قالت الدكتورة فاطمة عبد الرسول مفتشة آثار بالواحات البحرية، wpt rnpt nfrt "وبت رنبت نفرت" وتعني بلسان المصري القديم كل سنة وانتم طيبيين، فاليوم يحتفل المصريون بعيد الفطر المبارك، حيث أن المصريون من أكثر شعوب العالم تمسكاً بالعادات والتقاليد المتوارثة من قديم الأزل ويبدوا هذا واضحاً جلياً من خلال طقوس حياتهم اليومية وسلوكهم اليومي بالإضافة إلى مظاهر الإحتفال بالأعياد والمناسبات في حياة المصريين المختلفة.
وأضافت الدكتورة فاطمة عبد الرسول لـ"أهل مصر"، أن من النقوش العديدة الموجودة على جدران المقابر والمعابد تبين لنا مدى اهتمام المصري القديم بالأعياد والاحتفالات التي كانت تقام على مدار السنة مثل الأعياد الرسمية وهي أعياد تقام في جميع المدن المصرية ويحتفل بها الملك والشعب كعيد تتويج الملك وعيد اكتمال القمر وعيد ظهور الهلال وعيد الوادي والأعياد المرتبطة بالزراعة وفيضان النيل وبالإضافة إلى الأعياد الدينية التي ترتبط بالمعبودات مثل عيد أوبت، ولكل عيد عاداته وطقوسة الخاصة فكان المصري القديم حريص على تلك الأعياد ويستقبلها بالفرح والسرور وتضاء المعابد وتقدم القرابين وعمل الفطائر والكعك ويتبادلون التهنئة بين الأهل والأصدقاء.
وأشارت إلى ارتباط الكعك والفطائر بالأعياد هي موروث وعادة مصرية قديمة؛ حيث نجد منظر من الدولة القديمة لزوجات الملوك تقدم الكعك للكهنة القائمة لحراسة هرم خوفو في يوم تعامد الشمس ومنظر أخر لصناعة الكعك في مقبرة الوزير رخيمرع من عهد تحوتمس الثالث ( الأسرة 18) الدولة الحديثة. كان المصريين القدماء يتفننون في عمل الكحك كان يستخدمون العسل والتين والتمر والذبيب نظراً لعدم وجود السكر فكان يخلط عسل النحل بالسمن ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها وكانوا يشكلونه على شكل أقراص أو بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية ثم يرص على ألواح الاردواز ويوضع في الأفران كما كانت بعض الأنواع تقلى في السمن أو الزيت، ويقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف (العجوة) أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب.
وتابعت مفتشة الآثار بالواحات البحرية أنهم كانوا يصنعون الفطائر خصيصا عند زيارة المدافن في الأعياد كانوا يشكلونها على شكل تميمة ست (عقدة إيزيس) وهي من التمائم السحرية التي تفتح للميت أبواب الجنة. وهي نفس العادات التي يقوم بها المصريون حالياً حين يزرون موتاهم يقدمون الكحك والفطائر رحمة ونور على أرواح موتاهم.