اعلان

"أهل مصر" ينشر خريطة الصراع المصري الإسرائيلي على السدود والقنوات والممرات.. سد النهضة أخطر من القنبلة الذرية.. و"تيران" ممر مصري بحكم القضاء

الحرب بين مصر وإسرائيل انتقلت من المواجهة العسكرية وصراع المخابرات والتجسس إلى ساحة أكبر وأوسع، انتقلت إلى المستوى الاستراتيجي، والاقتصادي، والمحيط الجغرافي الأوسع، من أجل السيطرة على المنافذ والممرات البحرية، واكتساب الأطراف الأخرى من خلال المصالح الاقتصادي.

والصراع يشمل أسلحة قوية اقتصاديًا واستراتيجيًا، حرب الموانئ وتوفير خدمات لوجيستية، استخدمت أسلحة جديدة، قناة السويس الجديدة، في مواجهة مشروع القناة البديلة الإسرائيلية، تيران وصنافير في مواجهة سد النهضة.

وفي هذا السياق قالت مصادر لـ"أهل مصر" إن كل الاستشارات الهندسية أكدت أن أقصى ارتفاع قد تحتاجه إثيوبيا لتوليد الطاقة هو 15 مترا، فلماذا تم تصميم سد النهضة بارتفاع 71متر.

وأضافت المصادر، أن الهدف مزدوج لوضع مصر ومعها السودان تحت ضغط مزدوج، فارتفاع السد إلى 71 مترا معناه إمكانية حجز كميات مياه أكبر، بالإضافة على إمكانية حجز المياه بشكل شبه كامل بحجة ملأ خزان السد، وهذا هو الخطر الأول أو المستوى الأول من الضغط الاستراتيجي.

والمستوى الثاني حسب المصادر، هو في حالة انهيار السد أو نسفه فإن المياه سوف تجتاح السودان خلال ساعة واحدة، حيث يقع السد في أقصى شمال أثيوبيا وبالقرب من جنوب السودان، وسوف يصل تسونامي المياه خلال 3 ساعات فقط، إلى شمال مصر وساحل البحر المتوسط، في حالة انهيار السد بعد امتلاء خزانه، كاسحا كل ما هو على سطح الأرض ليلقي به في البحر، وهو ما جعل السد أخطر من القنبلة الذرية، بحسب التقدير الاستراتيجي اعتماداً على دراسات الجهات المصرية.

إسرائيل قدمت تمويلا للسد عبر سندات إسرائيلية تشير المعلومات إلى أن قيمتها 5 مليارات شيكل، و5 مليارات دولار، أصدرتها إسرائيل.

ووضعت إسرائيل خطة لتنفيذ مشروعها، لربط البحر الأبيض المتوسط من ميناء "أشدود" بالبحر الأحمر عبر ميناء "إيلات" بشق خط سكك حديدية سريعة، ووضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2014، حجر الأساس لميناء "أشدود" الجديد النواة الأولى للمشروع التي تنوى تل أبيب أن يكون بديلا لقناة السويس.  واستهدفت إسرائيل من خلال هذا المشروع ربط مدينة "إيلات" الساحلية على البحر الأحمر، بعدة مدن ساحلية مطلة على البحر المتوسط، من بينها "تل أبيب" و"حيفا" و"أشدود"، وذلك لنقل الركاب والبضائع ليكون بديلا ومنافسا قويا لقناة السويس. 

