يستعد المسلمون الأن في جميع انحاء العالم بعيد الأضحى، حيث لاتقل أهمية الأعياد الاسلامية لدى المسلمين في جميع الدول الأوروبية عن غيرهم في الدول العربية.
فيعد عيد الأضحى لمسلمي أوروبا الكثير؛ فهو فرصة لتلاقي أبناء الأقلية والتقارب بين المسلمين المغتربين، كما أنه يبرز الهوية الإسلامية في تلك البلاد ذات التقاليد النصرانية.
ويبلغ عدد المسلمين في قارة أوروبا، 45 مليوناً، تتركز أكبر كثافة سكانية منهم في منطقة البلقان، بحسب الدراسة التي أصدرتها منظمة (عدالة للجميع ضد التمييز)، المتخصصة بالدفاع عن الأقليات في العالم، مؤكدة أن عدد المسلمين في أوروبا في تزايد مستمر، وأن دورهم وتأثيرهم في مجتمعاتهم تزايد بشكل ملحوظ خلال الأعوام العشرة الأخيرة، حيث أصبح الإسلام الدين الثاني والمعترف به رسمياً من السلطات الرسمية في الدول الأوروبية.
طريقة احتفال الدول الأوروبية:ونظراً لخلو البلدان الغربية من مظاهر الاحتفال بالعيد المتعارف عليها فى البلدان العربية والاسلامية ، كانتشار الملاهى واماكن الترفيه ، فان ابناء الجاليات الاسلامية يستعيضون عن الخروج لاماكن الترفيه بالتجمعات العائلية التى تعد الملمح الرئيسى المشترك بين أبناء المسلمين في بلدان الغرب، حيث تتجمع العائلات والاصدقاء في مجموعات كبيرة للاحتفال وتناول حلوى العيد والأطعمة المختلفة التى تنتمي للعادات والتقاليد والثقافات الشعبية.
الدول الأوروبية فى عيد الأضحى مابين "الفرحة والأزمة":
تختلف كل دولة أوروبية عن غيرها في طريقة الاحتفال بالأعياد الاسلامية، حيث يقوم بعض المسلمين بعمل التجهيزات اللازمة للاضحية، بين (بقر، أو جاموس أو خراف)، فتسمح المملكة المتحدة بقانون الذبح داخل المجازر الرسمية فقط وتقسم اللحوم بين العائلة والاصدقاء والفقراء. بينما يقوم مسلمون اخرون باعطاء المال للجمعيات الخيرية لكى يساعدوا الأسر الفقيرة ، ولايذبحون الأضاحى بل يعتمدون على لحوم الوجبات العادية.
بعد انقضاء صلاة عيد الأضحي يتوجه المسلمون في ألمانيا كما هي عادتهم بصحبة أولادهم وأسرهم إلي حيث يقومون بذبح أضحية العيد، ويتم ذلك عن طريق تجار عرب أو أتراك حيث يتم الذبح في مزارع خاصة يمتلكونها ـ خاصة وأن السلطات الألمانية وفق القوانين تعترض علي ذبح الأضاحي دون تخدير. ورغم أن أيام العيد ليست إجازة رسمية في ألمانيا مما يقيد بهجة العائلات المسلمة التي يتوجب عليها العمل في ذلك اليوم، إلا أنّ البعض الآخر ممن يستطيعون الحصول علي إجازة من رصيد أجازاتهم لا يترددون في القيام بذلك، كذلك لايستطيع التلاميذ التغيب عن المدارس، لكن من حقهم الحصول علي بعض التسهيلات لقضاء أول أيام العيد مع أسرهم. الحاج من ألمانيا: الحج من المانيا ليس معقداً فعلى الحاج أن يختار بين الكثير من العروض التي تقدمها الكثير من المساجد المختلفة الموجودة، ومكاتب السياحة التي يديرها مسلمون من جنسيات عديدة، فمشاهد ومظاهر عيد الأضحى المبارك لا تنفصل عن مشاهد الحج وسفر حجاج بيت الله الحرام من ألمانيا الي الأراضي السعودية لأداء فريضة الحج، حيث اكتمل سفرهم الآن لتأدية أهم أركان الحج وهو الوقوف بعرفة.
- فتعتبر النمسا من أكثر البلدان غير الإسلامية التي تعير الأقليات المسلمة اهتماماً كبيراً، حيث تشاركهم الاحتفال بمناسباتهم وخاصة في العيدين "الفطر والأضحى"، لا سيما إذا ما قارنا هذا الموقف بكثير من دول أوروبا التي قد تضع العراقيل أمام الأقليات المسلمة.
