قالت صحيفة ناشينال إنتيريست الأمريكية إن ردة فعل واشنطن على هجمات 11 سبتمبر الدامية قد جلبت ضرراً على البلاد أكثر من الهجمات نفسها، وأكثر من الضرر الذي فكر المهاجمون في إلحاقه بالولايات المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أنه وبعد هجمات 11 سبتمبر أصبح من الصعب الدخول أو الانتظار في بوابات المطارات دون متاعب، كما أنه من الصعب حصول حدث رياضي كبير دون الحاجة إلى القلق حول التعرض للتفتيش والتدقيق؛ نتيجة لانعدام الأمن وكثرة التهديدات.
رأت الصحيفة أن ردة الفعل الأمريكية تجاه الهجمات لم تكن بتعزيز أمنها الداخلي كما كان يجب أن تكون، بل كانت هناك موافقة شبه عالمية على استجابة واشنطن لهجمات 9/11 عندما انضمت القوات الأمريكية إلى القوات المحلية في أفغانستان، ولم يتوقف الأمر على ذلك؛ بل استمر الإجماع لدعم القوة العسكرية دون توقف من خلال الهجوم على العراق في عام 2003.
ومنذ ذلك الوقت، تم نشر الجيش الأمريكي في عشرات الدول في العالم؛ الأمر الذي أدى إلى إضعاف قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة للتهديدات الرئيسية، إضافة إلى أنه خلف أكثر من سبعة آلاف قتيل من أفراد الجيش الأمريكي وخمسين ألف جريح آخر في العمليات التي لا تنتهي، كما أن نحو 327 ألفاً من أفراد الجيش يعانون من اضطرابات في الدماغ، وأكثر من 300 ألف يعانون اضطراب التوتر ما بعد الصدمة.
وأوضحت الصحيفة أن "التهديدات الإرهابية التي كانت تواجه الولايات المتحدة قبل 9/11 ضئيلة وتقتصر على عدد قليل من المنظمات الإرهابية، أما الآن وبعد خمسة عشر عاماً فإن التهديد أصبح أعلى بكثير، كما ازدادت قدرة وعدد المنظمات الإرهابية التي تستهدف المصالح الأمريكية بشكل كبير".
وترى الصحيفة أنه من الواضح أن الاستخدام المفرط للقوة العسكرية الفتاكة للرد على أكبر التحديات الدولية كان له أثر سلبي كبير على الأمن القومي الأمريكي، وكان عاملاً في استمرار عديد من الصراعات في الخارج والحروب الأهلية، إذ كانت هناك عديد من الدراسات والتقارير الموثوقة التي تفيد بأن الاحتلال العسكري الأمريكي، وهجمات الطائرات دون طيار وعمليات القوات الخاصة، تخلق أعداء أكثر بكثير ممّن يتم قتلهم في ساحة المعركة.