اكتسبت مدينة الرديسية التابعة لمركز إدفو بمحافظة أسوان، شهرة عالمية في زراعة وتصنيع نبات الحناء، وتصديره لعدد من الدول العربية والأوربية، نظرًا لجودته العالية، حيث يتم زراعة 4 آلاف فدان من نبات الحناء في المدينة، والتي تشتهر منذ عام 1967 بتلك الزراعة، وتبلغ إنتاجية الفدان الواحد نحو 2 طن في العام.
ويقول المهندس محمد فتحي الشيمي صاحب مطحن حنة بمدينة الرديسية، في حواره لـ"أهل مصر" إن نبات الحناء في الأصل يزرع في مصر منذ عهد الفراعنة، ولكنها لم تكن على نطاق تجاري، وكانت تزرع على الأطراف الجانبية بالزراعات للاستخدام الشخصي لصاحب الأرض، مشيرا إلى أن الحنة تستخدم أيضا في مستحضرات التجميل والأدوية، ومن المعروف أن نبات الحناء من النباتات التي تربعت علي عرش الجمال بلا منازع منذ القدم، كما أنها لها فوائد طبية كثيرة لعلاج الشعر وفروة الرأس وتفيد في علاج الصداع وتشقق القدمين.
- بداية الزراعة:
ويضيف أنه في أواخر الستينيات بدأت زراعة الحناء بانتظام وبكميات إنتاجية عالية، وكانت الحناء في البداية تصدر من مدينة الرديسية بدون طحن أو كانت عملية الطحن تتم في القاهرة، حيث كانت الكهرباء في ذلك الوقت لم تدخل المدينة.
وأوضح بأنه في بداية الثمانينيات، بدأت إنشاء المطاحن بماكينات تتم صناعتها محليا، وبدأنا في عمل جزء من عملية تصنيع الحناء بالمدينة، وبدأت تنتشر طرق الزراعة والتقاوي من مدينة الرديسية إلى مناطق وادي الصعايدة غرب أدفو وبنبان ووادي النقرة، لافتا إلى أنه ورث العمل في زراعة وتصنيع وتصدير الحناء من والده الذي كان باحثا في فوائد نبات الحناء واقتني العديد من الكتب والمؤلفات والمراجع التي تتناول علاج العديد من الأمراض بنبات الحناء.
وتابع بأن المصدرين بدأو يأتوا إلى الرديسية، ويحددوا المواصفات التي يحتاجونها من درجة نعومة وحجم العبوة وأن تكون الأكياس من البلاستيك بدلا من الأجولة المصنوعة من "الخيش".
ووصلت الكمية التي يتم تصديرها من الحنة إلى 75% وتستخدمها بعض الدول في التجميل أو الأفراح والمناسبات مثل السعودية ودول الخليج والمغرب العربي، أما في ألمانيا فتستخدم في مستحضرات التجميل مثل الشامبوهات.
- مراحل إنتاج الحنة:
وأوضح "الشيمي"، أن الحناء تزرع مرتين في العام، ويتم حصادها بداية شهر7 وبداية شهر 11، حيث إن نبات الحناء من النباتات المعمرة، سهلة الزراعة في الأراضي الصحراوية والطقس الحار.
وتبدأ مراحل إنتاج الحناء، بعد تجميعها من الأرض لتدخل الحناء مرحلة الفصل ويتم فيها فصل الأوراق عن الساق، ويتم تعبئة أوراق الحناء في أجولة كبيرة بعد تجفيفها، وتستغرق عملية التجفيف 10 أيام.
ويتم نقل أجولة الحناء المجففة للمطحن لوزنها ثم البدء في مرحلة الطحن، وتكون على مرحلتين، المرحلة الأولى التكسير "طحن نبات الحناء طحن خشن"، وبعد ذلك مرحلة الطحن الناعم، حيث يتم فيها تنعيم الحناء لتصبح "بودرة " ثم بعد ذلك تدخل الحناء مرحلة التبريد والتعبئة.
- استخدامات سيقان نبات الحناء:
أما السيقان فيتم شحنها لمدن الدلتا لكي يصنع منها المشنات وأقفاص فاكهة الفراولة والعنب والتندات والمظلات والشماسي المستخدمة في الأماكن السياحية، مثل الغردقة وشرم الشيخ.