اعلان

بعد تراجع نيتنياهو.. "هاآرتس" تكشف 4 لقاءات سرية لإنهاء الاستيطان

نتنياهو
نتنياهو
كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن وثيقة سرية تضمنت استعداد نيتنياهو لحل وسط إقليمي على أساس حل الدولتين وكبح البناء في المستوطنات وكانت الوثيقة عبارة عن مسودة إعلان مشترك كان من المفروض أن يعلن عنه الإثنان في قمة القاهرة أو شرم الشيخ مع "الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبدالله الثاني ملك الأردن"، بعد ذلك بثلاثة اسابيع، كان من المتوقع أن تكون قمة مصر البداية لمبادرة سلام إقليمية، ونيتنياهو كانا ينويان بعد عودتهما إلى البلاد الإعلان عن مفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأكدت الصحيفة أن مضمون الوثيقة كان معروف للمسؤولين الرفيعين في حكومتي مصر والأردن، ورئيس حكومة بريطانيا السابق توني بلير، الذي كان على صلة بالمحادثات، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري وبعض مستشاريه.

وكشفت الصحيفة كواليس ما قبل الوثيقة وتضمنت الكواليس.

1-اللقاء السري في روما

في 26 يونيو ألتقى نيتنياهو مع جون كيري على وجبة عشاء في مطعم "فاير لويجي" في روما، واستمر هذا اللقاء ست ساعات، وقال مصدر أمريكي رفيع المستوى، كان مطلعًا على تفاصيل هذا اللقاء، والذي طلب عدم ذكر اسمه، تحدث عن الحوار بين الإثنين، وفقًا للصحيفة.

وسأل كيري نيتنياهو: ما هي خطتك مع الفلسطينيين؟ ما الذي تريد أن يحدث الآن؟

رد "نتيناهو"، أريد السير في مبادرة إقليمية مع الدول العربية على أساس خطة "النقاط الخمس" التي اقترحتها في قمة العقبة قبل ذلك بأربعة شهور.

وقال كيري لنتنياهو، إن الخطوات التي يريد القيام بها غير كافية لجعل دول عربية مثل السعودية والإمارات تنضم إلى مبادرة السلام الاقليمية، مضيفًا أنه لا يوجد مسار للعودة إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، ولا يوجد مسار للدول العربية، لقد وصلت إلى سقف الزجاج فما هي خطتك؟.

واقترح كيري، على نيتنياهو في لقاء روما، مبادرة إقليمية معدلة للمبادرة التي اقترحها في العقبة قبل أربعة أشهر، وقال كيري لنتنياهو إن الخطوة المعدلة التي يقترحها ستستبدل مبادرة السلام الفرنسية وتشمل العنصر الإقليمي الذي رغب فيه رئيس الحكومة جدًا.

كيري قال لنتنياهو إن إسرائيل والفلسطينيين لن يكونوا ملزمين بتبني هذه المباديء، ويمكنهم التحفظ منها بشكل علني، ولكن عقد القمة سيؤدي إلى استئناف المفاوضات المباشرة وإيجاد قناة للحوار مع دول عربية تشمل النقاشات حول الترتيبات الأمنية الإقليمية التي تريدها إسرائيل، واعتراف دول عربية وغربية كثيرة بالمباديء الهامة بالنسبة لنتنياهو مثل الاعتراف بالدولة اليهودية.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو لم يرد بالايجاب على اقتراح كيري، وفي نفس الوقت لم يرفضه، بل قال إنه سيفكر في هذا الأمر، وعلى الرغم من ذلك، بعد يومين من اللقاء مع نتنياهو في روما اتصل كيري برئيس المعسكر الصهيوني إسحق هرتسوج، وشريكته في قيادة الحزب تسيبي ليفني، وأطلعهما على محادثاته مع نتنياهو وعلى المبادرة التي اقترحها على رئيس الحكومة، وفحص معهما إمكانية الانضمام إلى الائتلاف.

ووفقًا لـ"ها آرتس" ففي شهر يوليو، بعد اللقاء مع كيري في روما بأسبوعين، وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى القدس بشكل مفاجيء، وكانت هذه هي الزيارة الأولى لوزير خارجية مصري منذ عشر سنوات، وقد سبقتها عدة زيارات لمبعوث نتنياهو إسحق مولخو في القاهرة، إضافة الى اللقاء مع نتنياهو، ألتقى شكري مع إسحق هرتسوغ أيضًا.

وقالت الصحيفة إنه في الأسابيع التي عقبت ذلك، تراجعت المحادثات الدولية، خصوصا بسبب العطلة الصيفية في أوروبا والولايات المتحدة، ورغم ذلك استمر كيري في محادثاته الهاتفية في كل أسبوع مع نتنياهو ومع جهات كثيرة في المنطقة.

ووفقًا للصحيفة أنه في 21 أغسطس اتصل كيري مرة أخرى مع هرتسوج وليفني، وقال لهما إنه ينوي المجيء إلى مصر والسعودية بعد بضعة أسابيع في محاولة أخيرة لعقد مؤتمر سلام إقليمي اعتمادا على المباديء التي اقترحها على نيتنياهو في العقبة وروما.

ووفقًا لمعلومات الصحيفة قال كيري لهرتسوج وليفني إنه يؤمن بنجاحه في إحضار نيتنياهو وعباس ودول عربية، بما فيها السعودية، إلى هذا المؤتمر وأنه إذا عقد هذا المؤتمر فهو سيشكل تغيير تاريخي في المنطقة في هذه المرحلة وصل كيري إلى النقطة الأساسية في الحديث وهي "أ،ه" لايريد التدخل في سياسة إسرائيل.

