مر العمر أمامها لحظات.. وتجمدت الدماء في جسدها وهي ترى المكان التي وضعت فيه كل أحلامها، وزهرة شبابها.. يحترق في ثوان معدودة.. كل ما جال بخاطرها هو أن تحافظ على ما تبقى من انسانيتها وفلذة كبدها.
صراخ وعويل وحالة عصبية انتبات الزوجة المكلومة وهي تحاول أن تلتقط طفليها من وسط النيران، صوت أنفاسها المتسارعة كان يسيطر على تفاصيل اللحظات الصعبة، حتى تمكنت من إنقاذ طفليها، الذين لا يزالا في عمر الزهور.
الزوج حتى الآن غائب عن المشهد الحزين، أسرة صغيرة معرضة بين ليلة أو ضحاها أن تفترش العراء أو أن تكون في خبر كان، بعدما ضاقت السبل في وجه الزوج، بسبب ضيق الحال والخلافات التي لا تنتهي لتوفير متطلبات الأسرة، وضيق المكان في شقة أشبه بعلبة الثقاب – 65 مترا – ارتدى الزوج عباءة الشيطان الذي سول له أن يتخلص من الأسرة ومن شقة الزوجية، بعدما ضاقت نفسه، وضاق حاله ولم يعد يشعر أنه رجل قادر على تلبية احتياجات الأسرة، تعددت الخلافات مع زوجته، فقرر أن يشعل النيران في الشقة، وبدأ بغرفة الأطفال، ولكن الرعاية الإلهية أنقذتهما.
هرب الزوج، بعد أن رأى النيران تحاصر المكان، وترك أسرته تواجه مصيرها إما بالموت أو بالحياة.
أمام رئيس مباحث النوبارية بالإسكندرية، سبقت الأم دموعها تحكي عن مآساتها مع زوجها الذي كان دائم الخلاف معها، بسبب قلة المال في مقابل متطلبات الحياة الكثيرة، حيث إنه لا يعمل، ولا تجد الأسرة في كثير من الأحيان قوت يومها، فقام بإشعال النيران في الشقة، وهرب.
على الفور انتقل مأمور وضباط القسم وقوات من إدارة الحماية المدنية وتم السيطرة على النيران، وتبين أن الشقة محل البلاغ مساحتها 65 مترا مربعا تقريبًا بالطابق الثاني بالعقار المشار إليه ونشوب الحريق بغرفة الأطفال مما أدى لاحتراق محتوياتها بالكامل دون حدوث إصابات.
وبسؤال قاطنة الشقة "ز ق م"، 33 عاما، ربة منزل، اتهمت زوجها "ع ج س س"، 38 عاما، عاطل، مقيم بذات العنوان السابق اتهامه في 19 قضية "سرقة وضرب وسلاح أبيض"، بإشعال النيران بالشقة سكنهما لوجود خلافات زوجية بينهما وتم ضبط الزوج، وبمواجهته اعترف وتم تكليف إدارة البحث الجنائى بالتحرى عن الواقعة، وتحرير المحضر اللازم.