اشتملت سورة الكهف على الكثير من صفات القيادة الناجحة جمعت من خلالها بين الصفات الفنية والأخلاقية التى تتوفر فى القيادة الناجحة وذلك من خلال قصة ذى القرنين في سورة الكهف ومن هذه الصفات :
*(التمكين )
لابد أن يكون القائد ذا صلاحيات تمكنه من تحقيق الأهداف المطلوبة منه و لهذا كانت بداية القصة (إنا مكنّا له في الأرض) الكهف-٨٤
*( العلم)
العلم هو الوسيلة التى يصل بها الإنسان إلي ما يصبو إليه، وتحقيق الأهداف ، و تحصيل النتائج لذا كان علي القادة بذل الجهد في تحصيل العلم الذي يحقق متطلبات عملهم. (و آتيناه من كل شئ سببا) الكهف-٨٤
*(الأخذ بأسباب العلم)
لم يكتف القرآن بتحديد العلم و لكنه أتبعه بضرورة العمل بهذا العلم و الأخذ بأسبابه فقال (فأتبع سببا) الكهف-٨٥
*( الثواب والعقاب)
القيادة لابد أن تكون قائمة علي نظرية الثواب والعقاب وعدم ترك الناس لهواهم (قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب و إما أن تتخذ فيهم حسنا) الكهف-٨٦
*( العدل)
العدل بين المرؤسين يكفل الراحة و الطمأنينةبين المرؤسين فالظالم يؤخذ على يديه لتستقر الحياة و يأمن الجميع (حتى إذا بلغ مغرب الشمس ... أما من ظلم فسوف نعذبه...). الكهف: ٨٦ , ٨٧ , ٨٨
*(التشجيع لإجادة العمل)
تشجيع وشكر وإثابة من أحسن فى عمله يكون حافزاً له على الإجادة و الابتكار وتذكيره بمردود هذا العمل عليه في الدنيا و الآخرة (فله جزاء الحسنى و سنقول له من أمرنا يسرا). الكهف: ٨٨
*(ديناميكية الحركة)
القيادة الناجحة تحتاج إلى قائد لايجلس فى مكتبه بل يتحرك فى نطاق عمله من أوله إلي آخره و لا يجلس في مكتبه و ينتظر من ينقل إليه الأخبار و لذا طاف ذو القرنين في أرجاء ملكه شرقاً و غرباً ليحقق ما أراد الله منه باستخلافه على الأرض (حتي إذا بلغ مغرب الشمس...) (حتي إذا بلغ مطلع الشمس....). الكهف: ٨٦
*(التواصل مع المرؤوسين)
لابد للقائد الناجح أن يفتح قنوات اتصال بينه و بين من هو مسؤول عنهم و أن يستمع إليهم على كافة درجاتهم
ومستوياتهم و أن يكون الاتصال مباشراً دون عائق (قالوا يا ذا القرنين..) الكهف-٩٤ (قال ما مكني..) الكهف-٩٥
*(طهارة اليد والعفة )
القائد عندما يعرض عليه هدية أو عطية أو مكسباً دنيوياً بسبب منصبه يرفض رفضاً قاطعاً و يفضل ثواب الله عليه (فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا و بينهم سدا (٩٤) قال ما مكني فيه ربي خير) الكهف- ٩٤/٩٥
*( العمل الجماعي)
و هذا واضح في قوله (فأعينوني ..) الكهف-٩٥
*(الاستخدام الأمثل للطاقات البشرية)
فلقد استخدم ذو القرنين و طلب منهم العون بالقوة و ليس بالمال أو العلم.
*(وضوح الأوامر الصادرة من القيادة)
فلقد كان ذو القرنين محدداً فيما يطلبه و واضحاً وضوحاً شديداً كما في قوله (آتوني، انفخوا..) الكهف-٩٦
*(استغلال الموارد المتاحة)
فلقد استخدم ما لديهم من مواد مثل الحديد و النحاس و غيرها.
*(التعليم و التوجيه)
فلقد علّمهم ذو القرنين كيفية بناء سد منيع.
*(التعليم بالعمل)
جعلهم يشتركون معه فى العمل ليكون التعليم واقعاً عملياً ملموسا وليس نظرياً.
*(استخدام أسهل الطرق في التعمير والإصلاح)
حقق ذو القرنين المطلوب بأيسر الطرق و أقل خسارة ممكنة
فلقد كان ممكناً لذي القرنين أن يقاتل يأجوج و مأجوج و لكنه فضل عزلهم و دفع شرهم بأبسط الطرق.
*(التواضع و رد الفضل لله والتوفيق لله )
التوفيق من الله و على كل قائد ناجح في مؤسسته أن يعلم أنه لولا توفيق الله له ما كان لينجح ولذلك قال ذو القرنين: (قال هذا رحمة من ربي). الكهف-٩٨
عبدالعظيم هلال
باحث ماجستير فى إدارة مؤسسات تعليمية