وأكدت الصحيفة أن ليفني لم ترفض أقوال كيري، لكنها شككت في نوايا نيتنياهو، وهرتسوج الذي شك في قرار نيتنياهو أيضًا لكنه أبدى استعداده لفحص الاقتراح إذا حصل على مؤشرات من دول المنطقة بأن الحديث يدور عن خطوة جدية.

2-بدء المفاوضات

وقالت الصحيفة أتصل نتنياهو مع هرتسوغ وقال رئيس الحكومة إنه يريد مرة أخرى السير في مبادرة إقليمية مع الرئيس المصري السيسي، ويريد معرفة إذا كان هرتسوغ على استعداد لفحص إمكانية الإنضمام إلى حكومة وحدة.

وأشارت الصحيفة لشك هرتسوغ طلب أن يُسمع بشكل مباشر من مصر والأردن الموافقة علي القمة وأن يحصل علي اقتراح نيتنياهو خطيًا، وبالفعل تم الاستجابة إلى ذلك ووصل مبعوث رفيع المستوى من مصر ووافق الرئيس المصري ووافقت الأردن هاتفيًا وأرسل نيتنياهو الاقتراح خطيًا.

ووفقًا لتقرير الصحيفة جرت محادثات بين نتنياهو وهرتسوج، طلب فيها الأخير إدخال بعض التعديلات على الوثيقة، التعديل الأول كان رفض هرتسوج لطلب نيتنياهو مصطلح "بناء حكومي" إلى الإعلان المشترك، كما طلب تجميد البناء في خارج الكتل، والنقطة الثانية في الوثيقة تحدثت عن تغيير سياسة إسرائيل في المناطق ج في الضفة الغربية، حيث تسيطر إسرائيل هناك أمنيًا ومدنيًا، والسماح للفلسطينيين بالبناء هناك والتطوير الاقتصادي الواسع، ووافق نيتنياهو على توضيح هذه النقطة، أما النقطة الثالثة فتمثلت في أن يضاف للوثيقة مصطلح "دولة فلسطينية مع تواصل جغرافي"، لكن نتنياهو تحفظ من ذلك.

3-السفر سرًا إلي القاهرة

وقالت الصحيفة إنه قبل سفر نيتنياهو، إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة تم التوصل إلى اتفاق نهائي حول صيغة الإعلان المشترك، وكان الهدف هو أنه بعد عودة نتنياهو من نيويورك سيسافر مبعوثه مولخو إلى القاهرة، وكانت الخطة هي أن يذهب نيتنياهو وهرتسوج سرًا إلى القاهرة وعقد مؤتمر صحفي مع الرئيس السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني، وأن يلقيا الإعلان المشترك الذي سيشكل أساس انطلاق المبادرة الإقليمية برئاسة مصر والأردن ومشاركة دول عربية.

بعد ذلك بيومين التقى نتنياهو في نيويورك مع وزير الخارجية جون كيري وقد أبلغ كيري، نيتنياهو عن لقاء وزراء خارجية الرباعية "الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي" الذي عقد قبل ذلك ببضعة أيام بمشاركة وزير خارجية السعودية عادل جبير.

و خرجت الوثيقة كالتالي:

نحن نشكر الرئيس السيسي على استعداده للعب دور ناجح من أجل السلام والامن في المنطقة، واستئناف العملية السلمية.

إسرائيل تسعى إلى وضع نهاية للصراع وإنهاء جميع المطالب، والحصول على اعتراف متبادل بين دولتين قوميتين، مع ترتيبات أمنية متواصلة وحل جغرافي متفق عليه يعترف ايضا بالمراكز السكانية القائمة.

في إطار السعي للسلام إسرائيل تمد يدها للفلسطينيين وتطلب إجراء مفاوضات ثنائية مباشرة دون شروط مسبقة.

إسرائيل تنظر بشكل إيجابي لروح مبادرة السلام العربية والعوامل الإيجابية فيها.

في سياق استئناف جهود السلام فإن نشاط إسرائيل في مستوطنات "يهودا والسامرة" سيتم في إطار يمكن من حدوث النقاش الإقليمي للسلام، ويمكن من تحقيق هدف الدولتين لشعبين.

تعمل إسرائيل مع السلطة الفلسطينية على تحسين الوضع الاقتصادي بشكل كبير، وكذلك التعاون الاقتصادي، بما في ذلك في الميدان، وتعزيز التنسيق الأمني.

4-ما بعد كتابة الوثيقة

وبعد ذلك بيومين توفي الرئيس السابق شمعون بيرس، وخلال بضعة أيام لم تحدث أي اتصالات حول الموضوع بين نيتنياهو وهرتسوج، وبعد رأس السنة تم استئناف المحادثات بين الطرفين، لكن أقوال مختلفة بدأت في الوصول من نيتنياهو.

و قالت الصحيفة، إن مولخو ورئيس الطاقم في مكتب رئيس الحكومة يوآف هوروفيتس ونتنياهو نفسه أوضحوا لهرتسوج أنهم يريدون الانتظار إلى ما بعد انتهاء أزمة البؤرة غير القانونية عمونة، التي يفترض أن يتم إخلاءها في نهاية ديسمبر.

وأكدت الصحيفة أنه منذ ذلك الحين كان واضحًا لهرتسوج ومقربيه أن نتنياهو تراجع، وأن فرصة تحريك المبادرة الإقليمية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً