لم يكن يتوقع تجار "الكيف" في مصر، أن يعود عليهم قرار التعويم، بنفس السوء الذي صاحب المواطن البسيط، فأصيبت أسواق المخدرات بكساد في حركة البيع خلال الآونة الأخيرة، نظرًا لزيادة أسعار المواد المخدرة أضعاف ما كانت عليه قبل التعويم.
كان البنك المركزي أعلن في نوفمبر العام الماضي، تحرير سعر الصرف وفقا لآليات العرض والطلب، وقرر في بيان صحفي آنذاك، السماح للبنوك بفتح فروعها في أيام العطلة الأسبوعية لتنفيذ عمليات شراء وبيع العملة وصرف حوالات العاملين في الخارج.
وأكد البنك على استمرار حدود السحب والإيداع السابقة للشركات العاملة في استيراد السلع والمنتجات غير الأساسية.
◄اقرأ ايضًا: ضحية جديدة من ضحايا هاني رمزي .. تعرف عليها
وبلغت قيمة انفاق المصريين على الكيف، قبل قرار البنك المركزي، مايقارب الـ7 مليارات جنيه، وفقا لعدد من الإحصائيات الرسمية، إلا أن القرار المذكور سلفا، والذي أعقبه ارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه، أثر سلبيا على سوق بيع المواد المخدرة بكافة أنواعها، فتقصلت تكاليف الإنفاق بنسب بسيطة نوعا ما.
ارتفاع سعر الدولار السبب وراء تعاطي الشباب مخدر البانجو
ويشهد هذا العام ارتفاعا ملحوظا فى الأسعار مقارنة بالعام الماضى، إلى جانب اختفاء بعض الأنواع، مما دفع الشباب لتعاطي مخدر "البانجو" بسبب ارتفاع أسعار باقى الأنواع الأخرى.
وينقسم تجار المخدرات إلي عدة أقسام، فمنهم من يسمي ب«الديلر» وهو بائع تجزئة صغير ويقدر عدد من يقوم ببيع الحشيش إليهم 1000 شخص، أما «الدولاب» فهو بائع الجملة الذي يسيطر علي منطقة بأكملها، أما الإمبراطور فهو التاجر الذي يقوم ببيع المواد المخدرة إلي الدوالايب ليقوموا بعد ذلك ببيعها إلي الديلر.
مصر تتصدر الدول الأفريقية استهلاكًا للحشيش تجارة وتعاطي
وتعد مصر من أكثر الدول استهلاكًا للحشيش فى قارة إفريقيا، فهو الأكثر والأوسع انتشار في بعض المحافظات، جعلها تأخذ الصدارة فى التجارة به وتعاطيه، وهى القاهرة والإسكندرية والشرقية والقليوبية والدقهلية والمنيا والجيزة وأسيوط وجنوب سيناء.
وتتعدد مصادر المخدرات في مصر، فبعض "الحشيش" تتم زراعته في مصر بجنوب وشمال سيناء والذي يقوم التجار بزراعته ثم حصده وعجنه وبيعه علي هيئة الأشكال الموجودة عند تجار التجزئة، كما أن هناك مصادر أخري لدخول المواد المخدرة الأخرى إلي مصر عبر الحدود، حيث يتم دخول الحشيش المستورد من الدول الأخري عبر معبر رفح بين الحدود المصرية الإسرائيلية، وكذلك عبر طريق السلوم بين الحدود المصرية الليبية، وعبر طريق حلايب وشلاتين بين الحدود المصرية السودانية.
حيث يقوم المهربون وتجار السلاح باستغلال المدقات والطرق التي يعرفونها في إدخال كميات كبيرة من المخدرات والتي تصل إلي عشرات الأطنان ثم تجزئتها ونقلها في سيارات صغيرة لتجد طريقها بعد ذلك إلي تجار التجزئة والموزعين.
"أهل مصر" اخترقت سوق بيع المخدرات، لترصد مدى تأثير قرار "تعويم الجنيه" على الأسعار وحركة البيع والشراء.
من جانبه يقول "م.أ" أحد متعاطي المخدرات، إن قرار تعويم الجنيه، أدى لإرتفاع أسعار المواد المخدرة بشكل كبير، حتى وصلت إلى 3 أضعاف ماكانت عليه، مشيرا إلى أن أكياس "الفودو" ارتفعت من 1000 جنيه إلى 6000 آلاف جنيه، وربما تصل في بعض الأحيان إلى 9000 آلاف.
وأكد "م.أ" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن السنتيمتر الواحد من "الحشيش" ارتفع من 100 إلى أكثر من 400 جنيه، وسعر القرش ارتفع من 100 جنيهًا إلى 200 جنيهًا في الوقت الحالي، كما ارتفعت "السيجارة" الواحدة منه إلى 50 جنيها بعدما كانت بأقل من 20 جنيها.
◄شاهد ايضًا: هدية شقيقة كريستسانو رونالدو لمصر وطريقة عرضها .. فيديو
وفي سياق متصل، يقول "ج.ر" أحد العاملين السابقين في مجال بيع المخدرات، على حد قوله، إنه فضل ترك المجال لركود حركة البيع والشراء، مستكملًا "السوق دلوقتي في مقدرة رجال الأعمال والناس المقتدرة ماليا"، لافتا إلى أن ارتفع سعر باكتة البانجو من 40 جنيهًا إلي 150جنيهًا، فيما ارتفع سعر قرص الترامادول 100 جرام من 3 جنيه إلي 7 و10جنيهات، وارتفع سعر قرص التادول من 4 جنيهات إلي 10 جنيهات، وارتفع سعر الترمايدين من 5 جنيهات ليصل إلى 15 جنيها، وسعر الابتريل ليصل إلى 8 جنيهات بعدما كان بـ3 جنيهات فقط.
الهروين والكوكايين للناس التقيلة في البلد، والأسطورة على أد الأيد بعد ارتفاع الأسعار
وتابع "ج.ر"، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن ارتفاع الأسعار أدى اتجاه المتعاطين على الأنواع الجديدة الأرخص سعر وآخرها "الأسطورة"، لافتا إلى أن أسعاره تتراوح من 1000 جنيها إلى 3000 جنيها، كما يبلغ سعر "صباع" الحشيش منه 300 جنيها.
وأضاف، "تجارة الهيروين والكوكايين للناس التقيلة في البلد" مشيرا إلى أن سعر الجرام الواحد منه يعادل 130 دولارا، بينما يبلغ معدل سعر الجرام الواحد من الكوكايين 215 دولارا.
وقال "م.ص" أحد المتعاطين، إن أنواع جديدة من المخدرات انتشرت في الآونة الأخيرة في مصر، من بينها "الاستروكس"، وهو أحد أصناف مخدر "الفودو"، لافتا إلى أن الجرام الواحد منه يصل إلى 300 جنيها الآن، كما يوجد مخدر الكريستال، والذي يصل سعر الكيس 1500 جنيه، ويزن نحو 50 جرامًا.
◄اقرأ ايضًا: رد فعل الرئيس الاسرائيلي على حقيقة ترجمة والده للقرآن الكريم
وتابع "م.ص"، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن هناك أنواع جديدة من الحبوب المخدرة تسمي التقيوتات والعود الأبيض، والحمامة والقرش الأزرق، وتصل أسعارها إلى 1500 و2000 جنيها.
فيما يقول النائب محمد الحصى، عضو مجلس النواب، إن ارتفاع الأسعار نعمة أوقفت أوكار الموت عند حدها، في إشارة إلى أماكن بيع المخدرات، مشيرا إلى أن قلة الإقبال على التعاطي "بشرة خير"، مطالبا الأجهزة الرقابية بالكشف عن تلك الأوكار ومحاسبة المسؤولين عليها بأشد العقوبات.
النائب محمد الحصي: كل يوم بتحصل كوارث بسبب التعاطي ومفيش حلول
وتابع الحصى، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن انفاق المتعاطين على المخدرات بلغ نسب مرتفعة في الأعوام السابقة، قائلًا "لو كل جنيه كان دخل خزينة مصر بدل من التعاطي كنا حلينا أزماتنا الحالية"، مضيفا أن دور الدولة في محاربة تجار المخدرات، لابد وأن يكون أكثر حزما وشدة، مستنكرًا "كل يوم بتحصل كوارث بسبب التعاطي ومفيش حلول".
يذكر أنه تم ضبط أكبر تشكيل عصابي لتجارة المخدرات عبر الفضائيات، منذ أيام قليلة، حيث تبينت التحريات بقيام عاطل وزوجته بتكوين تشكيل عصابي في شكل شركة استيراد وتصدير وقاما بنشر العديد من الإعلانات عبر القنوات الفضائية غير المرخصة بادعاء عقار جديد يعالج من الإدمان.
◄اقرأ ايضًا: حرية مبارك ومصيره بين يدي الكسب غير مشروع
وبتكثيف البحث تبين أن ذلك العقار له نفس تأثير الهيروين على المتعاطين، وأفادت التحريات أن المتهمين يتخذون من دائرة أقسام الهرم، فيصل، الطالبية، العمرانية، مسرحا لمزاولة نشاطهما.