اعلان

في ذكري رحيل "أسد الصحراء".. عمر المختار "الزمن والوطن" لدولة تمزقها الصراعات.. فيلم مدبلج يخلد ذكراه.. والأحفاد يبحثون عن "شيخ المجاهدين" لمواجهة المؤامرات الداخلية والخارجية

عمر المختار

في وقت تعتصر فيه ليبيا من الألم وتتهافت عليها قوي الشر، ويشتد في وجهها الصراع من أجل اقتطاع أجزاء منها، تتخذها القوي الاستعمارية ملاذا لها، تحل اليوم ذكري رحيل أسد الصحراء عمر المختار الذي حارب من اجل اجلاء الاستعمار الإيطالي وقدم روحه من اجل خدمة الوطن.

في مثل هذا اليوم من عام 1931 في منطقة مسلوق قام غزاة إيطاليا بإعدام "المختار"، شنقا علي خلفية درس قاسٍ علمه لهم برفقة المجاهدين الليبيين لتنتهي بذلك رحلة جهاد شعب عظيم خلد اسمه ضد المستعمر الغازي.

في عام 1979 تم تصوير فيلم للمختار يحمل اسم "أسد الصحراء" باللغة الإنجليزية أخرجه المخرج السوري الأمريكي الجنسية، مصطفى العقاد، وأدي دور المختار فيه الممثل المكسيكي، أنطوني كوين، وبلغت ميزانية الفيلم 35 مليون دولار أمريكي حينها، تأثر به المواطنون في شتي بقاع العالم.

تم دبلجة الفيلم الي اللغة العربية تحت اسم "عمر المختار"، وتدور أحداث الفيلم حول زعيم إيطاليا "موسوليني" الذي أرسل أقوى قادته "غراتسياني"، وبعد وصوله إلى بنغازي أرسل فريقا من قوته لكنه انهزم، فحاول غراتسياني التفاوض مع عمر المختار، وهي الخديعة التي خطط لها بإنزال الدبابات إلى الصحراء، لإسقاط عمر وقوته، وبانهزام غراتسياني نشر أسلاك شائكة على طول حدود مصر مع ليبيا لقطع الإمدادات عن رجال المختار، وفي إحدى المرات تمكن "غراستايني" من نصب كمين لعمر المختار وتم أسره وإعدامه في 16 سبتمبر 1931.

القصة بدأت في عام 1911 عندما دقت طبول الحرب الإيطالية علي الدولة العثمانية وانطلقت علي سواحل بن غازي، حيث نجح المختار في جمع أكثر من 10 آلاف مقاتل لمقاومة الاحتلال، واندلعت الهجمات الشرسة بين الفريقين لتمر ليبيا بأعنف مراحل الصراع حتي نشبت معركة خلفت 70 قتيلا إيطاليا وإصابة 400 آخرين.

لقب المختار بشيخ المجاهدين وأسد الصحراء حيث كان معلما للقرآن الكريم، ولكن تحول الي مقاتل ومجاهد واكتسب خبرة كبيرة في تكتيكات الحروب الصحراوية، وكان له معرفة سابقة بجغرافيا الصحراء، فاستغل هذه المعرفة، ليحصل دائما على الأفضلية في مواجهة الجنود الإيطاليين، غير العارفين بحروب الصحراء.

طلب الايطاليون التفاوض معه لكنه رفض وقطع عنهم الطرق والامدادات والمواصلات، إلي أن خاطب شعبه قائلا «فليعلم كل مجاهد أن هدف الحكومة الإيطالية، إنما بث الفتن والدسائس لتمزيق شملنا، وتفكيك أوصار اتحادنا، انفجر الموقف من الموعد الذي حدده المختار لإنهاء الهدنة، حيث هاجمت مجموعة من المجاهدين دورية الضابطية الإيطالية وأبادتها، مما أغضب الجيش الإيطالي واتهم المختار بالخيانة، فاندلعت بينهم المعارك من جديد واشتبك المجاهدون مع الجيش الإيطالي.

وأثناء زيارة المختار لضريح الصحابي رويفع بن ثابت بمدينة البيضاء، تم جرح حصان المختار ثم القي القبض عليه ثم أحضر حوالي 20 ألفا من الأهالي لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم، وأحضر المختار مكبل اليدين، وفى الساعة التاسعة صباحا سلم للجلاد، ومجرد وصوله لساحة تنفيذ الحكم حلقت الطائرات الإيطالية فوق المشنقة، وصار المختار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وقال أحد المقربين إنه كان يؤذن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً