لم تحرك الشهر الماضي مشاهدة صورة الطفلين السوريين المستقليين على الأرض داخل خيمتهم في مخيم "الركبان" على الحدود السورية الأردنية مشاعر المسؤولين أو وسائل الإعلام، والذين قضيا إثر ارتفاع درجات الحرارة في الصحراء، في ظل انعدام كافة وسائل الحياة، كما لم تؤثرصورة الطفلين السوريين الآخرين في المخيم نفسه التي انتشرت في وسائل الإعلام العالمية، وهما يشربان من بركة مياه أشبه بوحل من الطين، المسؤولين الدولين الذين يراقبون حصار وموت آلاف السوريين على الحدود، دون أن يقوموا بأي فعل يوقف موتهم البطئ الذي تكتفي المنظمات الدولية بالتحذير والتنبيه والقلق عليهم بكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع.
المواد الغذائية فقدت بشكل كامل في المخيم "المنكوب" علي خلفية المعارك بين الجيش السوري والمعراضة في ريف السويدان الشرقي
والأزمة أن المواد الرئيسية للإنسان العادي هي المنعدمة من المخيم كالسكر،والطحين والزيت، في ظل ظروف صعبة للغاية يعيشها أهالي المخيم.
ولكن الحكومة الأردنية المسؤولة عن إدخال المواد الإغاثية التي تقدم من قبل الأمم المتحدة، لا تضع في بالها هذا المخيم وعليه فإنها مطالبة أمام المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه آلاف السوريين العالقين على الحدود بين البلدين.
ويعاني المخيم الصحراوي منذ مدة من شح في المياه أدى إلى انتشار الأمراض بين قاطنيه، وأدى إلى انتشار تجارة جديدة داخل المخيم وهي تجارة بيع المياه من قبل التجار حيث وصل سعر عبوة المياه الواحدة سعة 5 ليتر إلى 3 دولار، تباع لسكان لا يملكون مصدر رزق.
في حين قضى طفلين الشهر الماضي نحبهما، وتم إسعاف نحو 100 من قاطني المخيم، غالبيتهم من الأطفال نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وشهد مخيم "الحدلات" في المنطقة الحدودية الفاصلة بين الأردن وسورية حركة نزوح لأكثر من 200 عائلة الى مخيم "الركبان" خلال الأيام القليلة الماضية هربًا من المعارك التي أصبحت قريبة من المخيم.
ويعد مخيم "الركبان" واحدًا من ثلاثة مخيمات تؤوي اللاجئين السوريين داخل الأراضي الأردنية، قرب الحدود مع سوريا ويأوي داخله أكثر من 75 ألف لاجئ فروا من المناطق الشرقية وريف حمص الشرقي وعمق البادية السورية التي سيطر عليها تنظيم "داعش" بعد إعلانه قيام ما أسماه بـ"دولة الخلافة" عام 2014.
وشهد الشهر الماضي انفجار وقع في خيمة داخل المخيم أدى إلى مقتل أب وثلاثة أطفال وإصابة الأم بجروح متوسطة، وتضاربت الأنباء وقتها حول أسباب الانفجار، حيث نقلت مصادر عن انفجار عبوة ناسفة كان الأطفال قد وجدوها بالمخيم، وأحضروها لخيمتهم قبل أن تنفجر، فيما نقلت مصادر أخرى عن انفجار غاز بدائي كانت تستخدمه العائلة لإعداد الطعام.
ولا يجد اللاجئون سوى حطب النبات المسمى (الشنان)، كوقود وحيد يستخدمونه في مخيم الركبان للحصول على التدفئة، وخاصة أن هذا النبات يعتبر مصدرا للطاقة بديلا عن الكاز والغاز والكهرباء.
ويقوم اللاجئون السوريون في المخيم بتجميع الحطب من الصحراء، والبعض يشتريه من تجار داخل المخيم، حيث أصبحت المنطقة الصحراوية التي يتواجد فيها المخيم شبه خالية من هذا النوع من النباتات.