"جبل الجلالة".. منطقة جبلية وعرة وصعبة جدا هذا ما رأيناه وأكده لنا اللواء كامل الوزيري، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خلال جولته مع "أهل مصر"، التي بدأت من نفق وادي حجول علي طريق العين السخنة، ثم ظهر لنا جبل الجلالة الرائع بشكله الفخم والغني بالكثير من الثروات التي ستحقق تنمية لمصر حيث يوجد به خام الرخام وسيساعد الطريق الذي سينشئ في الجبل علي سهولة نقل تلك الخامات إلي المحاجر.اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسى لموقع "جبل الجلالة " لإنشاء مدينة عالمية متكاملة ومنتجع سياحي وتشديده علي سرعة الإنتهاء من المشروع وزياراته المتكررة للمكان، لم تنبع من فراغ وإنما كانت تحمل مغزي واضح من حيث سرعة التنفيذ هو إنه سرعة الإنتهاء منه يجعل هناك سرعة للحصول علي العائد وبالتالي استطيع الإفراج عن الناس بسرعة " وهو ما أكده اللواء كامل الوزيري.السيسي وعبقرية الاختيارومغزى اختيار المكان يدل علي عبقرية الإختيار والفهم الجيد للكنوز الطبيعية لمصر واستثمارها "هضبة الجلالة " جزء من سلسلة الجبال الواقعة غربي البحر الأحمر، ويتكون جبل الجلالة من صخور أركية قديمة وتكثر بها العروق المعدنية، هضبة الجلالة الشمالية (1223)مترا، وهضبة الجلالة الجنوبية (1472( وبينمها وادي غربة ويتكونان من صخور جيرية أبو سينية وبداخل هضبة الجلالة مررنا علي العديد من الوديان منها وادي أبو رسيس، وادي عملوج، وادي ناعوت، وادي حوورس."جبل الجلالة " يعد مقصدا للبدو وللسياحة ويحمل دلالة دينية، ويبلغ ارتفاع جبل الجلالة البحرية 1200 متر ويوجد بالحافة الجنوبية للعين السخنة، ويعتقد أن الجبل هو المكان الذي قاد به موسى اليهود نحو البحر الأحمر هروبا من فرعون، والجبل يأتي إليه العديد من السياح العرب والأجانب الباحثين في تاريخ مصر العريق وهو ما اكده لنا أحد الزائرين للجبل.53 شركة بهضبة الجلالة"أهل مصر" رصدت طبيعة عمل ما يزيد عن 53 شركة بمنطقة "هضبة الجلالة " حيث يجرى العمل فيها ليل ونهار علي قدم وساق، وحتى أثناء الليل لم يتوقف العمل في موقع المشروع، وقد حظيت بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى العديد من المرات.مشروع "هضبة الجلالة " ليس فقط مشروعا سياحيا بل أيضا هو مدينة متكاملة تضم مدينة سكانية وجامعة تحمل اسم الملك عبد الله،فضلا عن طريق العين السخنة – الزعفرانة الذي سيوفر الوقت على المواطنين والذي تم إنجاز ما يزيد عن 90% منه حتي الان في فترة قصيرة جدا.بدأنا الجولة هذه المرة عند نقطة "سد ضرغام"، والتي يرجع تسميتها إلي أحد أهالي البدو الذين ساهموا في اكتشافها وقامت شركته بالعمل في هذا المكان الصعب لتمهيده وهو ما أوضحه لنا اللواء كمل الوزيري مداعبا الحج ضرغام قائلا: "لابد من تكريم مجهودكم لذلك قمنا بتسميته علي اسمكم، كي لا أغفل تكريمكم وإبراز حجم المجهود".حجم مجهود العمل داخل جبل الجلالة ضخم لسرعة الإنتهاء من المشروع في موعده، كل 8 كيلو نجد شركة مدنية تتولي مسئولية العمل،والقائمين علي العمل والإشراف عليه لا يغادرون جبل الجلالة، لذلك يحرص اللواء كامل الوزيري على تفقد المشروع بشكل دوري وتوجيه العاملين فيه وفي بعض الأحيان يبيت معهم في الصحراء وهو ما أكده لنا أحد المهندسين العاملين في المشروع.وعن التفكير في مشروع جبل الجلالة، أكد اللواء كامل الوزير، أن التفكير فى إنشاء طريق الجلالة بدأ عندما كان الرئيس عبدالفتاح السيسى وزيرا للدفاع، وتم عرضه من قبل بعض المستثمرين، ثم قمنا بزيارة هضبة الجلالة والتى تمثل أرض مستوية على مساحة 19 ألف فدان، وتتميز بدرجة حرارة تقل 11 درجة عن القاهرة، ليتحول المشروع من مجرد طريق إلى إنشاء مدينة متكاملة بهضبة الجلالة.
جزء من مشروع مصر ـــ أفريقيا
وشدد كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، على أن مشروع طريق اللعين السخنة - الزعفرانة، الذى يشق جبل الجلالة جزء من مشروع طريق مصر – أفريقيا، ويبدأ من بورسعيد ويقطع طريق السويس والعين السخنة فى منطقة وادى حجول، ويتجه جنوبا حتى يصل إلى الكيلو متر 10 فى محافظة بنى سويف عند طريق بنى سويف الزعفرانة، ويتم الآن تنفيذ هذا الطريق بطول 82 كيلو متر، بالإضافة إلى عدد من الوصلات مع الطريق الساحلى، مثل وصلة منطقة " رأس أبو الدرج "، بطول 17 كيلو متر، التى يقام فيها منتجع سياحى عالمى على جبل الجلالة جبل الجلالة، بالإضافة إلى وصلة وداى ملحة بطول 13 كيلو متر، للربط بين الطريق الساحلى والطريق الرئيسى.ولفت إلى أنه سيتم إغلاق الطريق الساحلى خلال الفترة المقبلة، وتحويله إلى طريق داخلى بين القرى السياحية، نظرا لكثرة الحوادث عليه،مشيرا إلي تنفيذ طريق كورنيش داخل مدينة هضبة الجلالة وأنه تم الإنتهاء من 50% منه حتي الآن.وأوضح اللواء كامل الوزير لمنطقة جبل الجلالة على خليج السويس أن طريق العين السخنة الزعفرانة سيكون اتجاهين، بعدد 3 حارات مرورية فى كل اتجاه، وسوف يتفادى كل سلبيات طريق التحرك من السخنة إلى الزعفرانة على الطريق الساحلى، وسيكون له دور كبير جدا فى خدمة التنمية والمنشآت السياحية والتجارية.وأشار الوزير إلى أن الأهمية الثانية لطريق العين السخنة - الزعفرانة، هى الربط مع محور 30 يونيو، لتسهيل حركة التجارة بين مصر وكل دول قارة افريقيا، وكذلك ربط المشروعات الزراعية والسياحية والمناطق الصناعية والموانىء والمناطق السكنية الجديدة المنتظر تأسيسها فى تلك المنطقة الواعدة.منطقة المحاجر.. ثروة طبيعيةوأضاف الوزير: " المهمة الثالثة للطريق هى مروره بمنطقة المحاجر، التى يوجد بها جميع أنواع الخامات الهامة، مثل الرخام، وخام " الكولينا " و"الطفلة " و"رمل الزجاج"، بالإضافة إلى مناجم وخيرات كثيرة جدا، وسوف يساهم الطريق فى دعم عمليات استخراج وتصنيع تلك المواد، دون الحاجة إلى عمل مدقات وعرة أو طرق غير ممهدة تكثر فيها المشكلات والحوادث.واستطرد الوزير: "المهمة الرابعة والرئيسية لطريق العين السخنة – الزعفرانة هى التنمية الصناعية، خاصة بعدما تم التخطيط من قبل جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لإنشاء مصنع عملاق للأسمدة الفوسفاتية ومشتقاتها، بطاقة انتاجية تصل إلى مليون طن فى العام، وسيكون له موقع مميز ونفق تحت الطريق الرئيسى لخدمة حركة النقل وعملية الإنتاج، بالإضافة إلى تصميم المصنع بتقنيات حديثة تقلل من استهلاك الغاز، وقد تم التنسيق مع وزارة الكهرباء على توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذا