تتزوج النبى صلى الله عليه وسلم . وترجع أهمية هذه الواقعة في أنها تثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يتزوج السيدة عائشة وهى طفلة في التاسعة من عمرها، وهو دليل يستند عليه من يستبعد أن سن عائشة رضي الله عنها عندما بنى بها الرسول صلى الله عليه وسلم تسع سنوات،فقالوا كيف لأبي بكر أن يوافق على خطبتها لرجل مشرك قد ألحق الأذى بالمسلمين،وهو مسلم؟-أبو بكر-فلابد أن تكون هذه الخطبة قبل إسلام أبو بكر،فهذا فهم يرون بأن هذا دليل على إن عائشة ولدت قبل البعثة، فهم يعترضون ويردون على ما جاء في البخاري مستدلين بذلك مما جاء في الأحاديث.
ومن الذين استدلوا بهذه الحجة المفكر الإسلامي عباس محمود العقاد حيث قال: "إن السيدة عائشة كانت مخطوبة قبل خطبتها إلى النبي، وتشير كتب الأصول إلى أن السيدة عائشة كانت مخطوبة قبل خطبتها من رسول الله إلى رجل آخر هو "جبير بن مطعم بن عدي" الذي ظل على دين قومه إلى السنة العاشرة للهجرة. وأن خطبة النبي كانت في نحو السنة العاشرة للدعوة فإما أن تكون قد خطبت لجبير بن مطعم لأنها بلغت سن الخطبة ،وهى قرابة التاسعة أو العاشرة ،وبعيد جدا أن تنعقد الخطبة على هذا التقدير مع افتراق الدين بين الأسرتين وإما أن تكون قد وعدت لخطبتها وهي وليدة صغيرة كما يتفق أحيانا بين الأسر المتآلفة ،وحينئذ يكون أبو بكر مسلما عند ذلك ،ويستبعد جدا أن يعد بها فتى على دين الجاهلية قبل أن تتفق الأسرتان على الإسلام