"الرنجة "و"الفسيخ"، كغيرها من السلع التي لم تسلم من قطار الأسعار، الذي يرفض بشكل قاطع التوقف عن الصعود المستمر، في الوقت الذي إعتاد المصريين على تناول كميات كبيرة من الاسماك بأنواعها المختلفة، خاصة في أعياد الربيع التى تتواكب مع أعياد الأقباط.
في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات الإستهلاك من جميع شرائح الشعب المختلفة، الامر الذي يلقي بظلاله على مستوى الاسعار طبقا لقانون العرض والطلب، وفي هذا التقرير نلقي لمحة بسيطة عن الأسعار مع التعرف على دور الدولة في توفير السلعة بمجمعاتها.
قال مجدي السيد، مسئول المجمعات الاستهلاكية التابعة للقابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين والتجارة إن المجمعات توفر كميات كبيرة من الرنجة والفسيخ والأسماك المدخنة، بمختلف الفروع، موضحًا أن أسعار السلعة في متناول المواطن العادي والمتوسط وترضي جميع الاذواق.
وعن الأسعار أشار مسئول المجمعات، انها تتراوح ما بين 28 جنيه الى 45 جنيه للكيلو، منوها أن جميع الأصناف موجودة بالمجمعات وتوجد ايضًا أصناف فاخرة معروضة تتراوح أسعارها ما بين 50 الى 70 جنيه للأصناف الفاخرة.
وأكد على أن المعروض يكفي احتياجات السوق وخاصة في أيام الأعياد واحتفالات شم النسيم.
ومن الجدير بالذكر ان أسعار الرنجة والفسيخ تباع بالأسواق في متوسط يبدأ ما بين 45 إلى 120 جنيه للأصناف الفاخرة، وشهدت الأسواق إقبال محدود في ظل ارتفاع الأسعار المتواصل.
ومن جانبه قال الدكتور نادر نور الدين المستشار السابق لوزير التموين، إن تصدير الاسماك المنتجة محليا هو السبب الرئيسي في ارتفاع أسعارها، موضحا أنه كان من باب اولي توفير احتياجات السوق المحلي اولًا وبعد ذلك يتم التفكير في التصدير.
وطالب نور الدين في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، الحكومة بالتوسع في انشاء المزارع السمكية وعدم الاعتماد بشكل أساسي على المستورد في توفير احتياجات السوق المحلي، متسائلا كيف لرب أسرة مكونة من 5 افراد أن يستطيع توفير عدد اثنين او ثلاثة كيلو من انواع السمك المختلفة في عيد الربيع في ظل الصعود المتواصل لأسعار الأسماك.
وشدد نور الدين على ضرورة استغلال الموارد المتاحة لدى مصر من البحيرات والبحار فضلا عن نهر النيل وما يحويه من خيرات يجب الحفاظ عليها وتنميتها بشكل عاجل لسد الفجوة الغذائية في الوقت الذي نستورد ما يقارب من 70% من احتياجاتنا من الخارج.
ومن جانبه حذر اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك، مرضى السرطان من تناول الفسيخ والرنجة في شم النسيم، حيث أن الأسماك الزيتية تقلل من تأثير العلاج الكيمياوي.
وشدد يعقوب في تصريحات صحفية له اليوم على ضرورة ابتعاد الأطفال والحوامل والمرضعات نهائيا عن تناول الفسيخ، خاصة الذي يتم شراؤه من خارج البيت، بالإضافة إلى مرضى الكلى والكبد وقرحة المعدة ايضا عدم تناوله.
وطالب يعقوب المواطنين بتناول الخبز البلدي مع الفسيخ لأنه يحتوي على الردة، موضحًا أن تناول الردة يعطى الإحساس بالشبع، كما أن الخبز البلدي غنى بالمعادن والألياف التي تساعد على الهضم.
وشدد على تناول البقدونس والبرتقال والموز والكنتالوب بعد أكل الفسيخ، حيث إن هذه الاكلات غنية بعنصر البوتاسيوم، فتتساعد على إخراج الملح من الجسم.
وحذر من شرب المياه الغازية، التي تساعد على احتباس الماء بالجسم، وايضًا يفضل المشروبات الطبيعية مثل الكركدية أو شرب الشاي الأخضر مع النعناع أو الزعتر أو القرفة، حيث يساعد على تطهير المعدة من اي ميكروبات او جراثيم
وأشار يعقوب الى أن نشرات التوعية المنشورة على موقع الجهاز، تحتوى على بيان للقيمة الغذائية العالية للأسماك بصفة عامة باعتبارها مصدر للفسفور والبوتاسيوم وأوميجا 3 وبيان فائدة هذه المعادن والفيتامينات فى خفض مخاطر الإصابة بعدد من الأمراض وفقا للآراء الطبية المعتمدة.