أساطير كثيرة" تحكي عالم من الخيال بداخل قصر الاليزيه، قصر الرئاسة الفرنسية الذي يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء المقبل، في جلسة مباحثات على هامش أعمال الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، والتي من المتوقع أن تتناول العلاقات الثنائية وأبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط ومكافحة الاٍرهاب.
ويعد قصر الإليزيه واحدا من أهم النماذج المعمارية في فرنسا ومقرا للرؤساء ومركز لصناعة القرار السياسي منذ عام 1874، وتعود ملكية قصر الإليزيه في أصله للكونت لويس هنري دى لاتور دوفيرن المنحدر من طبقة النبلاء الفرنسيين، وقد شيده ليكون مقر إقامة مؤقتة له حين كان حاكما لمنطقة باريس عام 1720.
هنالك العديد من القصص حول القصر وساكنيه كرواية الرئيس السابق فاليري جيسكار ديستان كيف أُغمي فجأة على ضيفه المستشار الألماني هلموت شميت على طاولة العشاء وهما وحدهما، فوقف الرئيس مدوهشا من شدة خوفه من موت ضيفه، وعلاقات البلدين الجارين حينها لمّا تستعد تماما عافيتها رغم مرور ثلاثة عقود على الحرب العالمية الثانية.
يتكون الإليزيه من 3 طوابق بالإضافة الي طابق تحت أرضي يضم 90 وحدة معمارية من أصل 300 يتألف منها القصر، وتتوزع بين غرف ومكاتب وقاعات وصالونات. وتوجد إلى جانب مكتب الرئيس "القاعة الخضراء" وهي قاعة الاستقبال الوحيدة في الطابق الأول، في حين توجد 16 قاعة استقبال أخرى في الطابق الأرضي.
ويبلغ عدد العاملين في الاليزيه 900 شخص أكثر من نصفهم من الإداريين، والبقية عناصر في الحراسة والأمن الرئاسي المعروف بالحرس الرئاسي ويُختار عناصره من نخبةِ قوات الدرك.
وعقب احتلال الحلفاء لفرنسا سكن بالقصر عدد من الشخصيات الهامة من بينها قيصر روسيا ودوق والينغتون، وبحلول 1820 أصبح مقرا لإقامة ضيوف فرنسا الكبار وأطلق عليه اسم "الإليزيه الوطني".
وفي عام 1848 اعلن قصر الاليزيه مقرا دائما لرئاسة الجمهورية سكن بالاليزية أكثر من 23 إمبراطورا، و23 رئيسا لفرنسا لم ينهِ نصفهم فترته في الحكم مثل شارل ديغول الذي استقال في عام 1969 في مستهل ولايته الثانية، وخليفته جورج بومبيدو الذي توفي بسبب المرض عام 1974.
ويجد بالقصر حوالي 340 ساعة ميكانيكية فاخرة تسهر على صيانتها وضبطها مسؤولة تزاول عملها الروتيني يومين في الأسبوع،وتتوزع بنايات الإليزيه -من حيث الوظائف- بين مبان إدارية تضم المكاتب والقاعات والمطابخ ومستودعات السيارات إلى غير ذلك، ومبان خاصة تضم أساسا الشقق الرئاسية المخصصة لإقامة رئيس الجمهورية.
وتعد قاعة ميرا من أهم قاعات القصر تلك القاعة التي أنشئت نسبة الي الجنرال ميرا وهو لواء في الجيش الفرنسي وأمير يعود له الفضل في تشييد هذه القاعة، بعد أنْ أمرَ عام 1805 بدمج مطبخ وكنيسة كانا في هذا الجزء من القصر، وتحويلهما إلى قاعة كبيرة لاستقبال كبار الشخصيات وتبلغ مساحتها أكثر من 42 مترا مربعا.