في ظل تفاقم أزمة السكة الحديد المصرية، التي أصبحت تشكل نوعًا من الخطورة على أرواح المصريين، نتيجة لما تشهده هذه المنظومة من تعدد لحوادث، بداية من وجود اعطال وصولًا إلى الاشتعال والانقلاب عن خط السير والتصادم، وكان آخر الحوادث التي تعرض لها ركاب القطارات، اشتغال قطارVIP، متجه من القاهرة إلى أسوان الأسبوع الماضي، هذا بالإضافة إلى تعرض هيئة السكة الحديد إلى خسائر كبيرة حسبما قال وكيل لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان، وذلك عكس ما قاله رئيس شركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة مؤخرًا، أن السكة الحديد حققت مكاسب عالية.
وتقدم النائب محمد عبد الله زين الدين، وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، بسؤال للدكتور هشام عرفات، وزير النقل، بشأن سداد الديون المتراكمة على هيئة السكة الحديد، موضحًا أن هذه المنظومة تعانى من خسائر متراكمة منذ عام 1989 وصلت إلى 43 مليار جنيه، في حين أنها تشكل مصدر هام للمواصلات ويستخدمها حوالي 500 مليون راكب سنويًا، ولا يجب أن تتوقف خدماتها.
وأوضح أن هناك تأخير في تنفيذ قرار حصول وزارة النقل على موافقة من وزارة المالية لتحمل 8.5 مليار جنيه من الديون المتراكمة على السكة الحديد، نتيجة لقروض قيمتها 11.8 مليار جنيه، بالإضافة لفوائدها من بنك الاستثمار القومي، مشيرًا إلى أن مجلس الوزراء أقر بإن تتحمل وزارة المالية الديون المتراكمة على هيئة السكة الحديد حتي عام 1996، ولكن لا يوجد تنفيذ على أرض الواقع حتي الآن.
وفي 2 مايو الجاري، قال اللواء رفعت حتاتة، رئيس شركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة، أن الشركة حققت إيرادات خلال 2016 قدرها 100 مليون جنيه عن العام السابق، بالإضافة إلى إنه تم توفير 5000 فرصة عمل خلال ذلك العام.
وأوضح أن الهيئة تقوم في الوقت الحالي بتنظيف القطارات بالمحطات والورش، بالإضافة إلى إنه تم إنشاء إدارة للجودة، للتأكد من نظافة القطارات والمحطات، وذلك بنًاء على توجيهات وزير النقل، موضحًا أن السكة الحديد تمتلك 15 مغسلة لتنظيف الجسم الخارجي للقطارات بالمواد الكيماوية.
وبالنظر إلى أرض الواقع، سنجد أن منظمة السكة الحديد لا تعاني فقط من تراكم الديون، بل الأمر أخطر من ذلك، حيث تعرض أحد القطارات المتوجهة من القاهرة إلى أسوان لحريق، منذ 5 أيام، نتيجة لحدوث ماس كهربائي، أدي إلى توقف حركة قطارات الصعيد، واستطاعت قوات الحماية المدنية السيطرة على الحريق.
وفي الرابع من مايو الجاري، لقي شخصان مصرعهما في حادث تصادم قطار بضائع بسيارة تصادف عبورها مزلقان "الهوارية" بالإسكندرية، وتم نقل جثتي الضحايا إلى مشرحة كوم الدكة، وأخطرت النياية بذلك لبدء التحقيق في الواقعة.
وفي الـ 30 من أبريل الماضي توفي صاحب عربية "كارو" البالغ من العمر 75 عامًا، بعزبة السماني، دائرة مركز شرطة رشيد في البحيرة، نتيجة تصادم أحد القطارات بالعربة الكارو الخاصة به، وتم نقله إلى مشرحة مستشفى رشيد العام، وورد تقرير مفتش الصحة التابع للمستشفي يفيد أن سبب الوفاة هو نزيف بالمخ وتهتك بالرأس وكسر بالذراع والساق الأيسر وقطع بالجهة اليمنى أسفل البطن.
ولم تكن هذه هي الواقعة الوحيدة التي تعرض لها أحد المواطنين في شهر أبريل الماضي، حيث شهد يوم 22 على أصابة عائلة مكونة من زوج وزوجة وابنه، نتيجة لاصطدام السيارة التي كانوا يستقلونها بجرار قطار اسكندرية - مطروح بمنطقة عزبة الرحمة.
وتوقفت حركة القطارات الخاصة بخط القاهرة – بورسعيد، نتيجة لخروج قطار الركاب الذي يحمل رقم 185 عن القضبان، بمحافظة بورسعيد، أثناء رحلته قادمًا من سوهاج إلى بورسعيد، وكان ذلك في الثامن عشر من أبريل.
وفي الثاني من أبريل، لقي 3 أشخاص مصرعهم فيما أصيب آخر إثر تصادم سيارة ربع نقل بقطار عند مزلقان أبنود التابع لمدينة قنا، وتم نقل الجثث إلى مستشفى قفط التعليمى والمصاب إلى مستشفى قنا العام فى حالة سيئة.
وفي الـ 15 من فبراير، شهدت مدينة السنطة بمحافظة الغربية على خروج جرار قطار "إسكندرية الزقازيق" عن القضبان وانحراف مساره، مما أثر الرهبة في قلوب الركاب.
وفي الأول من يناير الماضي، خرج القطار رقم 488 عن القضبان بمحطة "نشرت" للسكك الحديدية بقلين، وتسبب ذلك فى حدوث حالة من الرعب والفزع بين الركاب، ولكنه لم يسفر عن أي إصابات.
وكان عام 2016 هو أيضًا شاهد على تعرض منظومة السكة الحديد إلى العديد من الحوادث، منها خروج القطار رقم 548 القادم من طنطا إلى القاهرة عن القضبان بمنطقة شبين الكوم القديمة، وأسفر ذلك على إصابة 5 أشخاص، بالإضافة إلى إصابة الركاب بالذعر الشديد.
وفي الأول من يوليو الماضي، شهدت حركة القطارات بين أسوان والقاهرة، إلى التوقف بشكل جزئي، نتيجة لاشتعال النيران في جرار القطار رقم 880، ووقع الحريق خلال تواجد القطار أمام محطة الشراونة شمال مركز أدفو شمال أسوان.