الأزمة «الروسية - الأوكرانية».. هل تتحول القرم إلى سوريا جديدة

أعلنت أوكرانيا وضع قواتها في حالة تأهب، وذلك فور إعلان وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، نشر نظامها الصاروخي الجوي «إس – 400»، في شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا. حسب ما أفادت رويترز.وجاء الإعلان بعد يومين من تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين باتخاذ إجراءات مضادة، بعد ما قال إنها اشتباكات بين القوات الروسية ومخربين أوكرانيين في شمال القرم.من جهتها، اتهمت أوكرانيا روسيا بإثارة اضطرابات على أراضيها، فيما يبدي المجتمع الدولي قلقه من التوتر بين البلدين على خلفية شبه جزيرة القرم.ونقلت «فرانس برس» عن فرع الاستخبارات في وزارة الدفاع الأوكرانية، أن العدو يعتزم القيام باستفزازات واسعة على طول خط الجبهة في شرق أوكرانيا، يعقبها اتهام الجانب الأوكراني بعدم احترام اتفاقات مينسك».ووضعت أوكرانيا قواتها في حال تأهب على طول خط التماس مع القرم وشرق البلاد، بعدما أعلنت روسيا أنها أحبطت «اعتداءات»، خططت لها كييف في شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو العام 2014.ونشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» أن مجموعات أوكرانية تخريبية تسللت إلى القرم لتنفيذ أعمال ارهابية، مشيرة إلى أن روسيا قد توجه ضربات إلى معسكرات الإرهابيين في أوكرانيا.وتمكنت مصلحة الأمن الفدرالية «الروسية» في 6 أغسطس من تصفية ثلاث مجموعات تخريبية أرسلتها أوكرانيا إلى القرم للقيام بعمليات إرهابية بهدف إفشال الانتخابات البرلمانية المقررة في 18 سبتمبر المقبل.وقد أعلنت مصلحة الأمن الفدرالية وقوع سلسلة أعمال إرهابية في القرم، كانت تقف وراءها هيئة الاستخبارات الرئيسة في وزارة الدفاع الأوكرانية.وفي ليلة السابع من أغسطس 2016، اكتشف رجال الأمن أول مجموعة تخريبية في منطقة حي الأرمن، ونتيجة لتبادل إطلاق النار معها لقي أحد أفراد الأمن حتفه وتم تحييد العدو. وعثر رجال الأمن على 20 عبوة متفجرة يدوية الصنع قوتها أكثر من 40 كيلوغراما من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار، وكمية كبيرة من الذخائر ومعدات تفجير خاصة وألغام مضادة للمشاة وألغام مغناطيسية وقنابل يدوية وأسلحة خاصة تستخدمها الوحدات الخاصة في الجيش الأوكراني.ومن الجدير بالذكر أن التوتر بين روسيا وأوكرانيا بدأ منذ رحيل الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش الموالي لروسيا وتولى الرئيس الحالي بيترو بروشينكو الموالي لأمريكا، فروسيا تحاول استعادة زمام المبادرة بعدما اعتبر كثير من المحللين والمراقبين أن هزيمة دبلوماسية قاسية لحقت بها جراء سقوط نظام حكم حليفها فيكتور يانوكوفيتش، بينما تحاول الولايات المتحدة ودول الناتو لمنع الاندفاع الروسي، وحماية نظام الحكم الجديد في كييف بأقل الخسائر.لا شك أن خروج أوكرانيا من الفلك الروسي، وتحول نظامها السياسي الجديد إلى خصم حليف للولايات المتحدة وأوروبا الغربية، سيشكل هزيمة جيوسياسية من الصعب الاعتقاد بأن روسيا ستسلم بها بسهولة.إذ تنظر موسكو إلى التطورات العاصفة في كييف وتداعياتها باعتبارها تهديدا مباشرا للمصالح الحيوية الروسية العليا وللأمن القومي الروسي. ومن جملة المخاوف المباشرة التي أثارت حساسية بالغة لدى الكرملين الخشية من أن تندفع كييف نحو إلغاء «اتفاقية خاركوف»، الموقعة بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني المقال يانوكوفيتش، بخصوص تمديد وجود القاعدة البحرية الروسية في ميناء سيفاستوبل، في شبه جزيرة القرم، من عام 1917 حتى عام 2042، مقابل مساعدات اقتصادية تقدمها روسيا لأوكرانيا، منها خفض في أسعار الغاز. وعلى صعيد آخر يبدو أن أزمة أوكرانيا تعبر عن استمرار المواجهة الغير مباشرة بين سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحالم بإرجاع المجد الروسي، وبين سياسيات إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إذ تأتي هذه الأزمة في خضم أزمات متلاحقة كانا الطرفان الروسي والأمريكي فيها على خط المواجهة الغير مباشرة، خاصة الأزمة السورية وصمود قوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من روسيا في مواجهة التهديدات الأمريكية المتلاحقة بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا على خلفية استخدامها الأسلحة الكيمياوية ضد المعارضين لنظام بشار، إضافة إلى تزايد السخط العربي والخليجي بصفة خاصة من سياسات إدارة أوباما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني والمدعومة هي الأخرى من موسكو إضافة إلى سياسات أوباما تجاه القاهرة وعبرت دول خليجية عدة عن استيائها من إدارة اوباما في الشرق الأوسط خاصة ملفي سوريا وإيران.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي يتوجه إلى إريتريا لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات