تعشق المرأة التسوق وتعتبره جزء أساسي من البهجة التي تضفي عليها السعادة بشراء قطعة ملابس جديدة أو إكسسوار، لكن عندما يزيد الشيء عن حده ينقلب إلى ضده ، حينما تنقلب المتعة إلى هوس بدون مبرر أو احتياج.
تعريف هوس أو جنون الشراء
هوس أو جنون الشراء تصاب به النساء بشكل ملحوظ أكثر من الرجال ، هذا ما أكده الدكتور محمد عزت عرفة أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان بكلية طب القصر العيني والذي عرف هوس الشراء “Oniomania ” بأنه مرض نفسي له أسباب اجتماعية تتعلق بالتنشئة أو أسباب نفسية كالاكتئاب أو أسباب بيولوجية أو اضطراب في كيمياء المخ ويحتاج إلى علاج.
ويشير د. عزت إلى أن 30 % من مرضي الاكتئاب لديهم هوس الشراء ، ويلجئون له كنوع من التعويض ليشعرون بالنشوة واللذة للخروج من الحالة النفسية السيئة.
أسباب الإصابة بهوس أو جنون الشراء
ترجع أهم أسباب الإصابة بهوس الشراء إلى:
- الأسباب الاجتماعية وهي الأكثر شيوعاً في المجتمعات المتقدمة حيث يلعب الإعلام دوراً كبيراً في تسويق المنتجات مع وجود المغريات وتوافر الناحية المادية ، لذلك نجد مريض هوس الشراء غالبا ما يكون لديه “فيزا كارت” مفتوحة أو سيولة مادية ولديه القدرة على الشراء ، بالإضافة إلى وجود أوقات فراغ لديه وخاصة السيدات.
طريقة التنشئة منذ الطفولة تلعب دوراً أحياناً في إصابة المرأة بهوس الشراء لأنها تمر بضغوط نفسية باستمرار سواء في الحمل أو الولادة أو التربية أو بالعمل وهكذا .
الحرمان العاطفي : قد ينتج هوس الشراء من الحرمان العاطفي منذ الطفولة ، وغياب الأم أو عدم قيامها بدورها وحنانها.
العقدة من التمييز : مجتمعنا ذكوري بطبعه لذلك نجد أن الولد في البيت مميز عن شقيقته في كل شئ ، مما يسبب لها الشعور بالكبت وضعف الثقة بالنفس وبالتالي تلجأ إلى وسيلة لتعويض ذلك الإحساس.
عدم القيمة : الإحساس بعدم القيمة داخل الأسرة بانشغال الأب والأم عن البنت ، فتبدأ في مرحلة الطفولة بالتركيز على تناول الطعام أو اقتناء اللعب وانشغالها طوال الوقت باللعب ، وفي مرحلة الشباب يتم استبدال ذلك بالتسوق.
الشعور بالدونية : إذا نشأت البنت في مستوى اجتماعي بسيط ، واندمجت مع آخرين كصديقات في مستوى أعلى لديهن ما حُرمت منه ، من الممكن أن تصاب بالهوس كتعويض من الحرمان حتى وإن كان ذلك فوق طاقتها المادية.
لكن من منا لا تحب التسوق ؟ هل أنا مصابة بهذا الهوس ؟ هذه الأسئلة قد تدور في ذهنك الآن ؟ إعلمي أنه يتحول التسوق إلى هوس عندما تلجأ المرأة إلى شراء أشياء كثيرة دون الحاجة إليها أو لا المبالغة في الشراء رغم عدم قدرتها المادية ، أو أن تلجأ إلى شراء نفس الشئ بعدة ألوان ، ويبدأ الأمر يزيد من المشاكل الأسرية أو المادية أو القانونية أو النفسية وبالتالي يتم تشخيص هذه الحالة نفسياً بالـ Oniomania.
وبالرغم من شعور مريضة الهوس بالذنب أو الندم بعد الشراء ، فهي تلجأ إلى التسوق مرة أخرى للتخلص من هذا الشعور وبالتالي تدخل في حلقة مفرغة ، أما المواعيد الخطرة التي تهدد مريض الهوس هي المناسبات.
كما أن هوس الشراء من الممكن أن يكون موسمي في وقت التخفيضات مثلاً وبالتالي البعض لا يملك القدرة على السيطرة على الاندفاعات وهو ما يحدث عند بعض المرضى المصابين بحالات أخرى مثل داء السرقة أو مرض شد الشعر وقضمه أو مرضى الوسواس القهري ، أو نتيجة المرض النفسي.
طرق الوقاية من هوس او جنون الشراء
حتى لا تكوني واحدة من المصابين بهوس التسوق عليكي بالابتعاد عن المثيرات وهي الأشياء التي اعتدتِ دائماً على شرائها ودائماً تشعرك بالإغراء تجاهها حتى وأنتِ لستِ في حاجة إليها ، أما إذا شعرت أنك مندفعة لهذا الشعور دون القدرة على المقاومة من الأفضل المصارحة المقربين لكِ بأن لديكِ مشكلة ما لمساعدتك في عمل “كنترول” على تصرفاتك أثناء التسوق عن طريق تقديم النصائح والإرشادات أثناء التجول داخل الأسواق ، وإذا لم تفلح معكِ هذه الطريقة فأنتِ في حاجة إلى استشارة نفسية من طبيب مختص ، قبل تفاقم المشكلة النفسية.
كما عليكي ضرورة تغيير نمط الحياة ، والتغلب على أوقات الفراغ بالأشغال اليدوية أو العلاقات الاجتماعية أو ممارسة الرياضة للوقاية من نوبات القلق والتوتر التى تكون بداية لمعظم الأمراض النفسية.