قصص ونماذج كثيرة أبطالها أبناء عاقون، لا يحملون في قلوبهم ذرة من إنسانية، أبناء تناسوا أن بر الوالدين فرض يعاقب تاركه، بل يصل إلى حد معصية الخالق.
وحيد.م شاب، مدلل وحيد أبيه وأمه، حاز منهما على كل قدر كبير من الدلال، والاهتمام في الدراسة والأنشطة الترفيهية لكنه لم يقدر تلك النعمة بل تحول كل هذا الفضل إلى عداوة وكان هذا الشاب سببا فى موت والده.
عاش الأب يعاني طوال حياته، وعمل في أكثر من وظيفة ليوفر للأسرة حياة كريم، ولكي يعيش ابنه في حياة مرفهة، ومع مرور الزمن، كبر وحيد، ولكنه تنصل لوالديه وتناسى كل المحبة والرفاهية التي منحاها له، وبدأ يتلفظ بألفاظ نابية أمامهما، بل وصل الأمر إلى حد عصيانهما، والتطاول عليهما، وكلمة السر كانت أصدقاء السوء، حيث تعرف على مجموعة منهم وعلموه شرب المخدرات، حتى أصبح عبدا لها، تتحكم فيه وفي تصرفاته.
ذات يوم علم الأب بما وصل إليه ابنه، وواجهه بذلك فرد وحيد، بكل تبجح: "وايه المشكلة، لدا مزاج، وأنا معايا فلوس، أصرف براحتي"، وهنا أدرك الأب أن التربية المرفهة، والدلال الزائد عن اللزوم، والأموال المتاحة باستمرار، كانت سببا فيما وصل إليه هذا الشاب.
فكر الأب والأم أن يمنعوا عنه الأموال، ولكنه لم يتحكم في تصرفاته، ومد يده على وجه أمه حينما رفضت إعطائه المال، ظلت تبكي بحرقة، كطفلة صغيرة، وانتظرت عودة الأب، وحينما عاد ناقشت معه ما حدث، فقرر إدخاله مصحة لعلاج الإدمان، وقرر أن يأخذ إجازة من العمل، حتى يتفرغ لابنه لمتابعة حالته الصحية، ولكن كانت المخدرات قد تمكنت من جسد وحيد، ووصل إلى طريق مسدود.
دخل وحيد، المستشفى واستمر وقت طويل يعانى من الألم المصاحب لتعاطي المخدرات، ولكنه بعد وقت طويل تعافى، وخرج من المستشفى، واعتقد الوالدان أنه أصبح شخصا آخرا، ولكن أصدقاء السوء لم يتركوه في حاله، وعاد لضلاله القديم، ولكنه كان أكثر توحشًا، وفي ذات مرة، بسبب رغبته في الحصول على المال، وقف في وجه أبيه ورفع على وجهه السكين، وانهال عليه في لحظة شيطانية بعدة طعنات أودت بحياته.