وقال نتنياهو "سنواصل العمل على تطوير جميع الموانئ في كل أنحاء إسرائيل، وسنواصل شق الطرق وإقامة سكك حديدية وربط النقب والجليل بجنوب إسرائيل".  الموانئ التي طورتها إسرائيل في وقت سابق اجتذبت السفن التي تمر من قناة السويس القديمة للدعم اللوجيستي، لتتزود بالوقود وكافة احتياجاتها واجراء عمليات الصيانة، مستغلة الوقت الذي كانت تقضيه انتظارا للمرور عبر القناة، فكانت السفن تتوجه مباشرة للموانئ الإسرائيلية ومنها إلى قناة السويس.  تطوير قناة السويس وإنشاء مراكز دعم لوجيستي جاء كخطة مواجهة مصرية، بدأت بحفر قناة السويس الجديدة، التي اختصرت وقت المرور من خلال اتاحتها لإمكانية تشغيل القناة من الاتجاهين وعدم اضطرار السف الانتظار لحين مرور القافلة المقابلة، وبذلك تم ضرب مخطط جذب السفن العابرة للموانئ الإسرائيلية، ومع انشاء مراكز الدعم اللوجيستي وتزويد وخدمة السفن بمنطقة القناة نفسها سيتم تأمين هذه الجبهة من الصراع تأمينا كاملا.  الحرب حرب أعصاب وضغط طويلة، وكل سلاح هجومي يقابله سلاح دفاعي، لجأت إسرائيل إلى البدء في شق قناة بديلة لقناة السويس رغم الصعوبة الشديدة التي قد تجعلها مستحيلة نظرا لصخرية المنطقة التي يمكن أن تحفر فيها القناة، واختلاف المناسيب في بعض المناطق وعدم صلاحية المنطقة، إلا أنها اتخذت إجراءات تمثيلية للضغط على مصر من خلال رسالة أنها بدأت في إجراءات الاستعداد لحفر القناة فعليا.  لم تفلح المحاولة الإسرائيلية وقوبلت بتصميم مصري على تطوير قناة السويس وتحويل المنطقة لمركز دعم لوجيستي وتجاري عالمي، فلجأت إسرائيل لورقة سد النهضة.  من خلال دفع إثيوبيا بواسطة منافسة إسرائيل لمصر في تحقيق مصالح اقتصادية لإثيوبيا وتوفير تمويل لمشروع السد ومنها تعاقد شركة "نِتافيم" الإسرائيلية مع شركة إنتاج السكّر الحكومية في أثيوبيا على تنفيذ مشروع ري بتكلفة 200 مليون دولار على مساحة 70 ألف دونم، علماً بأن دائرة الشركات التابعة لبنك "هبوعاليم" الإسرائيلي تمول المشروع. 

وفي ظل خلاف حول قضايا في المنطقة بدأت السعودية الدخول في حلبة الصراع وأفادت معلومات أنها عرضت تقديم 13 مليار دولار استثمارات لإثيوبيا في زيارة مستشار ملك السعودية في الديوان الملكي أحمد الخطيب لموقع سد النهضة الإثيوبي منذ شهرين تقريبا، الذي يُهدد مصر بالموت عطشاً وجاء ذلك بعد زيارة بنيامين نتنياهو لإثيوبيا في صيف 2016  الخلاف مع السعودية ليست له علاقة بالجزيرتين تيران و صنافير، فحقيقة الأمر انها تلوح بالجزيرتين كورقة ضغط على مصر كما ذهبت لإثيوبيا واعدة بمساعدات اقتصادية عظيمة، بحزمة استثمارات تصل لـ 13مليار دولار، لخلاف في جهات النظر حول سوريا واليمن. مشروع قناة "السويس" الجديدة رفع القدرة الاستيعابية للقناة 50%، وردا على الضغط الإسرائيلي احتاجت مصر لسلاح أقوى، تيران وصنافير. 

تيران وصنافير تخضع لاتفاقية كامب ديفيد، وعليها قوات حفظ سلام، تم فتح الملف، وتوقيع اتفاقية بترسيم الحدود، وقعها عن مصر رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، ولم يوقعها رئيس الجمهورية، وهو ما ينسفها دستوريا بشكل نهائي وقت الحاجة، السعودية التي لم تحدد المصادر لـ"بوابة أهل مصر" إذا ما كانت تلعب دورها بتنسيق، أم تلعب على سجيتها. فور توقيع الاتفاقية تقدمت السعودية بطلب للأمم المتحدة بسحب قواتها، وفي الوقت الذي استغرقته السعودية في تقديم طلبها وبت الأمم المتحدة وسحب قوات حفظ السلام من الجزيرتين، تم تصعيد الضغط الشعبي في مصر، وبدا الشارع يغلي بسبب تيران وصنافير وصدر الحكم النهائي بمصرية الجزيرتين وإلزام السلطة بالحفاظ عليهما بكل قدرات الوطن، وصعدت القوات المصرية على الجزيرتين وهو ما دفع السعودية نحو إثيوبيا في حركة بدت لا إرادية، ولكنها عادت وتعقلت. وهكذا يستمر ممر تيران مياه مصرية، في خطوة استراتيجية استباقية، ففي حالة شق إسرائيل لقناتها المزعومة فلن تمر السفن من ممر آخر غير تيران المصري وتدفع الرسوم، وذلك في حالة تشغيل القناة تشغيل تجاري بقى البحر الأحمر محل تنافس، وكخطوة استراتيجية استباقية أخرى أنشئ الأسطول الجنوبي، ليس تهديدا لأحد ولكن حماية حقوق مصرية .  وأخيرا أكدت المصادر لـ"بوابة أهل مصر": " أن النجاحات بدأت تتحقق، وسد النهضة مفاتيحه في تل أبيب والصراع شمالا وليس جنوبا، والضغط قد يصل إلى أي مستوى ممكن، والسد سيسير كما تريد مصر ، أو أن مصر لن تتجاهل أي خطر يهدد مصالحها، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤخرا ، "إنها مسألة حياة أو موت".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً