استقبل وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الأحد، أوائل الثانوية العامة، وذلك بمقر الوزارة.
ورحب شكري بالطلاب موجها الشكر لجريدة الجمهورية على الدور الاجتماعي الذي تقوم به منذ أكثر من ٥٥ عاما في رعاية أوائل الثانوية العامة وإبراز تفوقهم، متوجها بالتهنئة للطلبة على الإنجاز الذي أثلج صدور أسرهم، مؤكدا أن هذا الإنجاز الهام هو بداية لمرحلة جديدة جامعية مختلفة للمراحل السابقة وأن ما حققوه من تفوق هو دليل على امتلاكهم للملكة والقدرات.
وقال شكري للطلاب "أنتم المستقبل وشباب مصر وستتولون المراكز القيادية وتستطيعون أن تدفعوا المجتمع نحو الإصلاح وانتهاج السياسات التي تؤدي إلى عموم المصلحة والخير والمسئولية على عاتقكم كبيرة على ضوء ما حققتموه".
وأضاف وزير الخارجية أن مصر خلال السنوات الماضية شهدت تطورات بالغة العمق على تطور مصر السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فمصر شهدت ثورة ٢٥ يناير العظيمة التي عبر فيها الشعب المصري عن إرادته وأطلقت هذا التغيير والتفاعلات التي تبعت ذلك كان لها تداعيات سلبية وإيجابية أدت إلى ثورة ٣٠ يونيو المجيدة، مستعرضا كيفية إدارة الدولة والحفاظ على مؤسساتها لخدمة كافة أبناء الشعب وليس جماعة أو فرد وأن تكون مؤسسات الدولة مرة أخرى راسخة.
وشدد على أن مصر تمتلك كل الإمكانيات والمؤهلات التي تؤهلها وعلى رأسها القدرة البشرية لأن تكون قوية وفي مقدمة ذلك الشباب فانتم الأمل للمستقبل والقدرة على تجاوز التحديات.
ووجه الوزير حديثه للطلبة من الأوائل والذين سيقومون بجولة أوروبية باعتبارها جولة هامة للاطلاع على تجارب الآخرين، لافتا إلى أن مصر اليوم شهدت تغيرات ليست كما كانت قبل مائة عام، وهذا تطور طبيعي اتصالا بالتعليم والثقافة والتواصل وهو أمر طبيعي لأننا نعيش في عالم يصغر من حيث المسافات.
وأوضح أن التطور والسرعة اليوم تقتضي منا أن نكون قادرين على التطور وعدم الجمود الفكري، مشيرًا إلى أن مصر دولة مركزية ودولة مؤسسة راسخة منذ ٧ آلاف سنة وصاحبة الحضارة المصرية العريقة.
وشدد وزير الخارجية على أن المجتمع حتى يستقيم لابد أن يأخذ كل ذي حق حقه، مضيفا أننا مقدمون على تغييرات كبيرة في مصر من حيث استمرار العمل في إصلاح السياسي والاقتصادي ونحن على بداية الطريق بعد ثورتين عظيمتين ولنا أن نختبر ونجود ونكتسب من خبرة الآخرين ونطورها بما يتلاءم مع احتياجاتنا.
وحرص الوزير شكري على الاستماع والرد على الأسئلة التي وجهها عدد من الطلبة، مشيرًا إلى أن علاقات مصر شائكة بحكم موقعها وهو كان محط أطماع، وما لديها من إمكانيات وقدرات وبالتالي نشأت فكرة أن علاقاتها متنوعة وشائكة.. العلاقات والتفاعلات التي تخوضها مصر ترتبط بأهميتها وتأثيرها القائم منذ آلاف السنين في محيطها الواسع ومحيطها المباشر.
وأوضح أننا نعمل على أن نستخلص الإيجابي في هذا التفاعل وأن نصيغ علاقات مبنية على مصلحة ورؤية مشتركة بعيدة عن أي فكرة للهيمنة أو مرتبطة بالهيمنة.
وفيما يخص الإجراءات اللازمة للحفاظ على الهوية العربية، قال شكري إن الصراعات القائمة في ليبيا بجوارنا والتدمير واسع النطاق في سوريا والوضع في العراق واليمن والضغوط الخاصة بمحاولات تفتيت الدول العربية وانفصال السودان وما أصاب الصومال من تحلل لمؤسسات الدولة.
وأوضح، أنه هناك بالتأكيد خطرا داهما على الهوية العربية والتضامن العربي والأمن القومى العربي، فالحديث عن الهوية العربية مرتبط بالأمن القومى والثقافة والهوية العربية والمخاطر تلك نضعها أمام أعيننا وربما ما يواجهه المشرق العربي هو خطر بالغ على الهوية العربية وهناك تطلعات لبعض الأعراق للخروج خارج إطار الهوية العربية نظرا للتدمير وللنزوح، ومن هنا تأتي أهمية الحفاظ على الكيان العربي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الأولى، ولابد أن ندعم الكيانات القائمة في دول تستطيع أن توفر الأمن والأمان لشعوبها للحفاظ على الشعوب وعدم نزوحها وعدم انتهاجها لتأثيرات خارجية ضاغطة عليها.
وحول العلاقات مع دول حوض النيل وسد النهضة، أكد شكري أن هذا موضوع محل اهتمام من الجميع سواء المسئولين أو المواطنين، إذ أن مصر هبة النيل وشريان المياه واعتمادها الكلي على مياه النيل شئ جوهري والأهم أننا ندير هذا الملف لأن مياه النيل عابرة لثلاث دول، وإدارة النهر تقوم على التعاون والمبادئ التي أرسيت في أول لقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبى هايلي مريم ديسالين وعدم الإضرار والمقابل هو تفهم مصر لاحتياجات إثيوبيا التنموية، وحتى يصاغ المبدأ لابد من صياغة قانونية معتمدة من المجتمع الدولي لضمان ترسيخ المبادئ.
وأشار شكرى إلى التطور البالغ الذى حدث خلال العامين الماضيين لبناء الثقة بين مصر وإثيوبيا المفقودة على مدى خمسين عاما وليس بعد ثورة يناير فقط وهو ما أدى الى تحفز من الطرفين، موضحا أن نقطة التوازن هى أنه لابد أن تكون المصلحة متساوية وأن يتم صياغة ذلك فى إطار قانونى دولى.
من جانبه، وجه جلاء جاب الله رئيس مجلس إدارة دار التحرير الشكر لوزير الخارجية على اللقاء، معربا عن ثقته فى جهود الخارجية في الفترة الأخيرة.