قرارات صعبة لكنها ضرورية لجأت لاتخاذها الحكومة، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد بين المواطنين والأهالى، كان منها القرار الخاص بغلق المقاهى والكافيتريات على مستوى الجمهورية، مما نتج عنه تراكم الأعباء الاقتصادية على كافة العاملين بهذه المقاهى، نظرا لغلق مصدر الدخل اليومى لهم.
غلق المقاهى
ورصدت جريدة " أهل مصر " آراء بعض عمال وأصحاب المقاهى بمحافظة بنى سويف، والتأثير على حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، وكشف الكثيرون منهم عن الآثار السلبية التى لحقت بهم بسبب غلق أماكن عملهم، إذ تضاعفت مشاكلهم، ووصفوا حياتهم بأنها "حالة من الموت وخراب البيوت" بسبب قرار غلق المقاهي للحد من انتشار فيروس كورونا.
تشريد عمال المقاهى والكافيتريات بسبب كورونا
قال أحمد محمد، أحد عمال فى مقهى ببنى سويف، صنايعى مشروبات: قرار غلق المقاهى جاء إلينا كخراب لبيوتنا، مما أنهى علينا وجعلنا نموت بالبطيء نظرا لغلق مصدر دخلنا ورزقنا وعدم توافر أماكن أخرى للعمل، وعدم وجود مصادر للدخل للعديد منا نستطيع من خلالها العيش ومواجهة أعباء الحياة الصعبة.
قيام الأهالى بإقامة مقاهى سرية
وأوضح إبراهيم كمال، صاحب أحد المقاهى ببنى سويف، أن كثيرا من أصحاب المقاهي لجأوا إلى أنشطة تجارية نظرا لغلق المقاهى ومنع التجمعات، ضمن الإجراءات الوقائية لانتشار فيروس كورونا المستجد، ومنها بيع الخضراوات والمواد الغذائية، لتحقيق أي مكاسب بدلا من الغلق، وذلك لتوفير احتياجاتهم المادية الضرورية، في ظل الظروف الصعبة التى يمر بها كافة أبناء الوطن.
وأوضح أنه قام بشراء أقفاص من الخضار وبيعها لتوفير الطعام لأسرته لحين انتهاء الأزمة، وقال: المقهى كان يعمل به أكثر من 6 عمال تم تسريحهم، بسبب إغلاق المقهى وعدم وجود عمل به، مشيرا إلى أن مكسب المقهى كان أفضل من تجارة المواد الغذائية، وكان يحقق ربحا أعلى نظرا لإقبال الشباب والمواطنين على مدار اليوم.
وأشار جودة السيد، صاحب مقهى، إلى أنه قرر إنهاء التعاقد مع المالك، وبيع المعدات، لعدم قدرته على دفع القيمة الإيجارية فى تلك الظروف الصعبة، وانتقل إلى العمل فى مطعم، وذلك لتوفير احتياجاته المعيشية والمادية له ولأسرته، فى ظل قرارات الغلق التام الخاصة بالمقاهى والكافيتريات لعدم انتشار فيروس كورونا.
وأضاف محمود حامد، صاحب مقهى، أن الغالبية من أصحاب المقاهى والكافيتريات تكبدوا خسائر فادحة، خاصة أن عملية الإغلاق لمحالهم مصدر أرزاقهم دخلت الشهر الرابع، وأنهم سرحوا العمالة أو منحوهم إجازة لحين رفع الحظر، وامتنعوا عن صرف أجور هذه العمالة، وقال: من أين يدفع صاحب المقهى أو السيبر أو الكافيه، وإذا دفع هذا الشهر فلن يدفع الشهر التالى، فهو بالكاد يعيش هو وأسرته من رصيده، ولا تنسى أنه مطالب خلال عملية الإغلاق بتسديد بعض الفواتير الشهرية مثل إيجار المحل، والكهرباء، والغاز، المياه، والإنترنت، والتليفون.
وفى السياق ذاته، لجأ بعض أصحاب المقاهى إلى ممارسة النشاط سرا، لمحاولة إيجاد أي مخرج من الظروف الصعبة التى يمرون بها، إلا أن الوحدة المحلية لمركز ومدينة ببا جنوب بنى سويف، برئاسة المحاسب هاني الجويلي، قامت بشن حملة، أسفرت عن غلق مقهى بعزبة عوض، وتم التحفظ على أنتريه قديم كامل و جهاز واي فاىي و4 سماعات صب، و8 كراسى، وكولمن مياه و فاترينة خشب وخلاط و ترابيزة خشب، و مروحة مكتب وثلاجة وديب فريزر، و20 حجر شيشة وغلاية مياه.
كما تمكنت الوحدة المحلية لمركز ومدينة سمسطا جنوب غرب بنى سويف، برئاسة ناصر سيف، من ضبط بدروم بمنزل خاص بأحد المواطنين والأهالى يستخدم كمقهى بلدى، وتم التحفظ على 17 شيشة وغلق البدروم، فضلا عن ضبط 3 كراسي، و3 شبكة شواية حواوشي، وسلك مفرد، ومروحة عامود استاند وصينية ألمونيوم صغيرة وجوال فحم، بشارع الجلاء مفتوح أثناء ساعات الحظر.