فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ .. لماذا أخفى فؤاد زكريا التطابق بين السعدي و سبينوزا ؟ ( لائحة اتهام )

دعاء ختم القرآن
دعاء ختم القرآن

يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . ( فصلت - 34). وتعددت الروايات ولكن القول الراجح حولها أنها نزلت في أبي جهل ; كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فأمر عليه السلام بالعفو عنه . وقيل له : { فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } . وفي تفسير الطبري لهذه : وقوله: ( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) يقول تعالى ذكره: افعل هذا الذي أمرتك به يا محمد من دفع سيئة المسيء إليك بإحسانك الذي أمرتك به إليه, فيصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة, كأنه من ملاطفته إياك. وبرّه لك وليّ لك من بني أعمامك, قريب النسب بك, والحميم: هو القريب. أما في تفسير السعدي فقد جاء حول هذه الأية : فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصًا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصلْهُ، وإن ظلمك، فاعف عنه، وإن تكلم فيك، غائبًا أو حاضرًا، فلا تقابله، بل اعف عنه، وعامله بالقول اللين. وإن هجرك، وترك خطابك، فَطيِّبْ له الكلام، وابذل له السلام، ( فإذا قابلت الإساءة بالإحسان، حصل فائدة عظيمة ). وما بين القوسين هو ما أورده بالضبط عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره المشهور المصنف باسم " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"

والمفارقة هو أن ما جاء في سياق الآية من معنى عام حول مقابلة الإحسان بالإساءة، ثم ما قدمه السعدي في تفسير الأية بالقول ( فإذا قابلت الإساءة بالإحسان، حصل فائدة عظيمة ). هو نفس ما قاله الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا بعد اكثر من عشرة قرون على نزول هذه الأية، وباروخ سبينوزا هو فيلسوف هولندي من أهم فلاسفة القرن السابع غعشر ولد في 24 نوفمبر 1632 في أمستردام، وتوفي في 21 فبراير 1677 في لاهاي. في مطلع شبابه كان موافقًا مع فلسفة رينيه ديكارت عن ثنائية الجسد والعقل باعتبارهما شيئين منفصلين، ولكنه عاد وغير وجهة نظره في وقت لاحق وأكد أنهما غير منفصلين، لكونهما كيان واحد. امتاز سبينوزا باستقامة أخلاقه وخطّ لنفسه نهجا فلسفيًا يعتبر أنّ الخير الأسمى يكون في "فرح المعرفة" أي في "اتحاد الروح بالطبيعة الكاملة". ويذهب سبينوزا إلى القول بأن الانفعالات لا يمكن كبحها أو السيطرة عليها إلا بانفعالات مقابلة تماثلها في القوة أو أقوى منها، وعلى سبيل المثال فإن الكراهية العميقة عندما تقابل بالحب الشديد فإن هذا الحب ينتصر في نهاية المطاف على الكراهية و(تتحول هذه الكراهية إلى حب عظيم كأنه لم يسبق قبله كراهية من قبل.) لكن سوف يظل السؤال قائما كعلامة اتهام .. لماذا فؤاد زكريا ، أشهر أساتذة الفلاسفة في مصر وكل الجامعات العربية ، ومئات منهم يقومون بتدريس فلسفة سبينوزا، عن التطابق بين فكرة سبينوزا عن الانفعالات وتفسير السعدي حول هذه الأية المباركة . هل فؤاد زكريا وغيره من فلاسفة العرب يجهلون ؟ أم يصمتون عن عمد ؟ أو أن فؤاد زكريا وغيره من فلاسفة العرب كانوا يخفون الحقيقة ؟ ( لائحة اتهام )

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً