يستشعر كثير من المسلمين الحرج وهم يرون الأيام تمر بدون أن تقام الصلوات الجامعة سواء صلاة الفروض اليومية الجامعة أو صلاة الجمعة. ويحاول بعض المسلمين إقامة صلاة الجمعة أو بعض الصلوات الجامعة في أماكن العمل أو مداخل العمارات بدعوى ضرورة الحفاظ على شعائر الدين وعدم نسيانها ؟ فهل يجوز لهؤلاء أقامة صلاة الجمعة والصلوات اليومية في جماعة خارج المساجد ؟ وهل يجوز الإصرار على إقامة هذه الصلوات الجامعة في ظل انتشار جائحة كورونا ؟ وما هو رأى الإفتاء في هذا؟ حول هذه الأسئلة يقول الأستاذ الدكتور / شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية، أنه تقرر في قواعد الشرع أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح؛ ولذلك شرع الإسلام نُظُمَ الوقايةِ من الأمراض والأوبئة المعدية، وأرسى مبادئ الحجر الصحي، وحث على الإجراءات الوقائية، ونهى عن مخالطة المصابين، وحمَّل ولاةَ الأمر مسؤوليةَ الرعية، وخوَّل لهم من أجل تحقيق واجبهم اتخاذَ ما فيه المصلحةُ الدينية والدنيوية، ونهى عن الافتيات عليهم ومخالفتهم.
وعلى ذلك فقد ذهب فضيلته إلى أنه لا يجوز الاستهانة بهذا الوباء، ولا التعامي عن انتشار ذلك البلاء، بل يجب التضرع والدعاء، والإخبات والرجاء، لرب الأرض والسماء، ويحرم الإصرار على إقامة الجمعة والجماعات في المساجد، تحت دعوى إقامة الشعائر والحفاظ على الفرائض، مع تحذير الجهات المختصة من ذلك، وإصدارها القرارات بمنع ذلك؛ فإن المحافظة على النفوس من أهم المقاصد الخمسة الكلية، ويجب على المواطنين امتثال هذه القرارات الاحتياطية والإجراءات الوقائية التي تتخذها الدولة؛ للحد من انتشار هذا الفيروس الوبائي.