فتحت عدسات الكاميرات أعينها يوم السادس والعشرين من يوليو منذ 4 سنوات، على حشود عفيرة، فى ميادين مصر وشوارعها، مستعدة أن تقدم تفويضًا للرئيس السيسى على محاربة الإرهاب الغادر، الذى كان سببًا فى خسارة أرواح برئية.
الإرهاب يتزايد والدماء تسيل فى ربوع مصر، والغضب الشعبى من العناصر الإرهابية وصل قمته، والجيش تحول من مجرد عناصر تحمى حدود مصر الخارجية من التدخل الدولى أو الهجمات، إلى طوق نجاة وجده المصريون فى الرابع والعشرين من يوليو عام 2013، عندما طالب السيسى، الذى كان فى ذلك الوقت وزيرًا للدفاع، الشعب المصرى فى جمعة أطلق عليها "جمعة التفويض"، أن يأمر القوات المسلحة بمحاربة الإرهاب.
وقال فى كلمته التى ألقاها فى حفل تخرج طلاب من أكاديميتين عسكريتين: "إن الجيش والشرطة يحتاجان إلى تفويض لمواجهة أى عنف أو إرهاب خلال الفترة المقبلة"، مناشدًا الشعب المصرى تحمل المسؤولية مع الجيش والشرطة فى مواجهة ما يحدث فى الشارع المصرى.
ويصادف اليوم الذكرى الرابعة لتفويض الرئيس عبدالفتاح السيسى بمحاربة الإرهاب..
- حديث الرئيس عن الإرهاب
فى المؤتمر الرابع للشباب قال الرئيس: "مصر مكنتش بعيدة عن أنها تدمر على إيد الدول اللى بترعى الإرهاب.. واحنا عايشين بقالنا 4 سنين فى مواجهة مع الإرهاب".
مضيفًا: "هنستمر فى حربنا مع الإرهاب، والدول اللى بتدعمه.. والفكر المتطرف.. فكر غير قابل للحياة".
وفى فبراير الماضى تحدث الرئيس فى المؤتمر الرئاسى لتأهيل الشباب عن محاربة مصر للإرهاب، مؤكدًا أن مصر تخوض حربًا قوية مع الإرهاب، وأكمل قائلًا: "أنت بتتكلم عن حرب كبيرة مصر بتخوضها مع الإرهاب"، مضيفًا: "اللى بيقول أنتوا إزاى مش بتدفعوا عن أهلنا اللى فى العريش.. ده بيؤلم كل أسرة قدمت شهيد، سواء كان فى الجيش أو الشرطة".
وأضاف الرئيس: "الجيش عرض علينا فكرة إننا نخلى العريش كله من أهله؛ عشان نقدر نتعامل مع العناصر الإرهابية بالشكل المناسب.. بس قالولنا لا خلوا الناس عايشة ونحاول نتعامل مع الإرهابيين ونحافظ على أرواح الناس".
وظهر الرئيس السيسى فى فبراير عام 2015، بتفقد الوحدات التابعة للجيش المصرى بسيناء، والاطلاع على الاستعدادت التى تجريها القوات الجوية والوحدات الخاصة.
وألقى الرئيس كلمة فى ذلك الوقت عن الإرهاب، مشيرًا إلى أن عمل القوات المسلحة ومحاربتها للإرهاب أمر عظيم، مضيفًا: "العناصر الإرهابية بتسىء لسمعة الدين.. واللى بيحصل ده احنا مش هنسيبه.. احنا بندافع عن بلدنا وأمننا، وبندافع كمان عن الدين".
وذكر الرئيس فى يناير عام 2015، أنه مستعد لقبول أى اختيار يرغبه به المصريون، ولكن فى الحرب على الإرهاب لا يوجد اختيار، بل هناك إصرار على القتال.
وفى الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2014، علق الرئيس على الهجوم الإرهابى الذى تعرض له كمينى كرم القواديس بالشيخ زويد والعريش، الذى راح ضحيته 30 ضابطًا ومجندًا بالقوات المسلحة وأصيب 29 آخرون.
وفى واقعة أخرى شهدتها مصر فى العام ذاته، أوضح الرئيس السيسى، عقب الاجتماع الذى عقده مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن مواجهة الإرهاب مواجهة صعبة وقوية وهذه الحرب ستستمر طويلًا، مشيرًا إلى أن إرادة المصريين مستهدفة من العناصر الإرهابية.
كما توجه الرئيس بالتعازى فى شهداء القوات المسلحة بشمال سيناء، فى الكلمة التى وجهها إلى الشعب المصرى، موضحًا أن هناك دعمًا للإرهاب من قوى خارجية، مضيفًا: "هناك قوى خارجية تسعى لكسر الجيش المصرى والشعب العظيم، ومصر تخوض حرب وجود ضد قوى الإرهاب الغاشم"، مؤكدًا أن مصر وجيشها قادران على تخطى التحديات والقضاء على العناصر الإرهابية.
