اختلاف الطباع.. يقّوي العلاقة أم ينشيء صدامًا

صورة ارشيفية

دارت مناقشة ثرية وهامة بينى وبين أحد الأصدقاء، هل الإنسان يختار شريك العمر الذى يشبه فى الطباع؟ وافتتحت نقاشى "أن المخدة متشلش اتنين حلوين" ذلك المثل الشعبى، الذى يأخذ الكثير منا معناه الظاهرى، لكنه يشير أن الطرفين من الصعب أن يكونا متطابقين، لأن الاختلاف سنة الحياة، حتى تسير مركب الحياة بسهولة.

وللأسف لا يفرق الكثير منا بين الطباع والميول، فننجذب ونبنى جسور الحب بيننا نتيجة اتفاقنا فى الميول فقد نتجمع على مشاهدة أفلام ذات طابع رومانسى أو أكشن، وتجمعنا هوايات وحب القراءة، أو الشعر والموسيقى، لنتفاجأ بعد الارتباط والدخول لقفص الزوجية، أن هناك اختلاف فى الطباع التى لا نستطيع تقبلها وتبدأ المشاكل.

أما أحد أصدقائنا تناول الأمر بشكل آخر أيا كانت طباعها جادة أو مرحة المهم لا تكون عنيدة، لا يوجد شخص نسخة من الآخر، بل نتوافق على الحد الأدنى الذى يثمر وتقوم عليه علاقة جيدة، واتفق معه فى الرأى صديق آخر وأنه لن يتقبل طبع التكبر والغرور، "أو تتنطط عليا".

وقال صديق آخر أفضل أن تشبهني في أغلب الطباع، ولو كان هناك بعض الاختلافات التى لا تؤثر على علاقتنا ببعض سواء عندي أو عندها، ممكن نستفيد من بعض فيها، وكل طرف فينا يكمل الطرف الثاني، المهم إن هذه الاختلافات لا تؤدى لصدامات، لأنه من المفروض أن من يفكرون فى الارتباط ينشدون أن يكونوا سعداء، وساعتها سنجد منطقة وسط بينا لحل الاختلافات.

كذلك يجب أن يتخلى الطرفين عن صفة الأنانية وإعلاء مبدأ التضحية والعطاء، حينها ستكون الاختلافات ميزة، ويقدر كل طرف منهم الآخر.

ورأى آخر أنه إذا ارتبط اثنين كلاهما عصبى سيصبح المنزل جحيم، وملئ بجو من التوترات العصبية، مما قد يؤثر سلبيا على نفسية أطفالهم، ونشوب العديد من المشكلات، نتيجة ذلك الطبع الحاد، لنجد أحدهم عصبى يتزوج أخرى هادئة أو العكس، حتى نستطيع امتصاص انفعالات بعضنا، وكما يقول المثل "تنحنى لحد ما الريح تعدى".

تشبهني في النقاط العريضة وليست نسخة منى، حتى يكون هناك أرض مشتركة نقف عليها، حتى نتجنب نقاط خلاف كثيرة، هذا ما قاله صديق آخر طرحنا عليه السؤال، أما الآخر فقد أحب خطيبته وجمعتهما الميول المشتركة، وقد تغير فى بعض الطباع بسبب حبه لها.

وكان رأى صديق آخر أن كلانا يأخذ من طبع الآخر، فالحب يغير من الطباع، وما أراه صحيحا من وجهة نظرى من الممكن أن لا يكون صحيحا، فلا توجد وجهة نظر قاطعة، كما أن كل طرف يجب أن يتعرف على البيئة المحيطة للطرف الآخر، من أصدقاء مقربين وأقارب ونقيم السلوكيات بينهم والتوجيه إذا لزم الأمر، فمن المهم أن أستمع جيدا حتى أغير من طباعى.

بينما رأى الجانب النسائى، أنه لا يهم الاتفاق أو الاختلاف فى الطباع، كلاهما يذوب فى بوتقة الحب، ليكون الرأى الموجز والناجز لسؤالنا الذى اتفق البعض فيه أن القدر اليسير من اتفاق الطباع يمكن أن يجعل مركب الحياة تسير.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
زلزال بقوة 4.3 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال أفغانستان