حواديت "أهل مصر".. الحب في الوقت الضائع

صورة تعبيرية

تخطيت العام الأربعين اليوم، وسط دعوات من أمى وأبى وإخوتى أن أكون العام المقبل فى بيتى مع زوجى وأسرتى.

نفس الدعوات التى أتلقاها منذ عشرين عامًا.. تعودت على حياتى، ولم يعد يهمنى أن يأتى الزوج أو لا يأتى، فالأمر في النهاية نصيب بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن ما يهمنى الآن وأبتعد عنه أننى أرى همهمات زميلاتى فى العمل، وخوفهن منى عند ارتباطهن، فهن يوجهن لىّ الدعوة فى مناسباتهن على استحياء لأننا زملاء عمل.

فكرت أحيانًا كثيرة ألا ألبى تلك الدعوات حتى لا أسمع نفس الكلمات المكررة فى كل مرة: "أنت جميلة جدًا.. وهو الرجالة معندههش نظر ولا إيه؟.. ولا إنتى اللى بترفضى الكل وشروطك صعبة؟.. طب إنتى عاوزة واحد مواصفاته إيه؟.. طب إنتى ليه لحد دلوقتى متجوزتيش؟".

كل خطوبة وفرح أسمع نفس الكلام ونفس الأسئلة ونفس "مصمصة الشفايف"، لست أحتاج شيئًا من أحد، وأرفض الشفقة، وأهرب من نظراتهم، كل ما أريده هو أن يتركني الناس في حالى.. أنا على قدر كبير من الجمال والحمد لله، كما يشهد الكل، لكننى حتى الآن لم ألتقِ بذلك الرجل الذى يقنعني بالارتباط به.. كل من تقدم لى رجال محترمون، ولكن جميعهم حضر إليّ بعد ترشيحه لى من أحد الأقارب أو من طرف إحدى صديقاتي ومعارفي أو حتى أشخاص قابلتهم صدفة في إحدى المناسبات، حتى كرهت الأمر كله.. لم يقترب منى أحد لأنه أحبنى أو لأنه أرادنى أنا لشخصي.. كيف أتزوج رجلًا كل ميزتى لديه أننى جميلة؟.. كيف أتزوج رجلًا لا أشعر ناحيته بأى عاطفة؟.. هذا ظلم، نعم أنا لا أترك الفرصة لأحد أن يقترب مني أكثر من اللازم، ولا أعطى نفسي مساحة من اللهو كما أشاهد حولى من الفتيات، ولكن كنت كذلك أشاهد كوارث ما بعد اللهو.

هل أنا معقدة؟.. أم كما تقول لى أمى "إنتى ملكيش فى الرجالة ولا فى الجواز والاستقرار، وعايزه تعيشى حرة نفسك".

حقًا كنت أراقب عن كثب واهتمام تجارب صديقاتى اللاتى عشن قصص حب حقيقية، وكنت أغير منهن، وأتمنى أن يوفقنى الله مثلهن، ولكن حقًا لم تمر عليّ قصة حب واحدة استمرت للنهاية.. كنت أرى جمالى نقمة، وليس نعمة، فمجرد دخولى أى مكان أو حضور أى مناسبة كانت تنهال على والداى بعدها عروض الزواج... ماذا عرفوا عنى حتى يتهافتوا علىّ؟.. هو شكلى فقط ما يجعلهم هكذا؟.. هل أتزوج من أول شخص يطرق بابى الآن، لأن العمر يجرى أم أظل أنتظر حتى أجد من أحبه ويحبنى؟

الرد

أحيانًا الجمال الزائد حقًا يكون نقمة على صاحبته، لأنه يعطيها شعورًا بأن هناك الكثير والكثير ممن سيتقدم لها، وأن الأفضل لم يأتِ بعد.

ولكن أعتقد فى وضعك أنك كذلك أفرطتِ فى البحث عن العاطفة، فى ظل شخصية لا تسمح لأحد بالاقتراب منها كما وصفتِ.

أعتقد أنه الوقت المناسب أن تسمحى بالاقتراب من أحدهم، ويكون مناسبًا لك، وتتركى بعض المساحة من التفاهم معه.. الرجال دائمًا حقًا ما يبحثون عن الجمال، ولن تستطيعى أن توقفى ذلك، فخذى منهم ما يتفق مع أفكارك وطموحاتك فى الحياة، ومن يوفر لك على الأقل حياة كريمة، وتجدين معه بعض التوافق النفسي.

لا أريد أن أقول لك إن الوقت لم يعد فى صالحك، ولكنى أذكرك بأنك هكذا تحرمين نفسك من حياة سوية، ومن فرصة للاستقرار والإنجاب.. انظرى لمن يتقدم لك بعين الاهتمام قليلًا، وحاولى أن تختارى من ترتاح له نفسك على الأقل، وقد تجدينه إنسانًا جيدًا يستحق الحب والاحترام، فليست كل البيوت مبنية على قصص الحب والرومانسية، وثمة زواجات كثيرة قامت على الزواج التقليدى مع حسن اختيار السشخص والعائلة، وتمم الله فيها التوفيق عن زواجات عديدة بدأت بقصص حب رهيبة وانتهت فى أروقة المحاكم.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
البنك المركزي يقرر تثبيت أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض.. للمرة الخامسة على التوالي