"يبدو أن الأمر بدأ يدخل في مرحلة الخطر.. وأن الأمور خرجت عن سياقها الطبيعي"، فمن غير المعقول أن تتحول مطالبات عادلة بتوفير عناصر الحماية للأطباء، إلى خيانة وحروب كلامية وهاشتجات وهاشتجات مضادة للرد عليها.
فأثار هاشتاج # استقالتك _دليل _خيانتك الذي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي حفيظة الأطباء، وتواصلت أهل مصر مع الكثير من الأطباء الذين رفضوا التعليق على مطلقي الهاشتاج ودعوا إلى تحقيق مطالبهم العاجلة، حتى لا تفشل المنظومة الطبية على استيعاب أعداد المرضى.
في حين علق دكتور "ن.س" أخصائي تحاليل طبية على الهاشتاج، قائلاً دع المجاهدين من وراء الكيبورد ومدعي الوطنية، يجاهدون معنا فالكلام سهل جدًا.
كما حمل الطبيب المسئولية ليس فقط لتقاعس وزارة الصحة عن توفير آليات الحماية لهم، إلى بعض مديري المستشفيات الذين اعتادوا على توصيل مقولة "كله تمام"، حفاظًا على كراسيهم حتى لا يتهموا بتصدير المشاكل.
وأشارت دكتورة "ر.ب" أن الطبيب الذي يترك زميله يموت لا يلوم الفريق الطبي، فبرنامج الرعاية الطبية وبرتوكول وزارة الصحة يجب أن يستثنى الأطباء منه.
وأضافت: فمن غير المعقول أن ننتظر أن تظهر الأعراض على الأطباء ونسمح لهم بدخول العزل بعد تفاقم حالتهم، ووصولها إلى مرحلة النهاية لأن الأطباء هم الفئة الأكثر عرضة للعدوى، لذا فتعامل الصحة معهم ببرتوكول وزارة الصحة غير عادل بالمرة.
وأضافت دكتورة "ر.ب" في حديثها لـ أهل مصر: مشكلة الدكاترة شيء اسمه "High viral load exposure"، ببساطة الأطباء بيتعرضوا للفيروس لمدة طويلة تخليهم ياخدوا عدوى أكثر تركيزها وخطورتها، بجانب الضغط النفسي والعصبي وطول ساعات العمل الطويلة بيضعف المناعة.
وفي ذات السياق، أكد أحد الأطباء الذي رفض ذكر اسمه، أنه لم تعد أمام الأطباء بعد تهديدهم بالجهات الأمنية إلا تقديم استقالتهم، فمن غير المعقول أن أحارب بصدر عاري بدون سلاح، وعندما أطالب بسلاحي اتهم بالخيانة.
من جانبه قال الدكتور ماهر الجارحي مدير حميات امبابة، أن القصة ماهي إلا حالة من الحزن والأسى، وهي التي دفعت بأحد الأطباء أن يقدم استقالته، نتيحة لحالة الحزن الشديد جراء تفشي الفيروس بسبب عدم الالتزام بالاجراءات الاحترازية التي وضعتها الدولة للوقاية من الفيروس المستجد، لكن في الواقع العملي لا أحد يستطيع أن يفعل ذلك لأن مهنة الطب هي مهنة إنسانية عملها بالقلب وليس بالعقل، وأن الطبيب انسان ذو خلق وخلقه لا تسمح له بأن يتخلي عن مسؤوليته وقت الحاجة إليه.
وأضاف لـ أهل مصر أنه مع تزايد الأعداد مع عدم الالتزام من قبل المواطنين جعل الوضع يفوق كل تصور، مشيرا إلى أن من يتقاعس عن العمل ويقدم استقالته من الأطباء في الوقت الحالي تكون استقالته خيانة لمهنته، وأن هذا السلوك ما هو إلا سلوك فردي، ومن المعروف أن الطبيب المصري طبيب ذو احترام وكفاءة عالية، ولا يتخلي عن مسؤوليته في أي لحظة.
وأوضح الدكتور سمير عنتر مدير المستشفى السابق، أن استقالة بعض الأطباء في الوقت الراهن ما هي إلا تصرف غير مقبول، وما هي إلا نقطة ضعف نفسي نتيجة للضغط الشديد ولإحساس الأطباء بعدم الاهتمام، مع تزايد أعداد الإصابة بالفيروس المستجد ولا توصف بالخيانة، وفي المجل العام لا أحد من الأطباء يستطيع أن يترك عمله ولا يتخلي عن رسالته عند الحاجة اليه، لأن مهنة الطب هي مهنة لا ترتبط بمال أو غير ذلك.