يحتفل المسلمون هذا العام بعيد الفطر تحت وطأة فيروس كورونا الذي فرض قيود على العالم بضرورة التباعد الاجتماعي وغلق دور العبادة والمطاعم والنوادي وكافة الأماكن الترفيهية، حيث حصد أرواح نصف مليون شخص وأصاب 5 مليون آخرين دون إيجاد علاج حتى الآن،وبالتالي سيقتصر ملايين المسلمين حول العالم هذا العام لحين فك "شفرة" الفيروس التاجي في منازلهم، وكان عادة ما تحتفل الشعوب في هذا الوقت من العام بالسفر وزيارة الأسرة والتجمع لتناول وجبات الطعام الفاخرة ،تبدأ عطلة عيد الفطر يوم السبت أو الأحد، اعتمادًا على رؤية هلال شوال، وقد فرضت بعض البلدان، بما في ذلك السعودية وتركيا والعراق والأردن، حظر التجول على مدار الساعة طوال فترة العطلة، وفي بعض البلدان الأخرى على رأسهم مصر وبعض الدول الأوروبية تم فرض حظر التجول الجزئي، باختلاف عدد الساعات.
اقرأ أيضاً: دراسة جديدة.. فيروس كورونا ينتشر في المطاعم والمكاتب بشكل أكبر
عيد الفطر في فلسطين في زمن الكورونا
تم رفع معظم القيود في القدس، لكن مجمع المسجد الأقصى - ثالث أقدس موقع في الإسلام - سيظل مغلقًا حتى بعد العطلة، كما أن أصحاب المتاجر في البلدة القديمة ، التي أفرغت من السياح والحجاج منذ مارس، يعانون من آثار الإغلاق لمدة ستة أسابيع.
وعادة ما يكون متجر الحلويات الشهير لعائلة جعفر في البلدة القديمة مزدحم للغاية من يوم الوقفة وحتى ثالث أيام عيد الفطر، حيث يستمتع السياح والسكان المحليون بالكنافة، والمعجنات مملوءة بالجبن،ولكن منذ تفشي فيروس كورونا لم يعد هناك ازدحام على شئ.
وقال علي جعفر لصحيفة "الديلي ميل البريطانية": "لقد كان لفيروس تأثير كبير علينا، حيث إن الأعمال تراجعت لأكثر من الثلثين ، مما أجبرهم على تسريح 10 عمال، ولم يعلق الأطفال زينة العيد ولن تقام صلاة العيد هذا العام في المسجد الأقصى، لم يكون هناك أي علامة للفرح".
اقرأ أيضاً: رغم فرضها على شعوبهم.. 8 قادة يرفضون ارتداء "الكمامة" لمواجهة فيروس كورونا
استعداد المصريين لعيد الفطر مع فيروس كورونا
في مصر، مددت السلطات حظر التجول الليلي، الذي سيبدأ الساعة 5 مساءً بدلاً من 9 مساءً، وأوقفت وسائل النقل العام حتى 29 مايو، كما سيتم إغلاق مراكز التسوق والمراكز التجارية والشواطئ والحدائق لمنع الناس من التكدس فيها في أيام عيد الفطر، وقد اشترى العديد من المواطنين ملابس عيد الفطر و"الكحك والبسكوت" للاحتفال في منازلهم أو مع عائلتهم في خلال أوقات ما قبل الحظر.
وفي هذا السياق، قالت منال زكريا، التي تعيش في مدينة الإسكندرية لشبكة سكاي نيوز الأمريكي بلغتها الإنجليزية :" إن عائلتها تحتفل عادة بالتجمع لتناول وجبات كبيرة والغناء والرقص والتقاط صور جماعية، ولكن هذا العيد أنا حزينة جداً لأنني لن أرى أشقائي وأولادي، بغض النظر عن عدد الحديث عبر الهاتف ، فلا يوجد شيء مثل الاجتماع".
اندونيسيا في عيد الفطر "مظلمة" بسبب كورونا
وفي إندونيسيا ، أكبر دولة ذات غالبية مسلمة ، قال الرئيس "جوكو ويدودو" إن القيود ستظل قائمة خلال عطلة عيد الفطر ولا توجد سياسة تخفيف للقيود الاجتماعية على نطاق واسع حتى الآن،وقد أبلغت الدولة ، التي يبلغ عدد سكانها 270 مليون نسمة، عن أكثر من 18000 حالة، بما في ذلك حوالي 1200 حالة وفاة.كما فرضت الحكومة حظراً تاماً على "الموديك" ، وهو تقليد للعطلات يتوافد فيه الملايين من الإندونيسيين الذين يعيشون في المدن الكبرى إلى بلداتهم للاحتفال مع أقاربهم، وإشعال الشموع في الهواء.
ماليزيا تسمح بالزيارات في عيد الفطر
ستسمح ماليزيا للأشخاص بزيارة الأقارب الذين يعيشون في مكان قريب ، ولكن هذه التجمعات تقتصر على 20 شخصًا. ونحث الزوار على ارتداء أقنعة الوجه والامتناع عن التقبيل والتقبيل والمشاركة في الأطباق، وقد أعيد فتح بعض المساجد ، ولكن الجماعات محدودة بـ 30 شخصاً.
اقرأ أيضاً: الرئيس الأمريكي يأمر بفتح الكنائس والمساجد
السعودية مغلقة لإشعار آخر في عيد الفطر
فرضت السلطات السعودية حظراً شاملاً في عيد الفطر، وظهر الحرم المكي فارغاً من مصليه الذي كان يعج فيه الملايين للحج من كل عام، وتفتقر الدولة التي تضم المسجد النبوي والكعبة الشريفة إلى مظاهر عيد الفطر والاحتفالات هذا العام، حتى أن الزيارات العائلية منعت للحد من تفشي فيروس كورونا الذي اجتاح الكثير من المدن السعودية.
صلاة عيد الفطر في السعودية
شراء الهدايا بالعراق في عيد الفطر
في العراق، سمحت الحكومة لمعظم الشركات بإعادة فتح أبوابها في الأسابيع القليلة الماضية ، لكنها تخطط لإعادة حظر التجول لمدة 24 ساعة خلال العطلة، وكانت الشوارع مزدحمة في الأيام التي سبقت العيد حيث كان الناس يتسوقون للملابس والألعاب والأجهزة المنزلية، كما أشترى الكثيرون هدايا العيد للاحتفال في منازلهم.
اقرأ أيضاً: الدول الكبرى يجب أن تتعلم منها.. كيف نجحت الدول الفقيرة في التغلب على فيروس كورونا؟
إلغاء الصلاة في إيران بعيد الفطر
في إيران، التي عانت من أشد تفشي للمرض في الشرق الأوسط ، فرضت السلطات قيودًا قليلة قبل العطلة إلى جانب إلغاء الصلوات الجماعية في طهران التي يقودها عادةً المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وواجهت إيران انتقادات لعدم فرض نوع الإغلاق الذي شوهد في أماكن أخرى في المنطقة، لكن السلطات قالت إنه كان عليها أن تزن الآثار على الاقتصاد الذي تسببت فيه العقوبات الأمريكية، أبلغت إيران عن ما يقرب من 130،000 حالة وفاة وأكثر من 7000 حالة وفاة ، ولكن معدل الإصابات الجديدة قد انخفض في الأسابيع الأخيرة.
فتح الشواطئ بالإمارات في عيد الفطر رغم كورونا
في الإمارات، موطن المركز التجاري المستقبلي في دبي ، سيتم فتح المتنزهات والشواطئ الخاصة ولكن ستقتصر المجموعات على خمسة أشخاص. يُمنع الأطفال دون سن 12 عامًا والبالغون فوق 60 عامًا من مراكز التسوق في دبي وأبوظبي، وتحد القيود الأخرى من عدد الأشخاص المسموح لهم بالدخول، ويمكن أن تعمل المطاعم بنسبة 30٪ فقط من طاقتها، وقد أعلنت الحكومة حظر تجوال على الصعيد الوطني خلال عيد الفطر من الساعة 8 مساءً حتى 6 صباحًا.اختفاء مظاهر عيد الفطر في ألمانيا
قال حسين خضر نائب رئيس الأمانة الفيدرالية للهجرة في ألمانيا خلال تصريح خاص لـ"أهل مصر": " أنه لا توجد مظاهر لعيد الفطر في ألمانيا نهائياً حيث مازالت القيود المفروضة كما هي ومنعت السلطات الألمانية الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، كما منعت صلوات عيد الفطر وزيارة الأصدقاء والأقارب والتجمعات".
واضاف "خضر" أن اختفاء مظاهر الاحتفال في عيد الفطر يؤثر على الجالية المسلمة بأكلملها خاصة وأن معظم الأشخاص متواجدون للعمل ولم يصطحبوا أفراد عائلتهم وكانت تعزيتهم الوحيدة خلال الأعياد هي التجمع مع الأصدقاء من نفس الجالية للاحتفال والصلاة معاُ.
ونتيجة الإجراءات المتخذة في محاربة كورونا، لا شك أن روح العيد قد فقدت بعضاً من بريقها المعتاد فلن يكون من الممكن تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء، كما أن الخيبة الأكبر ستكون من نصيب الأطفال، الذين قد يواجهون صعوبة في تقبل "وجه العيد" الجديد في زمن كورونا، فقد كان العيد بالنسبة للأطفال فرصة للذهاب إلى أماكن الألعاب بملابس جديدة تشترى بشكل خاص لهذه المناسبة ولقاء الأقارب والحصول على "العيدية" التي تعتبر هدية رمزية تفرح قلوب الأطفال والكبار في أيام العيد.
