هربت من جحيم الحرب في "سوريا"، بعدما فقدت كل أسرتها منذ عامين في غارة جوية، على مدينة حلب التي تسكنها، تمنت الموت ألف مرة بعد أن أصبحت وحيدة، كورقة شجرة أسقطتها الرياح وحملتها بعيدًا، 60يومًا حتى تمكنت "ريم"، من تجاوز محنة فقد كامل أسرتها، قررت بعدها ترك الدمار في سوريا، وجاءت إلى القاهرة، لكنها لم تكن تعلم ما يخفيه لها القدر.
ذكرايات الألم:
جلست "ريم" على سريرها بالمستشفي بعد أن زال مفعول المخدر، تفكر في كل مايحدث لها، هل هو أبتلاء من الله لقوة صبرها، أم تقصير منها في حماية نفسها، قائلة في نفسها وماذا كان يمكن لأمرأة مثلي أن تفعل وسط ثلاثة من الرجال، بلا لا يحملون صفات رجال إنما هم "ذئاب بشرية"، تذكرت كل تفاصيل حياتها التي مرت أمامها كشريط السينما، أهلها في سوريا قبل الحرب، وسفرها إلى القاهرة بعد موتهم، سعيها لكسب لقمة العيش الحلال، تسللت الدموع منها رغم عنها قبل أن تتوقظها كلمات الممرضة من شرودها.
اسم المولود:
"حمدالله على سلامتك ماشاء الله ربنا أكرمك بطفل زى القمر شبهك، اتصلي بأبوه بقا خليه يجي عشان يشوف هيسميه أيه ويدفع مصاريف المستشفى"، لم تدري ريم كيف ترد على كلمات الممرضة، وأكتفت بالبكاء بعد مغادرتها، لم تتحرك داخلها عاطفة الأمومة لم تتمنى رؤية الطفل كحال الأمهات، وتمنت من الله أن يقبض روحه حتى لا يتعذب في الدنيا ويعذبها معه.
بدأت العاملين بالمستشفي يشكون في أمر "ريم" لماذا لم يزورها أحد، ولم يكن متواجد معها في ولادتها سوي إحدي جارتها، علموا أنه ليست مصرية من لهجتها الشامية، ولكن أين زوجها،لابد من أن يأتي أن كان حي، أو الحصول على قسيمة الزوج لتسجيل بيانات المولود.
حمل سفاح:
لم تجد ريم مفر من إخبار إدارة المستشفي بحقيقة والد هذا الطفل، بعد إلحاحهم بدرورة حضورة لعمل شهادة ميلاد كما ينص القانون، شعرت بورطة في بلاد لا أهل لها فيه وقررت الكشف عن حقيقة ما حدث معها.
أخبرت ريم إدراة المستشفي أنها حملت بعد تعرضها للاغتصاب من قبل 3 شبان، بعد أن استدرجوها وهددوها بالأسلحة النارية والبيضاء ثم قاموا بتقييدها وتجريدها من ملابسها وتناوبوا على اغتصابها في منطقة حلمية الزيتون بالقاهرة، حتي حملت "سفاحًا" في هذا المولود.
إجهاض:
على الفور قامت إدارة المستشفي بعمل محضر وإبلاغ الشرطة، لإخلاء مسئوليتهم وللتحقيق في الواقعة، وقالت المجني عليها في التحقيقات أنها استئجارت شقة بعد أن شعرت بالحمل وحاولت إجهاض نفسها أكثر من مرة ولكنها لم تنجح، حتى تمت الولادة داخل المستشفى، وأنها كانت لا تنوي الإبلاغ، لكن عندما قامت إدارة المستشفى بسؤالها عن اسم والد طفلتها روت لهم الواقعة فقاموا على الفور بإبلاغ الشرطة وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
تهديد بالقتل:
وأضافت ريم أن الجناة مقيمون بالمنطقة التي تم اغتصابها فيها، وهددوها بالقتل في حال إبلاغها الشرطة، وأنها خشيت من تقديم بلاغ نظرا لكونها مغتربة وليس لديها سكن معلوم وخوفًا من قيام الجناة بقتلها.
ويكثف رجال الأمن جهودهم لضبط المتهمين وأمرت النيابة، بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة وإحالة المجني عليها إلى الطب الشرعي، وأخد عينة "دي إن ايه" لحين ضبط المتهمين ومضاهتها بالبصمة الوراثية للطفل.