وأبرز مظاهر هذا الاهتمام هومشاركة المسؤولين في الاحتفال، كما حدث في عيد الأضحى السابق، عندما أقام الرئيس النمساوي حفل استقبال للجالية المسلمة، وهو الأمر الذي جعل مسلمي النمسا في سعادة شديدة لاهتمام دولتهم بهم رغم أنهم أقلية دينية.
-بينما يختلف الأمر فى النرويج؛ فيعد الذبح وفق الشريعة الإسلامية أمرا محظوراً هناك، حيث تشن "هيئة الرقابة المالية" حملات على المزارع للتأكد من تطبيق الحظر على الذبح الإسلامي.وبحسب شبكة "أفتينبوستن" النرويجية فقد عثر مفتشو الصحة في عيد الأضحى الماضي على مزرعة في مقاطعة "أويستفولد" تقوم بالذبح "الحلال" الأمر الذي أوقع أصحابها تحت طائلة القانون.وزعمت رئيسة "هيئة المراقبة المالية" في المنطقة أن الذبح يعد انتهاكا خطيرا لقانون حماية الحيوان وإنهم ينظرون إلى الأمر بجدية بالغة. وأضافت أنها المرة الأولى التي يعثرون فيها على جزار غير شرعي متلبسا.
-وفي فرنسا يواجه المسلمون المقدر عددهم بنحو 6 ملايين، مشكلات ليست أقل من التي تواجهها الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية عند الاحتفال بعيد الأضحى، وخاصة عند ذبح الأضحية، حيث أن القوانين الفرنسية تفرض أن يكون الذبح والسلخ عبر المجازر فقط.
الأمر الذي دفع عدداً كبيراً من المسلمين هناك إلى شراء الأضاحي مذبوحة ومسلوخة كلحوم من خلال الجزارين، وهو ما يؤدي إلى الإخلال بأركان وشروط عديدة من شروط الأضحية، كما أن مخالفة هذه القوانين والذبح خارج المجازر المرخصة، يعاقب عليه القانون بغرامات مالية قد تصل إلى 15 ألف يورو والسجن لـ6 أشهر.
خطوات الاحتفال فى الدول الأوروبية:
ويحتفل مسلمو الدول الأوروبية بعيد الأضحى مثلهم مثل جميع المسلمين فى جميع انحاء العالم "باستثناء ما يواجهونه من مشكلات".
فيبدأ يوم العيد بالاغتسال وارتداء أفضل الملابس والتزيين، وبعد ذلك يتجه المسلمون الى الصلاة.
فشهدت بريطانيا في هذا العام أثناء "عيد الفطر" أكبر صلاة عيد في تاريخ أوروبا، حيث تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقطع فيديو، يظهر حضور عشرات الآلاف، في مدينة بيرمنجهام والذين تدفقوا على واحدة من أضخم الحدائق العامة وأشهرها في البلاد، وذلك بتنظيم من هيئة الأعمال الخيرية "هيومان أبيل"، وبمشاركة سبعة مساجد رئيسية في المدينة.
وشاركت حشود ضخمة في أداء صلاة عيد الفطر المبارك، وهي واحدة من أكبر الحشود في تاريخ بريطانيا والقارة الأوروبية، وقام الصحفيون بتغطية الحدث، وتصوير الصلاة باستخدام طائرات دون طيار أظهرت حجم الحشود.
وبعد ذلك يتجه المصلون الى ذبح الأضحية، حيث يواجه المسلمون تحدياً يتجدد سنوياً، يتمثل بتطبيق سنة ذبح الأضاحي.
ففي بلجيكا الدولة الواقعة في الجانب الغربي من أوروبا، كلما حل عيد الأضحى كل عام، تجددت معاناة المسلمين هناك فيما يخص طريقة ذبح الأضاحي، في ظل حظر الذبح الذي تفرضه بلجيكا على المسلمين بدعوى الرفق بالحيوان ومنع تعذيبه، فقد حددت السلطات البلجيكية جناحاً لسكان مدينة "أنفرس" ليتم قتل الأضاحي بها من خلال الصعق بالكهرباء أو تخدير الدواب قبل الذبح، وهو ما يرفضه المسلمون بشكل تام.
وتعتبر هذه العملية "ذبح الأضحية" هى الأزمة الحقيقية التى تواجه المسلمين في أوروبا. فيرى المسلمون الغاربين أن هذا هو أبسط حقوقهم للاحتفال !!