وعلى الفور انتشر هاشتاج على موقع "فيس بوك"، على الصفحة الشخصية لعدد كبير من المستخدمين، يحمل اسم "أنا مصرى.. أنا من سيناء.. أنا ضد الإرهاب"، بهدف إدانة العناصر الإرهابية.
أكثر الهجمات الإرهابية وحشية:
تعرضت مصر خلال الفترة السابقة، منذ إعلان الرئيس عن محاربة الإرهاب، إلى العديد من الهجمات الإرهابية القوية، التى كان من أبرزها التفجير الذى تعرضت له مديرية أمن القاهرة فى الرابع والعشرين من يناير عام 2014، وأسفر عن قتل استشهاد 4 أشخاص، وإصابة 76، وأحدث التفجير ضررًا كبيرًا فى مبنى المديرية، وأعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس"، مسؤوليتها عن التفجير.
وسبقها وقوع تفجير استهدف مديرية أمن جنوب سيناء فى 7 أكتوبر 2013، وأسفر عن استشهاد 4 من الشرطة، وإصابة 53 من رجال الشرطة والمدنيين.
وفى العام الأول من محاربة الإرهاب، ظهرت أسماء العديد من الجماعات الإرهابية التى أعلنت مسؤوليتها عن العمليات الإرهابية، وكان أبرز هذه الجماعات "جماعة أنصار بيت المقدس، جماعة أجناد مصر، أكناف المقدس".
- ضبط عدد من الخلايا الإرهابية
فى يوليو الجارى، استطاع قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية، أن يهاجم عناصر إرهابية أثناء عقدهم اجتماعات، داخل منزل أحد القيادات الإرهابية، لتخطيط بعض الأزمات ومعرفة طريقة التلاعب بالأزمات الحالية.
كما استطاع جهاز الأمن الوطنى فى أبريل الماضى أن يحبط مخططًا إرهابيًا لاستهداف سلسلة من الكنائس، والشخصيات القبطية، فى محافظات الدلتا والإسكندرية، بعد حادثتى كنيستى مار جرجس ومار مرقس، وضبطت أجهزة الأمن أعضاء خلايا إرهابية بحوزتهم أطنان متفجرات، وألغام أرضية ومفجرات حربية وأسلحة آلية.
وشهد شهر أبريل أيضًا إعلان العقيد تامر الرفاعى، المتحدث العسكرى بأن القوات المسلحة، وتحديدًا الجيش الثالث، نجح فى فرض السيطرة الكاملة على جبل الحلال وتطهير الكهوف والمغارات، والقضاء على العديد من التكفيريين والقبض على آخرين وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات.
وفى ضربة قوية آخرى لوزارة الداخلية، وقع تنظيم إخوانى إرهابى مكون من 8 أفراد فى قبضة الوزارة، أثناء عقد لقاءاتهم التنظيمية للتخطيط لتحركاتهم الإرهابية بمنطقة مدينة نصر، وكان ذلك فى مارس الماضى.
وفى عملية إرهابية وقعت فى 29 يونيو 2015 اغتيل النائب العام المستشار هشام بركات، وذلك فى تفجير استهدف سيارته، أثناء تواجدها بمصر الجديدة، وجاء الاغتيال بعد شهر من دعوة تنظيم داعش الإرهابى إلى مهاجمة القضاة المصريين.
وفى يوليو من عام 2014، أعلنت الصفحة الرسمية للعميد محمد سمير، المتحدث العسكرى على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، أن قوات قطاع تأمين شمال سيناء، تمكنت من استهداف أربعة إرهابيين أثناء محاولة هروبهم مستقلين عربة ربع نقل بمنطقة "اللفيتات" بمركز "الشيخ زويد"، مما أسفر عن تدمير العربة ومقتل كافة العناصر الإرهابية على متنها.
وفى واقعة أخرى، تمكنت قوات الجيش الثالث الميدانى من ضبط الإرهابى كمال عيد سالم، الذى أطلق عليه أكثر إرهابى شرس، أثناء محاولته الهرب من أحد كمائن القوات المسلحة مستقلًا عربة ربع نقل.
وفى فبراير من العام نفسه، نجحت مباحث الجيزة، فى ضبط عناصر إرهابية مسلحة، وبحوزتها "آر بى جى ورشاش متعدد، 1080 طلقة، 6 بنادق آلية ومجموعة من الخزن"، وذلك فى طريق مصر الإسكندرية الصحراوى.