العيد في بريطانيا بكاء على مفقودي كورونا
يستعد مسلمو بريطانيا البالغ عددهم 2.6 مليون نسمة للاحتفال بأحد أكبر عطلاتهم المعروفة باسم عيد الفطر في ظل جائحة فيروس كورونا، وكان من المفترض أن تكون مظاهر عيد الفطر هي زيارة الأقارب والخروج في المنتزهات، ولكن مع تفشي الفيروس في البلاد المنكوبة يبكي الكثيرون على فقدان موتاهم جراء المرض، ويقضون العيد في المقابر.
وقول "أريب لينو" أحد المسلمين في بريطانيا عندما توفى أبي في شهر رمضان بسبب فيروس كورونا لم نستطيع تلقى العزاء بشكل يليق به بسبب الفيروس ومنع التجمعات، حتى أن أمي تلقت العزاء من شقيقاتها عبر برنامج "زووم" و"واتس آب"، ونحن نجبر أنفسنا على هذا الوضع وبالنسبة للعيد هذا العام سيكون حزيناً.
الهند تستقبل العيد بأكياس الحلوى
بأكياس تملؤها الحلوى والفواكه، بدأت عائلة "عبدالكريم" التحضير لفعاليات عيد الفطر، والتي يعتزمون توزيعها على أطفال حيِّهم من المسلمين، مع مراعاة إجراءات الأمن والوقاية والحفاظ على المسافات الآمنة للتباعد الاجتماعي.
أسرة عبدالكريم ليست وحدها، فكثير من الأسر المسلمة هناك تعاني التهميش والإقصاء، وبعيداً عن إغلاق المساجد بسبب جائحة كورونا، فهم لا يعيشون في مأمن عن قمع السلطات الهندية.
اقرأ أيضاً: فرضت حظراً كاملاً.. كيف نجحت "هونج كونج" في الوصول إلى "صفر إصابات وعودة الحياة الطبيعية
ومع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السكان، وغالبيتهم من المسلمين، بدت تحضيرات العيد تعكس التكافل الاجتماعي بينهم، فلم يكتفوا بتوزيع أكياس رمضان، بل إن عدداً منهم أطلق مبادرة لتوزيع المواد الغذائية ومستلزمات البيت لتوزيعها في العيد، خاصةً أن أغلب الأسر قد انقطع مصدر دخلها مع قوانين الإغلاق التي من شأنها الحد من انتشار الفيروس.
تبدو طقوس العيد صعبة في إقليم مضطرب متنازع عليه بين دولتين هما الهند وباكستان بسبب الملكية، على مدار 72 عاماً من الصراع وثلاث حروب كبرى، فلم تأتِ جائحة كورونا إلا لتزيد من تعقيد الموقف.
أما أسرة فاضل، التي تسكن بجوار أسرة "عبدالكريم"، قررت تخصيص مساحة لأداء صلاة العيد جماعةً في المنزل، خاصة بعد صدور عدد من الفتاوى بجواز صلاة العيد منزلياً، تلك المساحة التي كانت خصصتها لأداء صلاة التراويح والقيام خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان.
وشهد الإقليم تسجيل 1400 حالة إصابة بالفيروس المستجد و20 قتيلاً على الأقل "وفق الرواية الرسمية". وبحسب إحصاءات الصحة هناك، فإن أجهزة التنفس الاصطناعي في المشافي لا تتجاوز 72 جهازاً، فضلاً عن العجز الشديد في عدد الأطباء، الذي يقدَّر بطبيب واحد لكل 4 آلاف مريض على الأقل.
عيد الفطر في سوريا بين الحرب الأهلية وفيروس كورونا
سيحتفل السوريون بعيد الفطر في ظل الحرب الأهلية التي تلوح في الأفق والاضطراب الاقتصادي ووباء الفيروس التاجي،أدى التضخم السريع والبطالة إلى جعل آلاف السوريين عاطلين عن العمل وغير قادرين على كسب ما يكفي لإعالة أسرهم، يبدو الوضع قاتما حيث يتوقع أن تندلع الحرب في أي وقت قريب،وتضم مدينة إدلب شمال غرب سوريا حاليًا أربعة ملايين نازح من الغوطة الشرقية - وهي منطقة في العاصمة دمشق ودمار وحمص.
عيد الفطر في سوريا
وأخبر أبو حمود، الذي اضطر للهجرة إلى إدلب من محافظة حماة قبل تسع سنوات ويعيش من غسل السيارات، أن الحياة تزداد صعوبة عليهم بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.
وأكد حمود لصحيفة "جلوبال سبيس" وهو أب لـ11 ، أن متوسط أجره اليومي يبلغ 6000 ليرة سورية (3.5 دولار) ، وقال إن أسعار الطعام تضاعفت ثلاث مرات قبل العيد.
اقرأ أيضاً: الصيف أكثر خطراً من الشتاء.. هل تنقل المكيفات الهوائية فيروس كورونا؟
فيما قال ميكانيكي السيارات أبو فهد، وهو سوري آخر هاجر إلى إدلب من حماة ، أنه يواصل العمل بعد صلاة التراويح ، أو أداء صلاة الليل الخاصة خلال شهر رمضان المبارك ، للعيش على مبلغ محدود من المال.