العبودية أو الرق، هي امتلاك الإنسان للإنسان، وكون الرقيق مملوكًا لسيده، عليه أن يؤدي الأشغال الشاقة القسرية طوال الحياة لصاحبه، ويعمل هولاء العبيد بالسخرة القهرية في الأعمال الصعبة والحروب وكانت ملكيتهم تعود للأشخاص الذين يستعبدونهم. هذا وتتم عملية امتلاك العبيد، من خلاء شراءه من السوق، مثل سوق النخاسية، أو الشراء من تجار الرقيق بعد اختطافهم من وطنهم أو يهدي بهم مالكوهم.
ويصادف اليوم الثاني من يوليو، منع الاستعباد والرق في ولاية "فيرمونت" الأمريكية، التي تعد أول ولاية تمنعه على أراضيها، عام 1777.
ترصد "أهل مصر" في التقرير التالي نظام العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية..
بداية ملامح العبودية:
كان الرق في الولايات المتحدة الأمريكية، يتخذ صفة المؤسسة بموجب التشريعات، فقد انتشر في أمريكا الشمالية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، واستمر في الولايات الجنوبية حتى إقرار التعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة في عام 1865 نتيجة للحرب الأهلية. وكان هذا الشكل من العبودية يتمثل في إخضاع العمال الذين يتم شراؤهم من تجار الرقيق في أفريقيا لاستخدامهم كخدم وعمال في مزارع المستعمرات.
أول مستعمرة للعبيد:
كانت فرجينيا أول مستعمرة إنجليزية استقدمت العبيد إلى أمريكا الشمالية عام 1619، بعد وصول سفينة تحمل 20 أفريقي، بمثابة نقطة الانطلاق لانتشار الرق وصولًا إلى المستعمرات الإسبانية في أمريكا الجنوبية، كان العديد من العبيد من الأفارقة السود وكانت نسبة ضئيلة منهم من الأمريكيين الأصليين، وكان بعض السود الأحرار يملكون عبيدًا، وكان القليل من عمال السخرة من البيض.
خريطة انتشار الرق:
انتشر الرق أول الأمر في المناطق ذات الأراضي الخصبة جدًا التي تصلح لزراعة المنتجات عالية الطلب مثل التبغ، والقطن والسكر والبن، حيث كان العبيد يحرثون الأراضي ويجمعون المحاصيل يدويًا في هذه المساحات الشاسعة. واستقدموا العبيد للعمل في حقول القطن والسكر، وكان يشرف على كفاءة العمل حراس السجون، الذين كفلوا، باستخدام وسائل العنف، أن العبيد سيحققون أقصى الجهود لانجاز الأعمال المطلوبة.
نهاية الرق:
انتهت الحرب الأهلية في أبريل عام 1865، وكان التأثير الأول لها أن "إعلان التحرر" للينكولن، وأمتد ليشمل جميع المقاطعات التي لم تحرر العبيد بعد. وفي بعض الأقاليم، استمر الرق لبضعة أشهر حتى 19 يونيو، عندما دخلت القوات الفيدرالية غالفيستون، تكساس، وفرضت التحرر بالقوة، وهذا اليوم هو يومًا لا ينسى بالنسبة للعديد من الدول مثل جونيتينث، التعديل الثالث عشر، الذي ألغى الرق تمامًا.
وأقره مجلس الشيوخ في أبريل عام 1864، ومجلس النواب في يناير1865 ولكن لم يصبح هذا التعديل نافذة المفعول حتى صدقت عليه 34 الدول في 6 ديسمبر 1865 بتصديق جورجيا، من تلك اللحظة بالتحديد أصبح جميع العبيد أحرار رسميًا.
مع سريان مفعول التعديل الثالث عشر، أطلق سراح ما لا يقل عن 40،000 عبدًا قانونًا في ولاية كنتاكي فقط، ولكن لا زال هناك في سلاسل في تينيسي، نيو جيرسي، ديلاوير، فيرجينيا الغربية، ميزوري، واشنطن، والأبرشيات اثنا عشر من ولاية لويزيانا، وجاء التحرر في وقت قريب حتى في تلك الأماكن.
ووفقًا لما ذكره المؤرخ الأمريكية بالمر كان إلغاء الرق دون تعويض المستعبدين التدمير الأكبر للممتلكات الخاصة في تاريخ العالم الغربي.