يختتم نائب الرئيس الاميركي مايك بنس، اليوم السبت، أسبوعا من الجهود الأمريكية في أوروبا التي تهدف لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة بشأن نوايا دونالد ترامب.
وبعد وزير الدفاع جيم ماتيس في حلف شمال الاطلسي، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون في اجتماع مجموعة العشرين في بون، سيقوم بنس خلال مؤتمر الامن في ميونيخ "بعرض الاولويات الاميركية في العلاقات بين ضفتي الاطلسي، باسم الرئيس" ترامب، كما قال مستشار دبلوماسي في البيت الابيض.
واضاف هذا المستشار "نحن هنا لطمأنة اوروبا بشأن دورها كشريك لا غنى عنه والتزامنا حيال حلفائنا"، وهي رسالة سينقلها بنس الى الاتحاد الاوروبي الاحد والاثنين.
يأتي خطاب نائب الرئيس الاميركي في ميونيخ بعد الالتباس الناجم عن تصريحات ترامب الذي قال ان الحلف الاطلسي "عفا عليه الزمن" قبل ان يؤكد للحلف دعمه، واشاد بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، والمح الى انه يأمل في تفكك الاتحاد. كما اطلق تصريحات تحدث فيها عن الحمائية والانعزالية.
وزادت من الالتباس دعوته الى تقارب مع روسيا قبل ان تعطي واشنطن الانطباع بانها تتراجع عن هذا الموقف مع استقالة مستشار الرئيس للامن القومي المتهم بالكذب بشأن علاقاته مع موسكو.
وقد اعترف السناتور الجمهوري جون ماكين بان ترامب "يناقض نفسه احيانا"، مؤكدا انه يجب الاهتمام "بما يفعله الرئيس اكثر مما يقوله".
وانتهز مسؤولون اوروبيون الجمعة فرصة الاجتماع السنوي للنخبة الدبلوماسية العسكرية في العالم في ميونيخ للتذكير بضرورة احترام القيم الديموقراطية والعلاقة بين ضفتي الاطلسي والحذر حيال روسيا.
وستكرر المستشارة الالمانية انغيلا ميركل هذه النقاط في خطابها السبت في ميونيخ.
وكانت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فان دير لاين عرضت موقف المانيا بالتفصيل. فقد حذرت الوزيرة الالمانية واشنطن الجمعة من اي خطاب يمكن ان يمس "بالتلاحم الاوروبي"، مؤكدة ان "اتحادا اوروبيا مستقرا يخدم المصلحة الاميركية".
وعلى غرار رئيسي بولندا واوكرانيا، شددت على خطر ايلاء روسيا فلاديمير بوتين ثقة مطلقة.
وحول القيم، ذكرت ان التعذيب غير مقبول لدى الغربيين، مشيرة الى تصريحات لترامب في هذا الشأن. كما قالت ان مكافحة الارهاب يجب الا تتحول الى "حرب ضد الاسلام"، في تعليق غير مباشر على مرسوم ترامب حول الهجرة الذي اعتبره كثيرون في اوروبا اجراء "معاديا للاسلام".
بدأ ماتيس وتيلرسون اعمال التمهيد لمهمة بنس، اذ شدد احدهما على اهمية الحلف الاطلسي بينما قلل الآخر من اهمية الاندفاع باتجاه تقارب مع موسكو وان كان ذلك يمكن ان يثير استياء الكرملين.
ربطت واشنطن رفع العقوبات المفروضة على روسيا بسبب النزاع الاوكراني، باحترام اتفاقات مينسك للسلام. وقال المسؤول في البيت الابيض "نبقى حازمين بشأن العقوبات".
وحول سوريا ايضا، لقي خطاب تيلرسون تقديرا من الاوروبيين اذ انه استبعد، كما قالت مصادر دبلوماسية، اي تعاون عسكري روسي اميركي طالما ان موسكو تقدم دعما غير مشروط لبشار الاسد.
والرسالة المهمة الاخرى التي سيحملها بنس الى ميونيخ هي تلك المتعلقة بتقاسم اكثر عدالة للعبء المالي في الحلف الاطلسي، وهو مطلب قديم تحرص عليه ادارة ترامب.
وقال المستشار في البيت الابيض "سنؤكد ان الولايات المتحدة تحترم التزاماتها داخل الحلف الاطلسي وسيدعو (بنس) بعض الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي الى تسريع وتعميق جهودها".
ورأى وزراء الدفاع الالماني والفرنسي والبريطاني ان هذا الموقف مشروع.
من جهته، انتقد رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر واشنطن لانها ترى العلاقات بين ضفتي الاطلسي من منظور النفقات العسكرية فقط.
وقال "اذا اضفنا ما يفعله الاوروبيون في مجال الدفاع والتنمية والقطاع الانساني (...) فان المقارنة مع الولايات المتحدة تتخذ منحى مختلفا تماما".