المشروع العملاق، وكذلك سيتم عمل محطة تحلية لمياه البحر لخدمة المشروع، الذى يتم بالتعاون مع شركات عالمية". وقال اللواء الوزير إن أكثر من 53 شركة مدنية وطنية تعمل مع القوات المسلحة فى مشروع هضبة الجلالة، منهم 40 شركة مصرية فى مجال الطرق و5 فى مجال الانشاءات والأعمال الصناعية والكبارى والأنفاق والبرابخ ومحطات الوقود وبوابات الرسوم، إلى جانب 8 شركات تعمل فى منطقة رأس ابوالدرج فى المنتجع السياحى المطل على خليج السويس، بإجمالى عدد عمال يصل إلى 15 ألف عامل وفنى ومهندس، تحت إشراف ومتابعة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.وذكر رئيس أركان الهيئة الهندسية أنه تم الانتهاء أكثر من 20 كيلو متر تقريبا من الطريق أعلى هضبة الجلالة، بالإضافة إلى أكثر من 65 كيلو متر تم الانتهاء منها مابين قطع ونسف فى الصخور شديدة الصلابة، إلى جانب أعمال الحماية والتدبش.وأوضح اللواء الوزير أن المشروع تم بدءالعمل فيه منذ شهر يونيو 2014، وقد تم نقل المعدات الثقيلة التى تتولى تفتيت الصخور فوق جبل الجلالة، من أجل شق الطريق، الذى سيكون بوابة للتنمية الحقيقية فى خليج السويس، وشريان أمل جديد للأجيال المقبلة.750 ألف لتر وقود يومياوأكد الوزير أنه يتم توفير 750 ألف لتر وقود يوميا لخدمة المعدات الثقيلة، التى تعمل فى منطقة جبل الجلالة، بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمةالوطنية، حتى يتم تسيير العمل بشكل مرن دون توقف على مدار 24 ساعة، وكذلك نعمل على إدخال الخامات المصرية فى المشروعات حتى نقلل التكلفة، ونوفر " كسارات " لتفتيت الصخور ومعاونة الشركات المدنية، بالإضافة إلى دعم تلك الشركات بتوفير المعدات الهندسية لها لدعم قدرتها على العمل.وأكد اللواء الوزير أن السرعة فى تنفيذ المشروعات التنموية الجديدة لاتعنى تراجع مستويات الجودة، فهى الأساس فى كل المشروعات التى يتم تنفيذها، موضحا أن المثلث الذهبى الذى تعمل وفقه القوات المسلحة هو الوقت والتكلفة والجودة، بحيث يتم إنجاز العمل فى أسرع وقت وبأقل تكلفة وأعلى معدلات الجودة والمعايير القياسية العالمية.وأوضح الوزير أن درجة الميل فى طريق العين السخنة الزعفرانة 3% حتى لا يشعر المسافر بأى معوقات أو صعوبة، أو مشقة نتيجة ارتفاع الطريق الذى يمر بين الجبال، بالإضافة إلى وجود سدود توجيه وإعاقة ومخرات سيول على جانبى الطريق حتى تنقل مياه السيل الزائدة من اتجاه الجبل إلى البحر، لافتا إلى أنه تم عمل مخرات وبرابخ للاستفادة من مياه السيول فى المشروعات الصناعية والزراعية، وقد تم التعاون مع جامعة عين شمس لإنشاء بربخ صندوق 2 عين خرسانى، نظرا لخبراتهم الكبيرة فى هذا المجال.
أهلا بأصحاب الحرف
وحول فرص العمل المتوفرة خلال الوقت الراهن فى مشروع هضبة الجلالة، أكد اللواء الوزير أن كل من يرغب فى العمل بالمشروع عليه الحضور إلى مواقع العمل، والضباط الموجودين لديهم تعليمات بتشغيل كل من لديه حرفة، سائق أو سباك أو نجار أو حداد، أو من يرغب فى العمل بالتدبيش أو أعمال الردم سواق جريدر قائلا: "سواق الجريدر بياخد 12 ألف جنيه فى الشهر، وكل اللى معاه حرفة ييجى يشتغل، إنما اللى عاوز يشتغل أمن أو يقعد على جهاز كمبيوتر مالوش مكان".وبيّن اللواء كامل الوزير أن عمليات نسف حذر للصخور تتم حتى لا يتم إهدار الجبل أو التأثير على البيئة الجيولوجية للمكان، ثم يتم الاستفادة من الصخور التى تم نسفها فى أعمال الردم، خاصة وأن هناك نحو 120 مليون متر مكعب، أعمال حفر وردم، من خلال مواد محجرية عالية الجودة نبنى بها جسم ترابى للطريق.وحول عمليات التأمين للمشروع والعمال والمعدات، أكد اللواء كامل الوزير أن كل شركة عاملة فى المشروع توفر لعمالها ومعداتها التأمين اللازم طوال فترة العمل وكذلك مسئولة عن الإعاشة وتوفير الطعام والشراب والمسكن لهم، بالإضافة إلى أن الموقع مؤمن بالكامل من جانب رجال القوات المسلحة على مدار 24 ساعة بكافة وسائل التأمين الممكنة، قائلا " نحن نبنى ونعمر، وكل اللى بيشوفونا لازم يعمروا معانا، مش يعملوا أعمال عدائية، نحن نخدم بلدنا ولسنا ضد أحد".وقال اللواء كامل الوزير: " إحنا بنتحدى التحدى، ولو فيه تحدى بصعوبة الجبل فأنا عندى معدات بتشق الجبل، من خلال كتائب النسف والتدمير بسلاح المهندسين، لو فيه تحدى مرتبط بالوقت فنحن نعمل على تزويد الشركات بالمعدات الهندسية لزيادة معدلات الانجاز، لو أن هناك تحدى فى التكلفة المالية، فنحن نحاول استغلال الخامات المصرية لتقليل التكلفة.وقال اللواء الوزير إن أصعب جزء فى مشروع جبل الجلالة هو أعمال النسف والتدمير التى تتم لقطع الطريق، حيث يتم نسف ارتفاعات كبيرة جدا 230 متر، مايعادل عمارة 70 أو 80 دور، إلا أن رجال المهنددسين العسكريين لهم خبرات واسعة فى هذا المجال، وقادرون على قهر الصخور وتفتيتها لكشف مسار الطريق.مناطق سياحية على مساحة 1000 فدانوحول منتجع الجلالة السياحي، أكد اللواء كامل الوزير أنه على مساحة 1000 فدان، وسو يتم انشاء فندقين به، أحدهم جبلى وآ خر ساحلى، الجبلى يضم 300 غرفة و40 شالية، بينما الساحلى يضم 300 غرفة أيضا و60 شالية، إلى جانب غرف وأجنحة مختلفة المستويات ومول متطور وسيتم ربطه بطريق 17 كيلو متر وتليفريك تصممه وتشرف عليه شركة فرنسية، ويتم تنفيذه بسواعد شركة مصرية، بالإضافة إلى مدينة ألعاب مائية ومارينا لليخوت.وأشار اللواء الوزير إلى أنه تم البدء فى مشروع المنتجع السياحى منذ شهر أكتوبر 2015، وسوف يتم الانتهاء منه قريبا، عدا الفندق الجبلى، ومارينا اليخوت، الذى تم الانتهاء من التصميم الخاص به، جارى عرض أفضل الاسعار لتنفيذه، موضحا أن المنتجع بالكامل ينتهى أول يوليو 2017.وأوضح الوزير أن هناك محطة تحلية بطاقة 150 ألف متر مكعب لخدمة المنتجع السياحى ومدينة الجلالة العالمية ستكون جنوب المنتجع مباشرة، بالإضافة إلى توفير الكهرباء اللازمة للمشروع، مؤكدا أن كافة المرافق الخاصة بالمشروع جاهزة، والمدنية العالمية أعلى هضبة الجلالة مساحتها 17ألف فدان قابلة للزيادة.جامعة الملك عبدالله
وحول جامعة الملك عبد الله، أكد اللواء الوزير، أن الجامعة ستعمل وفق أحدث النظم العلمية والوسائل الحديثة وستضم كليات متطورة يحتاج إليها المجتمع المصرى فى تخصصات غير نمطية، وغير موجودة فى الجامعات العادية، لن يكون فيها كليات مثل التجارة والحقوق، ولكن سيكون بها كليات للزراعات الحديثة، وتكنولوجيا توليد الطاقة الشمسية والرياح وكليات التعدين، بالإضافة إلى كلية للطب وستكون الجامعة على مساحة 100 فدان.