ارتفعت أعداد ضحايا إعصار "ماثيو" في هاييتي إلى ما يزيد على 900 قتيل حتى الآن، فيما لا يزال خطر الكارثة يحاصر الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن.
ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم، عن جيمس باجيلي رئيس المنظمة الكاثوليكية للإغاثة في هاييتي قوله إن عدد الضحايا قابل للزيادة، مضيفا أن الإعصار تسبب في دمار هائل فقد دمرت منازل بالكامل ولا توجد محاصيل ولا منتجات زراعية.
وقال مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية إن الإعصار أتلف في بعض المناطق 80% من المحاصيل الزراعية، وبات أكثر من 350 ألف شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية.
وفي الولايات المتحدة تسبب "ماثيو" في عمليات إجلاء واسعة على طول الساحل من فلوريدا حتى جورجيا وكارولينا الشمالية والجنوبية.
وقال حاكم فلوريدا ريك سكوت إن الكهرباء انقطعت عن ستمئة ألف منزل على الأقل في الولاية بسبب الإعصار، وتوقع حدوث ما هو أسوأ مع تحرك الإعصار شمالا، وقال إنّ هناك احتمالات بحدوث فيضانات كبيرة.
وتوقّع المركز الوطني الأميركي للأعاصير أن يصبح "ماثيو" أقوى إعصار يضرب الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة منذ عدة سنوات.
وأوضح المركز أن الإعصار تراجعت قوته إلى الفئة الثانية من سلم بخمس درجات، وخفت سرعة الرياح المصاحبة له إلى 175 كلمساعة، مشيرا إلى أن الإعصار يواصل التحرك بسرعة 19 كلمساعة.
وعلى الرغم من أنه يُتوقع أن تضعف قوة "ماثيو" أكثر خلال الساعات الـ48 القادمة، يعتقد محللون أنه سيظل إعصارا حتى يبدأ في التحرك بعيدا عن الولايات الأميركية الجنوبية الشرقية يوم الأحد.
ومن جانبه قال المركز الوطني الأميركي للأعاصير إن «ماثيو» قد يصبح أقوى أعصار يضرب شمال شرقي فلوريدا منذ 118 سنة، رغم أن قوته تراجعت في الفئة الثالثة على مقياس سافير - سيمسون المؤلف من خمس درجات، محذرًا من امتداده على طول ساحل المحيط الأطلسي من جنوب فلوريدا إلى جورجيا وساوث كارولاينا التي أعلن الرئيس باراك أوباما حال الطوارئ فيها، وتسببه في فيضانات مدمرة» في فلوريدا وجورجيا وكارولاينا الجنوبية.
وكان أوباما اتصل بحكام الولايات الواقعة في مسار الإعصار لبحث الاستعدادات الخاصة بمواجهته. وأفاد البيت الأبيض في بيان بأن «الرئيس ملتزم بتقديم الموارد الفيديرالية اللازمة لمساعدة مواجهة الولايات الأعصار».
وأعلن حاكم فلوريدا، ريك سكوت، انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 140 ألف منزل، مع وصول سرعة الرياح إلى 215 كيلومترًا في الساعة، محذرًا من احتمال حصول أضرار «كارثية» إذا اجتاح الإعصار ماثيو الولاية مباشرة ودعا نحو 1.5 مليون شخص إلى إخلاء منازلهم.
وقال في مؤتمر صحافي: «إذا كنت مترددًا في الإخلاء ففكر في جميع الناس الذين قتلوا فعلًا. الوقت ينفد، والأكيد أن هذا الأعصار سيضرب مباشرة أو يتحرك في محاذاة الساحل».وتجاوبًا مع الإنذارات، أمرت مدينة فولوسيا على الساحل الشرقي لفلوريدا، ومدينة دايتونا بيتش المعروفة بمضمارها الكبير لسباق السيارات، بحظر التجول. لكن بعض السكان لم يمتثلوا. وقالت جودي روسينو (74 سنة) إنها احتمت مع زوجها في مرأبهما بدايتونا بيتش. وقال شريف منطقة مارتن (فلوريدا) ويليام د. سيندر إن «الناس لا يغادرون منازلهم».
وفي تدبير نادر، أمرت مدينة ديزني العملاقة للتسلية واللهو بإقفال كل متنزهاتها في فلوريدا، كما أقفل مطار أورلاندو مساء.ومن جانبه اكد صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، في وقت سابق أن أكثر من 500 ألف طفل، يعيشون في المناطق الجنوبية من هايتي التي ضربها الإعصار، وهم في حاجة ماسة إلى الغذاء والدواء والدعم النفسي.
وقالت اليونيسيف: إنها تحتاج إلى 5 ملايين دولار لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للأطفال، بما في ذلك استعادة الخدمات الصحية والعلاج للمساعدة في منع انتشار الأمراض، وسوء التغذية بين الأطفال الصغار وتوفير الفيتامينات والأدوية المضادة للإسهال، وإنشاء أماكن مؤقتة للتعلم.
وكان الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر قد أطلق نداء طارئا، لجمع 6.8 ملايين دولار لتوفير المياه والغذاء والمرافق والأدوية والمأوى لنحو 50 ألف متضرر، جنوب غرب هايتي.