كشفت الانهيارات الجليدية التي وقعت مؤخرا في جبال الألب السويسرية، إثر تنامي ظاهرة الاحترار العالمي، عن جثث لمتسلقين وأشخاص فقدوا في القرن الماضي، فيما تقول الشرطة السويسرية إن جثث مئات المفقودين قد تظهر من جديد.
وسجلت سلطات جبال الألب زيادة كبيرة في عدد الرفات البشرية المكتشفة الشهر الماضي، مع جثة رجل مفقود منذ 30 عاما رصدها متسلقان اكتشفا يد وحذاءين جاحظين من نهر هوهلوب الجليدي.
ووفقا لصحيفة "جارديان" البريطانية، قال أحد عمال الإنقاذ في ساس فالي بكانتون فاليس إن الرجل كان يرتدي حذاء "غير مناسب" للمشي على الجليد وسقط من على ارتفاع كبير في النهر الجليدي، فيما يبحث خبراء الطب الشرعي عن مدى تطابق الحمض النووي مع مواطن ألماني ولد في عام 1943 ومفقود منذ أغسطس 1987.
ويأتي هذا الاكتشاف بعد أقل من أسبوع من العثور على جثتي زوجين سويسريين مفقودين منذ 75 عاما في نهر تسانفلورون الجليدي، حيث اختفى مارسيلين وفرانسين دومولين في 15 أغسطس 1942.
والخميس الماضي، عثر على جثة شخص يعتقد أنه قتل في تحطم طائرة تابعة لشركة طيران الهند قبل أكثر من 50 عاما على جبل بلانك في المنطقة ذاتها.
ورصد علماء أن ذوبان الأنهار الجليدية في سويسرا ارتفع بمعدل لم يسبق له مثيل، حيث فقدت الأنهار ما يقرب من كيلومتر مكعب من حجم الجليد أي ما يقرب من حوالي 900 مليار لتر من المياه خلال العام الماضي.
بدوره، قال المتحدث باسم الشرطة السويسرية، كريستيان زوبر، إن "الأنهار الجليدية تتراجع لذلك فمن المنطقي أننا نجد المزيد والمزيد من الجثث والرفات البشرية ونتوقع أن يتم حل العديد من حالات المفقودين".
وأوضح زوبر أن هناك خريطة وقائمة تحتوي على 306 اسم ومواقع لمفقودين منذ عام 1925 من بينهم 160 شخصا على الأقل مفقودين في كتلة مونت بلانك الفرنسية، فيما يعتقد أن المنطقة الجليدية غراوبوندن تحتوي أيضا على جثث 40 من المتسلقين.