وافقت اللجنة الانتخابية على ثمانية مرشحين للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية الكينية المقررة فى أغسطس القادم، من بينهم الزعيم الحالى أوهورو كينياتا ومنافسه التاريخى رايلا أودينجا، وتسببت عملية التدقيق في اختيار المرشحين في خيبة أمل العديد من الذين لم يحالفهم الحظ بالقبول، ومن بينهم رجل حاول أن يقفز من الطابق السادس من مكتب لجنة الانتخابات يوم السبت عندما تم استبعاده.
قال موقع دايلي نيشن الكيني: بإلقاء نظرة على المرشحين المتنافسين الثمانية، نجد أن المنافسة ستكون على أشدها؛ لما يحمله كل مرشح من مزايا عديدة تؤهلة لشغل منصب رئيس كينيا.
وتابع الموقع أن رايلا أودينجا، أكثر المرشحين شهرة، لم ييأس من خسارته للانتخابات الرئاسية التي خاضها ثلاث مرات على التوالي، وقرر خوضها للمرة الرابعة، وهو رئيس وزراء سابق والمرشح الرئاسي الوطني للتحالف الجديد، وهو تحالف معارضة مشتركة ضد الرئيس أوهورو، زعزع قوته، وسلب منه 800,000 صوت في سباق 2013.
أما المرشح الثانية إيكورو آوكوت فهو أمين سابق للجنة الخبراء التي صاغت دستور عام 2010، يتنافس للمرة الأولى على المنصب، وقد وعد بقيادة جديدة للبلاد تعمل على المساواة وحل المشكلات التي تسبب بها كينياتا، والمرشح الثالث عبده ديدا، المرشح في إطار تحالف تونزا من أجل التغيير الحقيقي، وديدا مدرس سابق في مدرسة لينانا الثانوية، وتعتبر تلك المرة الثانية التي يخوض فيها الانتخابات، حيث جاء في عام 2013 في المركز الخامس بعد حصوله على 52848 صوتًا.
وأضاف الموقع أن المرشح الرابع البروفيسور مايكل وينينا، الذي ذاعت شهرته مؤخرًا كمعلق سياسي وناقد للإدارة الحالية، والذي يعمل أستاذ أدب سابق في جامعة كينياتا, لديه فرصة جيدة للفوز، خاصة بعد التفاف الشباب والنساء حوله لدفاعة عن حقوق المرأة وانتقاده الحكومة لتهميش الشباب.
وذكر الموقع أن المرشح الخامس جوزيف نياجاه كان وزيرًا للتعاونيات في إدارة مواي كيباكي، وعمل مستشارًا للرئيس كينياتا ومن عائلة سياسية كبيرة خاضت العديد من المعارك ضد جومو كينياتا والد الرئيس الحالي أوهورو كينياتا. أما المرشح السادس جافيت كالويو، فعاد إلى كينيا من الولايات المتحدة الأمريكية ليخوض الانتخابات الرئاسية، ورغم أنه يصف نفسه بالوطني الذي ولد في قرية صغيرة بكينيا، إلا أنه عمل كمتحدث ومعلم ومستشار ومؤلف ذي خبرة في وول ستريت، ويتحدث باللكنة الأمريكية، ولا يعرف عن الشأن الكيني سوى القليل. ولمرشح السابع سايروس مارجيرونغو كان قد أعرب عن اهتمامه بالرئاسة فى عام 1998، ولكنه لم يتشرح فعليًّا، بل اختاره الرئيس السابق ويليام روتو ليشغل منصب نائب الرئيس، مما يشعل المنافسة التي يخوضها هؤلاء المرشحون الذين لدى كل منهم تاريخ سياسي قوي وظهير شعبي سيجعلان الانتخابات الكينية القادمة على قدر كبير من الأهمية والقوة.
وقال موقع هيومن رايتس ووتش إن كينياتا الرئيس الحالي والمرشح الثامن في الانتخابات الرئاسية القادمة يواجه أزمة عدم ثقة وانتقادات واسعة قد تطيح هذه المرة فعليًّا بحكمه، وفي تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش اليوم قالت إن السلطات الكينية ارتكبت مجموعة من الانتهاكات ضد صحفيين يغطون قضايا حساسة، مما يهدد حرية التعبير قبيل الانتخابات المقرر إجراؤها في 8 أغسطس 2017. حيث واجه الصحفيون والمدونون الذين يغطون الفساد، والاستحواذ على الأراضي المتنازع عليها، وعمليات مكافحة الإرهاب، والعنف الذي عقب انتخابات 2007-2008، وقضايا حساسة أخرى، الترهيب والضرب وفقدان العمل.
أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع 92 صحفيًّا وناشطًا حقوقيًّا ومدونًا ومسؤولًا حكوميًّا في جميع أنحاء كينيا، ووثقت 17 حادثًا تعرض فيها 23 صحفيًّا ومدونًا لاعتداءات جسدية بين عامي 2013 و2017 من قبل مسؤولين حكوميين أو أفراد يعتقد أنهم موالون لمسؤولين حكوميين.
توفي 2 على الأقل في ظروف قد تكون متصلة بعملهما. وثقت ووتش أيضًا 16 حادثة حدثت فيها تهديدات مباشرة بالقتل ضد صحفيين ومدونين في جميع أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة، وحالات ارتكبت فيها الشرطة اعتقالات تعسفية، واحتجزت ثم أفرجت عن 14 صحفيًّا ومدونًا على الأقل دون تهم.
على سبيل المثال في 7 سبتمبر 2016، اقتحم مسلحون مجهولون منزل المصور الصحفي دينيس أوتينو، في بلدة كيتال، في سهل ريفت، وطالبوه بتسليمهم الصور الموجودة على كاميرته، ثم أطلقوا عليه النار فقتلوه. كان أوتينو قد صور قبل بضعة أيام ضباط شرطة يطلقون النار على راكب على دراجة نارية (تستعمل كسيارة أجرة) في محطة حافلات في كيتال. وقال أحد أفراد الأسرة إن أوتينو أعلن قبل اغتياله عن وصوله تهديدات بالقتل.
وتابع الموقع: وبينما تحمل الصحفيون الكينيون النصيب الأكبر من تجاوزات الحكومة، واجهت وسائل الإعلام الأجنبية أيضًا الانتقام بسبب تقاريرها المنتقدة. ففي عام 2015 هددت السلطات الكينية صحفيين أجنبيين يعملان لصالح وسيلة إعلام دولية؛ بسبب تغطيتهما للتورط المزعوم لفرق الموت التابعة للشرطة في عمليات قتل خارج نطاق القضاء. وفي نفس العام اعتدى شخص يُعتقد أنه ضابط أمن حكومي جسديًّا على المدونة الحقوقية المناهضة للفساد فلورنسا وانجري ندورو، وحذرها من استمرارها في نشر مقالات عن الفساد في مدونتها. ورغم تقريرها المفصل للشرطة حول الاعتداء والشخص المشتبه به، لم تحقق الشرطة في قضيتها. قالت: لم تكلف الشرطة نفسها عناء زيارة مكان الاعتداء أو حتى متابعة حالتي للاطمئنان على وضعي. المسألة انتهت مع التقرير الذي قدمته. واختتم الموقع: كل هذه الانتهاكات كفيلة بالإطاحة بكينياتا إذا مرت الانتخابات الرئاسية بشكل سلمي دون انتهاكات جديدة من الحكومة الحالية.