تصر وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي على تعمد السماح بدخول مبيدات ترفض دخولها أكبر الدول مثل فرنسا وهولندا والسويد، ومنها مبيد "الجليفوسات"، الذي أكدت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان خطورة هذا المبيد الذي يستخدم في لمكافحة الحشائش الحولية والمعمرة في الموالح والفاكهة ذات النواة الحجرية والعنب.
واعتمد رفض الوكالات الدولية لأبحاث السرطان ومنظمات الصحة العالمية، لمادة الجليفوسات، على الأمراض العديدة التي يؤدي إليها هذا المبيد، والتي من أهمها أمراض الجهاز الهضمي مثل اضطرابات الهضم، الإسهال، والكلورتسريديا، ويرجع هذا لأن مادة الجليفوسات تمتص بقوة في التربة وتمنع نمو الجراثيم النافعة مما يؤدي إلى زيادة نمو الفطريات.
ويشمل هذا التأثير على الإنسان وعلى الحيوان أيضًا، كما أكدت دراسات عديدة أن مبيد الجليفوسات يتسبب في الإصابة بسرطان الدم والجلد والكلى والبنكرياس.
بينما بررت وزارة الزراعة ممثلة في لجنة الآفات والمبيدات، آمان مبيد الجليفوسات، الذى حذرت منه الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وأكدت الوزارة استخدام هذا المبيد المسرطن في مصر لمكافحة الحشائش المعمرة بالموالح والفاكهة ذات النواة الحجرية والعنب.
وأشارت الوزارة في بيان لها أن هذا المبيد يعتبر من أكثر المبيدات فعالية في هذا المجال، بل إنه يعد المبيد الوحيد الموصي به في مصر لمكافحة هذه الحشائش حتى الآن، لافتة إلى أن استهلاك مصر من هذا المبيد لا يتعدى 850 طنًا تمثل حوالي 0.13% من الاستهلاك العالمي الذي يزيد على 650 ألف طن مادة فعالة سنويًا.
وقال مصدر مطلع بوزارة الزراعة، إن الوكالة الدولية حذرت من 5 مبيدات مسرطنين، من ضمنهم مبيد «الجليفوسات» المسرطن، الذي يتم تسويقه تحت اسم «مونسانتو» أو «رواندوب»، بالإضافة إلى مبيدات «المالاثيون، والباراتيون، والديازينون، والبتراكلور فنفوس»، مؤكدًا أن تلك المبيدات خطيرة جدا وتتسبب في الإضرار بصحة الفلاحين الذين يستخدمون هذه المبيدات، حيث إنهم يستسببون في مخاطر الإصابة بالسرطان، وينتشروا عبر الرزاز أو تناول الأغذية.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن عدد المبيدات المسجلة بمصر تصل لـ 250 مبيد بحجم 11 ألف طن سنويًا، لافتا إلى أن حجم تجارة المبيدات حول العالم تصل لأكثر من 50 مليار جنيه، لحوالي 5 ملايين طن مبيدات يستخدمها العالم كله.
وأكد المصدر، أن وزارة الزراعة سمحت باستخدام مبيدات محظورة دوليا مثل «المالاثيون»، وتم حظرها دوليا لما تسببه من أمراض سرطانية وأورام خبيثة للإنسان، ورغم ذلك تصر وزارة الزراعة على أنه آمنة ولا توجد أية خطورة فيهما، لافتا إلى أن مصر لا تفرق بين سمية المبيد وقدرته على إحداث أورام سواء حميدة أو خبيثة، حيث إن «المالاثيون» أكثر المبيدات تسببا في حدوث الأورام.
وأشار إلى أن هناك العديد من المبيدات المهربة من إسرائيل والدول الآخرى، والتي تُعد من أخطر المبيدات المضرة على صحة المواطنين وعلى الغذاء، لافتا إلى أنه من أهمها مبيد التمك المسرطن والذي يظل بالنباتات بعد رشه بـ 6 شهور، ويعتبر من أخطر المبيدات سمية وضررًا، ومبيد بروميد الميثيل الممنوع دخول وتداوله عالميًا وفي مصر أيضًا بينما هو منتشر بشدة في أسواق بير السلم، ومبيد ريدوميل الإسرائيلي، ومبيد ريدوميل.