أكل العيش مر ودرجة حرارة الفرن أهون علينا من درجة حرارة الأسعار التى نكتوي بها يوميا دون رقابة من المسئولين "اللى ما بيتشطروش" إلا على العاملين بالمخابز وأصحاب الأفران.
بهذه الكلمات البسيطة التى تحمل معانى كبيرة تحدث محب محمد سعيد أصغر فران خبز بلدى بمدينة طور سيناء.
وقال محب إن عمره 18عاما ويعتبر أصغر فران بجنوب سيناء وأنه يعمل من الساعة 5 صباحا حتى 2 ظهرا أمام فرن بلدي رغم ارتفاع درجة حرارة الجو مع درجة حرارة فرن العيش.
محب حصل على دبلوم الصنايع بمجموع 80% تقريبا وسيلتحق بمعهد نظم المعلومات لاستكمال دراسته.
وعن قضاء يومه أمام الفرن البلدى قال إن عمله متواصل أمام الفرن لمدة 9ساعات حتى الإفطار يتناوله أمام الفرن وهو يعمل حتى لا يتزاحم المواطنين على المخبز ويكون سبب فى عطلتهم، وأنه يعمل طول هذه المدة دون راحة إلا لدخول الحمام فقط.
وأكد محب أن العيشة صعبة وأكل العيش مر ومن أجل ذلك يعمل بجوار دراسته حتى ينفق على نفسه ويساعد أسرته.
وقال محب "مصايف إيه أنا لا أرى المصيف وليس عندى وقت للذهاب إلى البحر بخلص شغلى وأجرى أنام من كتر التعب ولم أستيقظ إلا بعد العشاء أخرج مع صحابى حتى الساعة 11 وأعود للنوم مرة أخرى حتى أستطيع الذهاب إلى عملى فى الرابعة بعد الفجر.
وعن أنه فران "مودرن " يضع السماعات فى أذنه أثناء العمل قال: "أسمع شوية أغانى وأنا أعمل لأن شغلتنا صعبة ومرة وخطورتها أصعب حيث يصاب العاملين فى المخابز بالربو والحساسية من دخان الفرن ومن حرارة الجو وشرب المياة الساقعة، اللى زينا ملهومش فى المصايف ولا البحر إحنا ناس أرزقية عاوزين ناكل عيش مش فاضيين للبحر، البحر للناس المبسوطة واللى معاها فلوس لكن إحنا يوم بيومه والأرزاق على الله".
ويضيف: "نار الفرن فى صيف هذا العام أهون وأرحم من نار الأسعار والحكومة ما بتطشترشى إلا على الغلابة والعاملين فى المخابز وأصحاب المخابز مش كفاية النار اللى هما فيها، روحو اتشطروا على غلاء الأسعار، روحو اتشطروا على الحرامية اللى ناهبين البلد، ارحمونا يرحمكم الله".