التعليم ودوره فى علاج بعض أمراض المجتمع

بقلم / عبدالعظيم هلال
بقلم / عبدالعظيم هلال

مانراه من بعض السلبيات فى مجتمعنا المصرى كان لزاما عليٌ كونى من رجال التربية والتعليم أن أبين الحلول المقترحة لعلاج هذه السلبيات من وجهة نظرى التى تحتمل الصواب أو الخطأ.

من هذه السلبيات على سبيل المثال لا الحصر نرى ظاهرة (الشائعات وعدم التحقق من الأخبار والمعلومات قبل تصديقها ونشرها بل ربما نرى تزييف الحقائق بطريقة غير مقبولة من العقل ). أرى أن الحل للقضاء على هذه الظاهرة هو التعليم الجديد الذى يدعو إلى التدقيق والتفكير وعدم ترديد الكلمات والعبارات بلا سند ودليل ؛لأن التعليم الجديد يخلق من المتعلم باحثا وليس مستقبلا للمعلومة فقط بعكس التعليم القديم كان يُعلم المتعلم السمع والطاعة دون بحث أو تفكير .

أرى أيضا من بين هذه السلبيات والتى باتت ظاهرة سلبية تهدد قطع الكثير من العلاقات بين الأصدقاء والأقارب بل لا أبالغ إذا قلت أنها تصل أحيانا إلى محيط الأسرة إنها ظاهرة (التعصب للرأى وعدم احترام الحوار ووجهة نظر الطرف الآخر وعدم وجود عقلية موضوعية ناقدة ). الحل يكمن أيضا فى منظومة التعليم الجديدة التى تحث الطالب على احترام الرأى والرأى الآخر وعدم التقيد برأى واحد حتى فى إجابته على الامتحانات تجعل منه طالبا يعبر عن رأيه مادام غير متناقض مع المنهج العلمى وغير مختلف مع العادات والتقاليدبعكس ماكان يحدث من قبل التقيد والالتزام بإجابة واحدة وهى الإجابة النموذجية التى تُنقل بالنص من الكتاب .

أيضا من بين هذه السلبيات التى نعانى منها فى التعليم القديم( غياب القدرة على العمل الجماعى) ، أما المنظومة التعليمية الجديدة تحث الطلاب على العمل الجماعى من خلال أنشطة تشعره بقيمة العمل مع الآخرين .

أيضا كلنا نشاهد ظاهرة تكاد تسبب فى دمار أطفال وشباب وفتيات نفسيا بل ربما تدفعهم إلى التسرب الدراسي وكره التعليم إنها( ظاهرة التنمر ومالها من إنعكاسات سلبية على المجتمع) . نجد الحل فى منظومة التعليم الجديدة التى تزرع القيم والمفاهيم التربوية فى الأطفال وكيفية التعامل بينهم بل تبين للمعلمين طرق التعامل بطرق تربوية ونفسية من خلال الإخصائى النفسي بالمدرسة .

أيضا من بين السلبيات الخطيرة والتى كانت مرضا مزمنا من الصعب التخلص منها ( ظاهرة الغش الجماعى )بسبب عدم الالتزام بالقواعد والقوانين و التساهل من بعض المعلمين فى لجان الامتحانات رافعين شعار" الغش للجميع "

شاهدنا جميعا الحل فى منظومة التعليم الجديدة التى لايستطيع الطالب فيها الغش حتى وإن كان الامتحان" open book " لأن كل طالب له امتحان يختلف عن الٱخر بل الإجابات كلها تعتمد على الاستنتاج والفهم والتحليل لا الحفظ والتحصيل والتسميع .

يمكن أن أكتب مئات الأمثلة عن علاقة منظومة التعليم الحالية بأمراض المجتمع التي نعاني منها وأن الحل يكمن فيها من خلال تطبيقها وهذا ماتسعى إليه الدولة من خلال الدستور المصري الحريص على خلق جيل قادر على مواجهة التحديات ،جيل قادر على التميز والإبداع. لذلك لاسبيل لحل أى سلبية نعانى منها اليوم إلا بالتعليم والاستثمار فيه واعتباره أمن قومى لايقل عن المحافظة على حدودنا وأمننا ومقدراتنا . حفظ الله الوطن بكل مخلص محب لترابه يرغب أن نكون كما كنا من قبل يُشار إلينا بالبنان ننافس الدول المتقدمة ونصل إلى العالمية فى التعليم .

بقلم

عبدالعظيم هلال

خبير تربوى وباحث ماجستير

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً