فاتن حمامة إحدى أيقونات السينما المصرية التى ظهرت على شاشتها منذ نعومة أظفارها أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب، وتعرف الجمهور على وجهها الملائكى فى فيلم "يوم سعيد"، وخطفت القلوب لتكتب شهادة نجوميتها وتكون بطفولتها البريئة بطلة بجانب نجوم الفيلم الكبار.
تحل اليوم الذكرى الثانية لرحيلها عن عالمنا إلا أنها حفرت فى وجدان المجتمع المصرى بالعديد من الروايات التى تحولت لأفلام سينمائية وثقت لواقع المجتمع المصرى، خاصة القضايا التى كانت تواجه المرأة آنذاك، لنجدها فيها ضحية أفكار وعادات، طرقتها فاتن حمامة من خلال أفلامها لتكون ناقوس وإنذار يهز عرش هذه العادات وأيضا القوانين.
"ولا عزاء للسيدات" تلك القصة التى كتبتها كاتيا ثابت، قدمت فيها فاتن حمامة شخصية "راوية" المرأة المطلقة الأم والعاملة التى يضعها المجتمع تحت المجهر ويراقب كل تصرفاتها، بنظرته الرجعية فالمطلقة فى مجتمعنا عار لابد أن يستتر، وكعادة المجتمع يقدس الإشاعات ويتجاهل الحقائق من دون فائدة تعود إليه، ويصدق المحب ويخذلها ليزيد شقاء تلك المرأة بدلا من أن ينصفها من هذا المجتمع.
فيلم "أريد حلا" مأخوذ عن قصة الكاتبة الراحلة حسن شاه، والمخرج الراحل سعيد مرزوق سنة 1975، وجاء بالمرتبة الـ 21 ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، الذى ناقش قضية حق المرأة في طلب الطلاق، والمطالبة بأن يكون لها مطلق الحرية في تقرير مصيرها، والتى جسدت فيه شخصية "درية" التى قادت بمشكلتها ثورة على قانون الأحوال الشخصية آنذاك بعد عرض الفيلم، فمن خلال المشهد الذي دار بين فاتن حمامة ووزير العدل، ليكون الفيلم أول من عرض لقانون الخُلع الذى أنصف المرأة المصرية، وحفظ كرامتها من العذاب الذى كانت تواجه فى أروقة المحاكم والثغرات القانونية وبطء التقاضي.
"دعاء الكروان" تلك القصة التى حملت صوت الأديب طه حسين فى تتر نهاية الفيلم، وجسدت فيه "آمنة" يد العدالة من وجه نظرها لتوقيع الجزاء العادل على "البشمهندس" الذى هتك عرض أختها "هنادى" وفقدت حياتها وظل هو حرا طليقا، ليصطاد فريسة أخرى، لأن المجتمع يوقع الخطيئة كاملة على عاتق الفتاة، فلا يحاسب إلا هى ويترك صيادها، لتسجل فاتن بهذا الفيلم علامة بارزة فى السينما المصرية.
"الأستاذة فاطمة" نقله فى حياة المرأة لخوض مضمار الأعمال التى اقتصرت على الرجال، حملت توصيلها الفنانة فاتن حمامة، من خلال مهنة المحاماه لتفتح مكتب تمارس فيه المهنة، ويعترض خطيبها لأنها مهنة تحتاج لقوة الرجال وصرامتهم لمواجهة المجرمين والسعى بين أروقة المحاكم، حتى يقع هو فى مأزق ويطلب منها الدفاع عنه وتثبت برائته، ايمانا منه فى رجاحة عقلها وذكائها التى تطلبها المهنة بجانب الصرامة، لتنجح وتكسر التابوه وتخرج المرأة بعد ذلك لجميع ميادين العمل.
أما "إمبراطورية ميم" كتبها إحسان عبد القدوس لتجد فيه فاتن حمامه رؤية جديدة لمشاكل المرأة ورصد إحسان لمشاعر هذه الأرملة الشابة "منى" ما بين مسئوليتها كأم لـ 6 أبناء تزداد مشاكلهم يوم بعد يوم، وحقها فى الزواج مرة أخرى، لتتغلب عليها عاطفة الأمومة لتعبر بهم بر الأمان.