في نهاية عام المائتين بعد الألف، قرر الشيخ أحمد بن علي البدوي في مدينة فاس بالمغرب، تأسيس طريقة صوفية جديدة مغايرة عما سبقها، لتصبح بعد سنوات طويلة هي من أكبر الطرق الصوفية في مصر، ولها فروع كثيرة.
◄شاهد ايضًا: شاروخان يفاجئ جماهيره ويتحدث العربية في رامز تحت الارض
وأسرة رحالة بطبعها، حيث في سنة 603هـ، هاجرت أسرته إلى مكة مرورًا بمصر، وكان أحمد البدوي حينها طفلًا صغيرًا، وسبب انتقال الأسرة إلى مكة يحيطه الصوفيون بالخرافات كما هي عادتهم، إذ يقولون أن عليًّا، والد البدوي، أتاه هاتف في المنام، وقال له: يا عليّ،ارحل من هذه البلاد إلى مكة المشرفة، فإن لنا في ذلك شأنًا.
◄ اقرأ ايضًا: احفاد سيدة تركية ينفذون وصيتها بعد مرور 27 عام على وفاتها
ويلقب أحمد البدوي بالملثم، لأنه كان يلبس اللثام، وذلك أنهم زعموا أن من ينظر له يموت، كما يسميها أتباعها بـ "الأحمدية"، ويطلق عليها أيضًا "السطوحية" نسبة إلى السطح، لأن البدوي كان يعلم مريديه على سطح البيت، ولأنه كان يقيم على السطح بصورة دائمة.
◄ اقرأ ايضًا: مقاضاة ثلاثة مسلمين لأدائهم صلوات رمضان في الشارع بميانمار
وقد توفي أحمد البدوي في مدينة طنطا بمصر سنة 675هـ (1276م)، وهو عند الصوفية يعتبر أحد الأقطاب الأربعة (إضافة إلى الجيلاني، والرفاعي، والدسوقي)، وشارة أتباعه العمامة الحمراء، والعلم الأحمر، ويحتفل بمولده في ثلاثة مواسم، الكبير منها في شهر أغسطس، حيث تقام الحضرات، ويطوف خليفته بطنطا مع أتباعه.
كراماته:
يقول أتباعه أنه كانت تأتي عليه الأربعون يومًا لا يأكل فيها، ولا يشرب ولا ينام، وهو شاخص ببصره إلى السماء.
وقالوا أنه كان يحدق ببصره نحو السماء لا لينظر في النجوم، ولكن ليطالع تجليات الحق، ويتابع أنوار اللذات، ومن كثرة هذه المطالعة انطبعت على محيّاه هذه الأنوار، وتركت أثرًا ظاهرًا يقرؤه كل واحد، فكان يستر وجهه باللثام ليحجب عن الأعين آثار تلك الأنوار.
◄ اقرأ ايضًا: اجبار طفلة على الزواج من مغتصبها.. شاهد رد فعلها
وذكروا له من الكرامات أيضًا: أن من ينظر إلى وجهه يموت، لذلك لم يكشف عنه اللثام. كما زعم شيخ الصوفية الشعراني في "طبقاته"، أنه رأى أسيرًا على منارة عبد العال مغلولًا مقيدًا، فسأله عن سر ذلك، فقال الأسير: كنتُ في بلاد الإفرنج، وتوجهت إلى سيدي أحمد (البدوي)، فأخذني وطار بي في الهواء فوضعني هنا... وكانت رأسه دائرة عليه من شدة الخطفة.
وزعموا كذلك أن امرأة أسر الإفرنج ابنها، فلاذت بالبدوي، فأحضره إليها، في قيوده.
انحلال مريديه:
اتخذ مولد السيد البدوي الذي يحتفل به كل عام في مدينة طنطا بأشياء كثيرة من الفواحش، حتى أصبح مولده مرتع لهذه الفواحش والمنكرات، ويحذر الشعراني الصوفي وهو يشعر بالمنافسة الحامية من أتباع البدوي فيقول: " إياك أن تمكن جارتك أن يأخذ أحد من الفقراء الأحمدية أو البرهامية عليها العهد إلا على المحافظة على آداب الشريعة، فإن كثيرًا من الفقراء يعتقد أنه صار والدها يجوز له النظر إليها، وترى هي كذلك أنها صارت ابنته ولها أن تظهر وجهها له،... وقد حدث مثل ذلك لبعض إخواننا ورأي صاحبه يفعل الفاحشة في زوجته ".
◄ اقرأ ايضًا: الوصول إل نواع سمك انقرض من آلاف السنين
ونسب البعض مقولة المصر يين "خير بساط أحمدي" إلي الطريقة وذلك بمعنى أخذ الأمور ببساطة، وذلك بسبب ترك الاحتشام بين الرجال والنساء في الطريقة الأحمدية البدوية.
مؤلفاتهم:
خلّف البدوي مجموعة من الأذكار والصلوات، نشرت بواسطة تلاميذه تحت عنوان: "فتح الرحمن"، وله كتاب اسمه "الأخبار في حل الألفاظ في غاية الاختصار" ويحتوي على شروح طويلة في الفقه والمعاملات والأحوال الشخصية، على مذهب الشافعي.
وللبدوي كذلك مجموعة من الوصايا إلى تلاميذه.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
