هروب المدربين الأجانب من الدوري المصري إلى الخليج، هو السؤال الذي يطرح نفسه على مسئولي المنظومة الرياضية فى مصر، وسواء كان هذا الهروب بإرادتهم أو مرغمين عليه، إلا أنه يفتح التساؤل حول وجود خلل فى الإدارة الرياضية بمصر، كما يشير إلى تدهور الأحوال التى جعلت مصر بمثابة جحيم يطارد المدربين الأجانب إلى جنة الخليج، ولكن هل تتوج مسيرة هولاء المدربين بالنجاح فى الدول الخليجية، أم تطاردهم لعنة الأهلي والزمالك وتصيبهم بالفشل؟.
المال ليس المحرك الرئيسي لتكون الأندية الخليجية قبلة المدربين الأجانب بعد رحيلهم من مصر، فاسم وتاريخ الأندية المصرية دائما ما يزن إغراءات المال في بلاد الذهب الأسود، ولكن ثمة إخفاق إداري يعمل على "تطفيش المدربين".
نرصد فى هذا التقرير أخر 3 مدربين رحلوا عن جحيم الأندية المصرية إلى نعيم الخليج، وهم فييرا صاحب ثنائية الدوري والكأس مع الزمالك، وباتشيكو الذي هرب من أساليب رئيس الزمالك وجاريدو الذى ضحت به إدارة الأهلي، رغم تتويجه بالكونفدرالية لكسب ود الجماهير، وربما سيكون البرتغالي فيريرا، هو الأخر ضحية سموحة، وهو رابع الوجوه التى تجمل تاريخها بالاحتراف فى بلاد البترول.
أولا.. كارلوس جاريدو:
شهد اليوم الخميس قيادة الإسبانى خوان كارلوس جاريدو، المدير الفنى السابق للنادى الأهلى، تدريبات الاتفاق السعودى، لأول مرة اليوم، بعد تعاقده رسميا مع النادي السعودية بناء على توصية من ثنائي الأهلي ااوتريكة ووائل جمعة.
وكان نادى الإتفاق السعودى، أعلن تعاقده مع جاريدو لمدة 7 أشهر، خلفًا للتونسى جميل قاسم الذى تمت إقالته من منصبه، أملًا فى إنقاذ الفريق الذي يحتل المركز السادس فى جدول ترتيب الدورى السعودى، برصيد 13 نقطة، خلف اتحاد جدة "المتصدر" بفارق 6 نقاط، وذلك اعتمادا على السيرة المميزة لجاريدو صاحب الـ 47 عامًا والذي توج مع الأهلى ببطولتى السوبر المصرى وكأس الكونفدرالية الأفريقية.
ثانيًا..جايمي باتشيكو:
البرتغالى باتشيكو مدرب الزمالك فى الموسم قبل الماضي، قاد الفريق الأبيض بداية الموسم الماضى فى 11 مباراة، حقق الفوز فى 9 مباريات وتعادل فى واحدة وخسر مثلها، ورغم نتائجه الجيدة إلا أنه فأجأ الجميع وقام بمغادرة البلاد على أساس قضاء إجازة قصيرة مع أسرته بالبرتغال إلا أنه صدم مجلس إدارة الأبيض بالتوقيع للشباب السعودي مقابل 350 ألف دولار شهريًا.
لم يستمر باتشيكو كثيرًا مع الفريق السعودي، حيث قاده ثلاثة أشهر فقط خاض فيها 6 مباريات بالدوري خسر في ثلاثة وتعادل فى اثنين وفاز فى واحدة، كما احتل الفريق معه قاع مجموعته في البطولة الآسيوية، ما دفع إدارة النادي الشبابي إلى إقالة الخواجة البرتغالي وتصعيد مدرب الفريق الأوليمبي عادل عبد الرحمن وقتها، لتخرج الجماهير لتؤكد أن لعنة الفراعنة أصابت باتشيكو بعد خروجه من القاهرة بشكل مفاجىء.
ثالثًا..جيسوالدو فيريرا:
مدرب الزمالك فى الموسم قبل الماضي ايضا حفر لنفسة مكانة كبيرة فى قلوب الزملكاوية فهو الذي أعاد البطولات للزمالك بعد فترة غياب دامت أكثر من 10 سنوات، نجح في تحقيق الثنائية الدوري والكأس، إلا أنه فى بداية الموسم الماضي خسر السوبر المحلي أمام الأهلي ليقع فى فخ الأزمات مع مرتضى منصور رئيس النادي الذى هاجمه بضراوة محملًا إياه خسارة البطولة.
استمر فيريرا فى قيادة الأبيض بداية الموسم المنصرم فى الأسابيع الثلاثة الأولى رحل بعدها فجأة بعد وصول الأمر بينه وبين رئيس النادى لطريق مسدود بالإضافة إلى عدم حصوله على راتبه الشهرى لمدة شهرين، ليقوم بالتوقيع لنادى السد القطرى.
ورغم الراتب الشهرى الكبير الذى كان يتقاضاه فيريرا مع السد القطري، إلا أنه فشل في قيادة الفريق بعدما ساءت نتائجه واحتل المركز الخامس بجدول الترتيب قبل الإقالة في فبراير الماضي، وهو ما جعل الجماهير تؤكد أن لعنة الفراعنة أصابت البرتغالى مانويل فيريرا.