قالت الأندبندنت البريطانية إن السعوديين يبحثون عن وسيلة للخروج من حرب مكلفة في اليمن، مشيرة إلى تصاعد الخسائر العسكرية للقوات السعودية.
وقالت الصحيفة على الرغم من تراجع شعبية الحرب السعودية على اليمن تصاعدت الخسائر العسكرية بالنسبة لها، كما يقال رسميًا أن 300 من جنودها لقوا حتفهم في الحرب مع اليمن.
و أشارت الصحيفة أن هناك تحرك سعودي نحو الخروج من اليمن،وبعد عام تقريبًا من التدخل العسكري في اليمن بقيادة السعودية، طغى على النجاح النسبي للرياض في وقف الحوثيين وحلفائهم تقدم تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي داخل المناطق المحررة.
وقالت الصحيفة إن غياب مشروع مشترك بين مختلف الفصائل الحوثيين، التي جمعها فقط المال السعودي، خلق فراغا في السلطة، كما أن هذا الفراغ يهدد استقرار كامل للشرق الأوسط.
ورأت الصحيفة أن المملكة وشركاءها في التحالف، يبحثون في استراتيجية خروج لإنهاء الحملة المثيرة للجدل، في واحد من أفقر البلدان في العالم العربي.
وأضافت الصحيفة أن الهاجس السعودي فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني في اليمن، كان دون شك من أهم دواعي التدخل العسكري للمملكة في اليمن، وكان أول أهدافها من خلال هذا التدخل، القيام بإصلاحات برئاسة عبد ربه منصور هادي، الذي أزيح من السلطة بعد سيطرة الحوثيين.
ونقلت الصحيفة عن آدم بارون، الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله إنه "كان هناك نجاح نسبي في وقف الحوثيين؛ فمن الناحية العسكرية خسروا مناطق في تعز وفي وسط البلاد، لكن هذه النتائج كلفت التحالف أكثر مما كان ينتظره".
ووفقًا للصحيفة فإن ما يثير انزعاج السعودية هو الفوضى التي انتشرت في المناطق الموالية لها، مثل عدن التي تم تحريرها منذ ستة أشهر وهي الآن تشهد عمليات ضد تنظيم القاعدة، وهو ما ينطبق على معظم المحافظات الجنوبية للبلاد، وعلى كامل الشريط الساحلي تقريبًا.
ورأى بارون أن حالة اليمن الآن أسوأ من العام الماضي، حيث تمكنت قوات التحالف من طرد الحوثيين، ولكن لا توجد قوة للدولة لتحل محلها، فالخطر الأكبر بالنسبة لليمن.
وأوردت الصحيفة أنه حسب الأمم المتحدة، خلّف الصراع في اليمن منذ بدء التحالف الذي تقوده السعودية، حوالي ستة آلاف و200 قتيل، نصفهم من المدنيين. كما أن حوالي 2.7 مليون يمني، اضطروا إلى مغادرة منازلهم والنزوح إلى مناطق داخل اليمن أو خارجها، لا سيما السعودية أو الهجرة عبر البحر، فيما لجأ القليل منهم إلى أوروبا.
وقالت الصحيفة إن الخطر يبدو واضحًا، فالحوثيون يقومون بالردّ على القصف الجوي للتحالف، بهجمات على الحدود السعودية، وهو ما تسببت في سقوط نحو 100 قتيل داخل المملكة.
وأضافت الصحيفة أنه نوعا ما، مثلت الهدنة التي تم التوصل إليها في منتصف مارس، من خلال وساطة من زعماء القبائل في المنطقة،علامة أولى تبين أن الرياض تبحث عن سبل لإنهاء الحرب التي لم تعتقد أبدا أنها ستتواصل كثيرًا.
ويرى بارون أن هذه الخطوة إيجابية نوعا ما، لكن الوضع يحتاج إلى الدفع بالمسار السياسي إلى الأمام، وأن جميع الأطراف تريد إنهاء الصراع.
وأشار بارون إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي زادا من الضغط على الرياض؛ بسبب القلق من تقدم تنظيم القاعدة، كما أن هناك خشية من المخاطر التي يمكن أن تلحق بالسعودية، إضافة إلى أن اليمنيين يرون كيف أن بلدهم بدأ يسقط في الهاوية.
لكن بارون الذي تحدث عن غياب حماس الحكومة اليمنية بشأن المفاوضات وعدم تعاونها مع مختلف الفصائل اليمنية، لخص الوضع الحالي بالقول بأنه "من السهل أن نبدأ الحرب، لكن من الصعب إنهاؤها".
و أكدت الصحيفة أن السعودية حاليًا تبحث عن منفذ من خلال حلفاؤها للخروج بأقل خسائر من المستنقع اليمني، حيث طلبت من الجزائر المشاركة في عملية لحفظ السلام في اليمن، ولكن الجزائر رفضت إرسال قواتها للانضمام إلى التحالف العربي.
و قالت الصحيفة أن السعودية تريد أن تضع حدًا للحرب وعادت الجزائر للنظر في الاقتراح، ولكن في الوقت الحاضر، الشعور هو واحد من الرفض.